بعد أنباء عن قتلها لرفضها زواج المتعة.. شيخ عراقي يكشف حقيقة رفضه دفن تارة فارس لـ «عدم طهارتها»

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/30 الساعة 10:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/30 الساعة 16:17 بتوقيت غرينتش
ملكة جمال العراق تارة فارس

نفى المرجعية الإسلامي العراقي، الشيخ جلال الدين الصغير، أن يكون قد رفض السماح بدفن ملكة جمال العراق الراحلة تارة فارس في مقبرة جامع براثا ببغداد.

وقال الصغير في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على تويتر، إن الشائعة ما هي إلا محاولة لإسقاطه "من قبل أجهزة التهريج الإلكترونية"، ولا تعدو عن كونها "كذباً رخيصاً".

وهاجم عشرات العراقيون المرجعية الصغير، متهمين إياه برفض دفن الشابة تارة فارس في مقبرة جامع براثا التاريخي في بغداد القديمة، الذي يحظى بمكانة كبيرة لدى الطائفة الشيعية، نظراً لورود روايات شيعية بإقامة الإمام علي بن أبي طالب في تلك البقعة عند رجوعه من معركة النهروان وظهور بعض الكرامات منه.

وأرجع أصحاب الاتهامات سبب رفض الصغير دفن تارة بمقبرة المسجد لـ "عدم طهارتها"، وهو ما نفاه المرجعية الإسلامي جملةً وتفصيلاً.

كما تطرَّق الصغير إلى شائعة أخرى، تحدَّثت عن تلقِّيه العلاج في المستشفيات الأوروبية، رغم مناداته بجودة الحياة في العراق، وهو ما نفاه كذلك.

هل رفضها لزواج المتعة هو سبب قتلها؟

نشطاء عراقيون حمَّلوا بدورهم "دواعش المجتمع" مسؤولية قتل ملكة جمال العراق لعام 2015، بسبب مهاجمتها لرجال الدين المروّجين لزواج المتعة، مدلِّلين بمقطع فيديو للشابة، تتحدث فيه عن رفضها لعرض زواج متعة تقدَّم لها به رجل دين.

وتقول الشابة الراحلة بالفيديو: "أؤكد لكم، أنا تارة فارس، أنَّ رجل دين، شيخ أو سيد تقدَّم لي بعرض للزواج مني زواج المتعة، ماذا تقولون حلال أم حرام؟"، وتجيب تارة صاحبَ عرض الزواج بقولها: "أوكي أتزوجك، لكن هل تقبل أن يتزوج أخي من أختك؟ طبعاً لا، لأنكم أناس تحللون لأنفسكم وتحرمون على الناس".

وزواج المتعة أو الزواج المؤقت أو المنقطع، هو زواج يتقوّم بالمُدة والمهر المعيّنين والعقد، لا يتوارث الزوجان فيه، ولا تجب النفقة للمرأة على الزوج.

ويتفق المسلمون على أن هذا النوع من الزواج كان على عهد الرسول محمد، إلا أنهم اختلفوا في أنه نسخ أم ما زال باقياً، فذهب المسلمون السنة إلى أن الرسول أباحه لثلاثة أيام، ثم نهى عنه فتمَّ تحريمه بذلك، فيما يتفق الشيعة على بقاء زواج المتعة جائزاً، وهو معترف به في إيران ضمن الدستور الرسمي للحكومة.

إياد جمال الدين.. إيران قتلتها

السياسي ورجل الدين العراقي إياد جمال الدين، شنَّ هجوماً لاذعاً ضد إيران وميليشياتها، محملاً إياهم المسؤولية الكاملة عن مقتل الشابة البالغة من العمر 23 عاماً.

وقال جمال الدين في سلسلة تغريدات عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن إيران تحاول عبر قتل تارة فارس إثبات عجز الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة العراقية عن حماية الوطن، وإثبات أن ميليشيات الحشد الإرهابية العميلة لإيران هي وحدها القادرة على حماية الدولة العراقية.

وذهب جمال الدين إلى أن الاغتيالات التي تجري في العراق هي اغتيالات منظمة، فمن بغداد إلى البصرة لا توجد ميليشيات مسلحة فاعلة على الأرض سوى الميليشيات التابعة لإيران، مديناً في الوقت ذاته حملة التشهير التي تعرَّضت لها "الشهيدة المظلومة تارة فارس"، ووصفها بأنها عاهرة لا قيمة لها من قبل البعض، في إشارة إلى حيدر زوير، مقدم البرامج في قناة عراقية، الذي استهزأ بمقتل تارة، ووصَفَها بالـ "عاهرة" ما دفع شبكة الإعلام العراقي إلى طرده من العمل لديها.

واعتبر رجل الدين الشيعي البارز أن إيران ترغب في صناعة عراق جديد، تسود فيه الميليشيات والقتل والاغتيالات والتكفير، تحت قيادة خامنئي وحراسة جواسيسه، مؤكداً أن حريّة الإنسان مقدسة، وأن الإنسان دون الحرية يصبح منافقاً جباناً يصفِّق للأكثرية.

من هي تارة فارس؟

وُلدت تارة فارس عام 1996 في العاصمة العراقية بغداد، من أب عراقي وأُم لبنانية، وتعتبر من أشهر نجوم شبكات التواصل الاجتماعي في العراق.

وإلى جوار جنسيتها العراقية، تحمل فارس الجنسية النيوزيلاندية، وحظيت بشهرة واسعة بعد مشاركتها في مسابقات "ملكة جمال بغداد" لأكثر من مرة، وفازت في المسابقة عام 2015.

وعاشت الشابة الراحلة في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، لكنها انتقلت إلى بغداد مؤخراً مع تقدمها في مسيرتها المهنية، إذ تحظى بمتابعة 2.7 مليون شخص على إنستغرام، إضافة إلى أنها تنشر مدونات مُصوَّرة على قناتها بموقع يوتيوب.

وكان مصدر أمني عراقي، أكد الخميس 27 سبتمبر/أيلول 2018، مقتل تارة فارس برصاص مجهولين، وسط العاصمة بغداد، مشيراً إلى أن "مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم، مساء (الخميس)، على السيارة الشخصية لـ(تارة فارس) في منطقة كمب سارة وسط بغداد" لتفارق الحياة على الفور، جراء إصابتها بعدة طلقات نارية.

فيما تداول روّاد شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة، يظهر لحظة مقتل الفتاة العراقية وفرار القاتل بعد تنفيذ جريمته.

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، في بيان لها، فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الهجوم الذي أودى بحياة ملكة الجمال السابقة، تمهيداً للقبض على الجناة وإحالتهم للمحاكمة، ومعرفة دوافعهم لتنفيذ الهجوم.

وتشهد المدن العراقية في الآونة الأخيرة هجمات منظمة ضد متاجر بيع الخمور والملاهي الليلية، فضلاً عن تكرار الاعتداءات على الشبان والشابات الذين يرتدون الأزياء الغربية.

علامات:
تحميل المزيد