عالم صور ما قبل الزواج الخيالي.. هنا صناعة تبلغ قيمتها مليار دولار

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/08 الساعة 11:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/08 الساعة 11:56 بتوقيت غرينتش
asian newly wed bride and groom celebrating marriage outside a building.

يجلس مصوِّر فوتوغرافي وفريق عمله مبتسمين خارج حوض سباحة صغير خاص لالتقاط الصور.

يصيح أحدهم بالعروس التي يقطر ماء من فستانها الأبيض "يا حلوة! كم تستطيعين أن تحبسي نفَسَك تحت الماء؟" ثم بعد دقيقة يصيح نفسه بالعريس "يا حلو! عندما تغطس، اشفط كرشك قليلاً، وكذلك مؤخرتك".

هذا ليس أكثر السيناريوهات رومانسية، ولكن نتائجه بعد عمليات الفوتوشوب مذهلة.

فكما جرت العادة في الصين الحديثة، دفع كل من مديرة الحفلات، جيني تشينغ، وعريسها المصرفي، ديفيد شو، مبالغ ضخمة لقاء صور ما قبل الزفاف التي قد يضاهي طموحها غلاء ثمنها، فيصل المبلغ إلى 177 ألف دولار أميركي إن كان التصوير في وجهات سفر جذابة مثل باريس أو بالي أو سيدني.  

هي لا تجيد السباحة، لكن لا مشكلة كل ذلك من أجل صورة!

لأنها لحظة تستحق التوثيق بالنسبة لهم
لأنها لحظة تستحق التوثيق بالنسبة لهم

جيني لا تجيد السباحة، فظلت تتدرب على الإمساك بيد ديفيد تحت الماء في المسابح، أما ديفيد، أسترالي الجنسية، فيجد هذه العملية مصطنعة برمّتها، إلا أنه أكثر تقبلاً للفكرة من بعض أصدقائه الذين سيحضرون حفل عرسه بعد 6 أشهر.

وذلك حسب رأي المصورة الأسترالية أوليفيا مارتن مغواير التي جذبتها صناعة المليار دولار للتصوير الفوتوغرافي لما قبل الزفاف عندما كانت تعيش لمدة 4 سنوات في شنغهاي، فصنعت أول فيلم لها China Love  الذي يستعرض بكثير من التعاطف تاريخ البلاد العاصف منذ الثورة الثقافية وكيف أثر هذا التاريخ في حاضر البلاد.

تقول مارتن مغواير لصحيفة Gurdian: "إن صناعة ما قبل الزفاف هي لحظة من لحظات الزمن… إنها لحظة الخيال الحقيقية التي يلتقط فيها المصور بعدسته كل البلاد وهي تحلم".

خلفية العديد من الصور فيها تقليد لأماكن غربية على سبيل المثال، ولكن 90% من الشعب الصيني لا يحمل جواز سفر، فتقول مارتن مغواير: "لا أظن الأمر سيظل على هذا الحال بعد 15 سنة".

في فيلمها نرى أزواجاً رتبت زيجاتهم على يد الدولة أثناء حقبة حكم الحزب الشيوعي، يرينا هؤلاء صور عرسهم بالأبيض والأسود الأشبه بصور الهوية، حتى إن الأشخاص فيها ما زالوا يرتدون زي العمل.

أما هدايا العرس فكانت كتابات بقلم رئيس الحزب ماو تسي تونغ

تتابع مارتن مغواير: "لم يكن لديهم أدنى إمكانية تواصل مع بقية العالم، والآن ها هو الجيل الجديد يعيش في زمن الاحتمالات المستقبلي هذا الذي ازدهرت فيه الصين وغدت قوة عظمى في العالم، ثمة صراع بين هذين الجيلين. في البلدان الأخرى لدينا الماضي والحاضر والمستقبل، أما في الصين فليس هناك حقاً سوى المستقبل والماضي يحتكان ببعضهما".

تتبع مارتن مغواير بعض الأزواج في الثمانينيات والتسعينيات من عمرهم والذين قررت جمعية خيرية إبهاجهم بجلسات تصوير متأخرة لما قبل الزفاف ضمن مشروع اسمه Frame The Vow وهذه اللقطات الفوتوغرافية الجديدة التي تتمحور حول تدليل هؤلاء الأزواج المخضرمين والاحتفال بأكثر من 60 عاماً من الحب والود هي طريقة لمعالجة هؤلاء من صدمة الترعرع في ظل الصين الشيوعية.

"ويليام فونغ" كان مدير تسويق و "فيونا ما" كانت رئيسة في فريق الموارد البشرية قبل أن تحمل بطفل. هذان الزوجان من شنغهاي ظهرا في فيلم China Love وقد اختارا خدمة تصوير فوتوغرافي بكلفة 1600 إلى 1800 دولار، إلا أن السعر ارتفع إلى 3000 دولار عند ما أضيفت اللواحق مثل تحسين شكل فستان العرس واستئجار فستان من تصميم مصمم معروف.

نكهة دراما أو فانتازيا كورية

بدأت هذه الشركة بتصوير الأعراس منذ أعوام
بدأت هذه الشركة بتصوير الأعراس منذ أعوام

يقول فونغ لفريق الغارديان بأستراليا إنه يرى لجلسة التصوير نكهة "دراما أو فانتازيا كورية، تستمد جل إلهامها من الجماليات الأوروبية القديمة. الأسلوب والمشاهد جميعها متناغمة جداً مع الإخراج المبالغ فيه لقصص الحب الكورية الحالمة".

في الفيلم تظهر "فيونا ما" وكأنها تتعرض لضغوطات كي تتزوج وتنجب أطفالاً مع أنها تستمتع بالاستقلالية وبنجاحها المهني، لكن فونغ يقول إن حقيقة وضعهما تنطوي على نقاط اختلاف دقيقة. يقول: "الحياة في الصين تصعب أيضاً على الرجال؛ لأنها يُنتظر من عائلة العريس تقديم الأمان للعروس مثل الشقة التي سيسمونها "بيتنا". الناس في أستراليا قد ينتقدون هذه العقلية لسطحيتها، والعديدون لا يدركون أن انتقادهم هذا يأتي من زاوية أكثر شعوراً نسبياً بالأمن، فالدولة والمنظمات غير الحكومية تقدم شبكات أمان، وهو ليس الوضع في الصين. فأنا لا أظن أني سبق ورأيت ولا حتى مطعماً خيرياً يقدم الحساء للفقراء هنا".

منهم من يلتقطون الصور قبل شهور من حفلة الزفاف
منهم من يلتقطون الصور قبل شهور من حفلة الزفاف

تريسي لين أسست شركة TL Wedding في سيدني، والتي يأتي زبائنها من خلفية صينية. تقول في تقديرها إن نصف عملائها هم صينيون مقيمون في أستراليا، فيما النصف الآخر (حوالي 200 زوج وزوجة) يأتونها سفراً بالطائرة لكي يلتقطوا صوراً ووراءهم خلفيات مثل دار الأوبرا الشهيرة بسيدني أو كاتدرائية القديسة ماري. تقول إن معظمهم يستعين بوكلاء لإتمام الترتيبات، فالحكومة الصينية تقيد استخدام جوجل وفيسبوك.

تقول لين لفريق الغارديان الصحافي بأستراليا إن تقليد التصوير الفوتوغرافي قبل الزواج بدأ قبل 50 عاماً، لكنه في العقد الآخير زاد واحتدمت المنافسة في سوقه كثيراً؛ إذ تحاول كل شركة أن تتفوق على أقرانها بتقديم الجديد.

هي ذاتها كانت قد صوّرت صور ما قبل عرسها في الصين قبل 10 سنوات. تقول ضاحكة: "لم يكن استوديو التصوير كبير الحجم مثلما نرى الآن، ولم تكن الخلفية جيدة، فقد كانت أشبه بخلفية ورقية ثم يجعلك الفوتوشوب تبدو وكأنك على الشاطئ. دفعت وقتها 5 آلاف دولار. كنت أفضل مكاناً خارجياً للتصوير، ولكن نظراً للتلوث فإن أماكن التصوير الخارجية ليست بروعة سيدني".

علامات:
تحميل المزيد