يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول 1931، كان هو اليوم الأول الذي احتفل فيه العالم بـ"اليوم العالمي للحيوان"، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي من أجل حماية البيئة ومنع انقراض الحيوانات والذي عُقد في مدينة فلورنسا بإيطاليا.
منذ ذلك الحين يأتي الاحتفال سنوياً بهذا اليوم تأكيداً على أهمية الحيوانات في الحفاظ على التوازن البيئي وصون التنوع الحيوي، وللفت الأنظار إلى قضايا الحيوانات التي أضحت تواجه خطر الانقراض.
ووفقاً لإحصائيات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة عام 2016 فإن 25% من الثدييات و50% من الحيوانات البرمائية مهددة بالانقراض، ويرجع سبب هذا التهديد بالانقراض إلى الصيد الجائر وتغير المناخ وتجارة الحيوانات البرية غير المشروعة والتصحر، فما هي الحيوانات التي ستنقرض خلال 20 سنة من الآن؟
الليمور الأسود.. لن نراه خلال 20 عاماً
ينتمي حيوان الليمور الأسود إلى فصيلة القردة ويعدّ واحداً من 28 نوعاً من الليمور، وهو حيوان متوسط الحجم يبلغ طوله حوالي 90 سنتيمتراً ويزن حوالي 2 كيلوغرام.
وتعدّ الغابات الاستوائية الممطرة موطناً لحيوان الليمور الذي يتغذى على الفاكهة والزهور والأوراق والفطريات ويلعب دوراً هاماً للغاية في عملية نشر البذور في الغابات لأنه يعتمد على كميات كبيرة من الفاكهة في نظامه الغذائي.
ويواجه الليمور خطر الانقراض خلال 20 عاماً بسبب زوال الغابات الناجم عن قطع الأشجار والحرائق الزراعية وإنتاج الفحم والوقود كما يتعرض الليمور للصيد الجائر من أجل التجارة في الحيوانات الأليفة ولوضعه في حدائق الحيوانات.
حيوان الساولا
اكتشف حيوان الساولا للمرة الأولى خلال عام 1992 في الغابات الجبلية بين فيتنام ولاوس، وهو يشبه إلى حد كبير الظباء العربية ولكنه يعيش في الوديان النائية لجبال أناميت على طول حدود جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وفيتنام.
من ناحية أخرى لا تتوفر دراسات كافية عن حيوان الساولا بسبب حداثة اكتشافه إلا أن علماء بيولوجيا الحفظ أكدوا في اجتماعهم بفيتنام وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية في أغسطس/آب 2009 أن الساولا يواجه خطر الانقراض الشديد خلال أقل من 20 عاماً بسبب الصيد الجائر، وأن أعداده تواجه انخفاضاً دائماً بشكل حاد منذ اكتشافه في 1992.
يذكر أن حيوان الساولا من الثدييات وله قرنان طويلان متوازيان وحادان يصل طول كل منهما إلى نصف متر ولونه كستنائي وأسود وتغطي جسمه طبقة رقيقة من الفراء مع بعض النقاط البيضاء على وجهه.
القرد الذهبي
يعيش القرد الذهبي ذو الأنف الأفطس في جبال الصين البرية وتحديداً في سلسلة جبال وايت هورس الثلجية في مقاطعة خنان في الصين، وتغطي جسم القرد الذهبي طبقة الفراء السميك والطويل والتي من شأنها أن تساعده على مقاومة درجة الحرارة الباردة إذ يعيش القرد الذهبي على ارتفاع 4000 متر فوق مستوى سطح البحر.
وتقضي القردة الذهبية أغلب الوقت على الأشجار وتتغذى على أوراق الشجر واللحاء والأشنات.
ويواجه القرد الذهبي تهديد الانقراض خلال أقل من 25 عاماً بسبب الاعتقاد بأن الفراء الخاص به ذو خصائص طبية؛ إذ اعتادت الطبقة الأرستقراطية الصينية على ارتداء فراء القرد الذهبي من أجل درء داء الروماتيزم وعليه فقد تعرض هذا القرد للانقراض بسبب الصيد الجائر، هذا بالإضافة إلى قطع الأشجار للأغراض التجارية.
الفيل السومطري
تواجه فيلة جزيرة سومطرة غرب إندونيسيا خطر الانقراض وذلك جنباً إلى جنب مع إنسان الغاب "قرد الأورانغ أوتان" السومطري ووحيد القرن السومطري والنمر السومطري المخطط؛ فوفقاً لبيان الصندوق العالمي للحياة البرية في 2012 والمعني بالحفاظ على البيئة وحمايتها فإن الفيل السومطري سينقرض خلال أقل من 25 سنة، وأوضح بيان الصندوق أن الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة غير وضع الفيل السومطري من معرض للخطر إلى مهدد بالانقراض.
يُذكر أن جزيرة سومطرة والتي تُعدّ واحدة من أكبر جزر الأرخبيل الإندونيسي تتعرض غاباتها الكثيفة للقطع بشكل منتظم وممنهج نتيجة الزيادة السكانية ومشروعات الاستثمار التجاري كما ترتفع نسبة التلوث في الجزيرة مما يهدد الحياة البرية للحيوانات ويجعلها مهددة بالانقراض خاصة وأن تلك الحيوانات لا توجد إلا بها.
نمر جنوب الصين
نمر جنوب الصين أو ما يُعرف أيضاً بالنمر الصيني ونمر شيامن هو واحد من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم وأكثرها عرضة للخطر من جميع النمور، تم اكتشاف النمر الصيني للمرة الأولى عام 1905 على يد عالم الحيوان ماكس هيلزهايمر، ويعد النمر الصيني واحداً من أصغر النمور في العالم إذ يزن حوالي 243 كيلوغراماً.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمين العام للمنتدى العالمي للنمور ذكر أنها مهددة بالانقراض بسبب ولع السيدات بارتداء فراء النمر كما أن الهيكل العظمي للنمر يُباع في دولة فيتنام بمبالغ باهظة بسبب اعتقاد السكان هناك بأن عظام النمر تعمل على تقوية القدرات الجنسية، يُذكر أن هناك ثلاثة أنواع من النمور انقرضت بالفعل وهي نمر قزوين ونمر بالي ونمر جاوة ويواجه نمر جنوب الصين خطر الانقراض خلال أقل من 20 عاماً.
حيوان البنغول
حيوان البنغول أو ما يُعرف باسم أم قرفة وآكل النمل هو أحد الثدييات صغيرة الحجم التي تعيش في الغابات الإفريقية والآسيوية، وهو حيوان مُغطى بالكامل بقشور تشبه قشور السمك وعند شعوره بالخطر يقوم بتكوير جسمه طلباً للحماية من الحيوانات المفترسة.
وحيوان البنغول ليس له أسنان ولكن له لساناً طويلاً يمتد لمسافة أطول من جسمه ويمكنه أن يأكل 70 مليون نملة على مدار العام، ويواجه البنغول خطر الانقراض خلال 20 عاماً بسبب تعرضه للصيد الجائر بأعداد مهولة سنوياً إذ يعد من الأطعمة الشهية للغاية في الصين وفيتنام، كما أن قشوره غنية بمادة الكرياتين إذ تُسحق وتباع كدواء قوي المفعول من أجل الشعر.