“جاءني ملاك في المنام ومنحني موهبة خارقة”.. شاب مغربي يلتهم العقارب حية ويطمح لانتزاع لقب «غينيس» من السعودية

تتلقى أصابع يديه لسعات متتالية، في حين تحاول العقرب السوداء الهرب من إصرار شاب يعشق مداعبة هذه الحشرات السامة والتلذذ بمضغها حية

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/21 الساعة 14:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/21 الساعة 14:48 بتوقيت غرينتش

تتلقى أصابع يديه لسعات متتالية، في حين تحاول العقرب السوداء الهرب من إصرار شاب يعشق مداعبة هذه الحشرات السامة والتلذذ بمضغها حية، غير آبهٍ بشوكتها وهي تلسع لثَّته وشفتيه.

حميد ذو الأعوام الثلاثين، كان يحتسي قدحاً من الشاي حين ناداه جاره للإمساك بعقرب كانت تبحث عن الرطوبة بالقرب من "القلات"، وهي أوانٍ فخارية يستعملها أهل مدينة زاكورة، بالجنوب الشرقي المغربي، لتبريد الماء في أيام فصل الصيف القائظ.

وضع الكأس المنعنعة جانباً وخرج مستبشراً للقاء واحدة من "حبيباته"، وفق تعبيره، ملاعباً إياها برويّة لم تتحمل العقرب أن يقترب منها، لتوجه شوكة ذيلها الطويل صوب أصابع حميد، الذي تمكن من حملها والذهاب بها بعيداً عن بيت جاره سالم.

هكذا يقضي الشاب بعض أيامه، يلهو بحشراته المفضلة، يلاعبها ويبتلعها إن اقتضت الحاجة تقديم عرض مبهر لصبية القرية، فيما يثير اشمئزاز النسوة وتعجب الرجال.

عشق مداعبة الحشرات السامة والتلذذ بمضغها حية
عشق مداعبة الحشرات السامة والتلذذ بمضغها حية

بداية الحكاية.. رؤيا مَلاك!

قبل 6 سنوات فقط، كان حميد لعظم لا يجرؤ على الاقتراب من عقرب أو التفكير في حملها على كفه الخشنة، إلا أن رؤيا غريبة تكررت سبع ليال غيَّرت بعض طموحاته، يحكي الشاب المنحدر من نواحي مدينة زاكورة، البعيدة عن العاصمة الرباط بـ670 كيلومتراً، كيف أن رجلاً أتاه في المنام على شكل مَلاك يسأله ويعيد: "اطلب ماذا تريد؟".

يؤكد المتحدث أن هذا الحلم تكرر أسبوعاً كاملاً قبل أن يقرر "الملاك" أن قوى خارقة سينعم بها حميد، متمثلة في منع أذية العقارب وسُمّها، فلا تمسه هذه الحشرة السامة بسوء أو أذى!

يقول حميد لـ"عربي بوست": "تعجبت من أمر الرؤيا التي تحققت فعلاً.. كنت صبيحة أحد الأيام قرب وادي جار بضواحي القرية، أعزف على (الهجْهوج) الخاص بي (آلة وترية محلية)، فإذا بعقرب سوداء تقترب مني وتلسعني، فزعت بداية، إلا أني لم أحس لا بالألم ولا بأعراض اللسعة، حينها تأكدت أن الرؤيا تحققت"، وفق تعبيره.

"الملاك" منحنه قوى خارقة متمثلة في منع أذية العقارب

"العقارب حبيباتي وصديقاتي"

بلكنة أهل زاكورة، يتابع حميد التحدث عن حشراته المفضلة، واصفا إياهنَّ ب "الصديقات والمحبَّبات إلى قلبه"، كيف لا وهو يدعهن تتجولن على أنحاء جسمه دون أن يطوله سوء، وحتى عند إقدامه على أكلهن، لا يؤذي سُم العقارب شفتيه ولا لثته ولسانه، في حين يلوك برويّة جسد العقرب بين أضراسه، مصدراً صوت خشخشة يقشعر له البدن.

ملامح جدية وسحنة سمراء تشي بثقة كبيرة بالنفس جعلت المتحدث يؤكد أنه ليس من السهل على أيٍّ كان ملاعبة العقارب وتناولها؛ بل وحتى الاقتراب منها، "هي هبة ربانية، وقوى مسخَّرة، فلا أخاف العقارب ولا أحس بألم لَسعاتها، كما أجد طعمها طيباً"، يضيف الشاب بثقة.

موسوعة "غينيس" هي الهدف

بالنسبة لحميد، أكل العقارب وملاعبتها ليسا هواية لتزجية الوقت؛ بل يعتبرهما طريقاً لنيل لقب "بطل" والدخول لموسوعة "غينيس" للأرقام القياسية.

عبْر "عربي بوست"، أعلن الشاب المغربي تحديه الشاب السعودي مالك الماجدي، الملقب بـ"ملك العقارب"، الذي أقدم على التهام 22 عقرباً دفعة واحدة، مسجلاً بذلك اسمه في كتاب "غينيس"، مؤكداً أنه سينتزع اللقب السعودي ويجعله مغربياً عبر تناوله 30 عقرباً سامة وهي حية.

جمع العقارب وتناولها ليسا الهواية الغريبة الوحيدة التي يقوم بها الشاب، حميد يتناول قِطع الزجاج الحادة بمتعة كذلك، يمضغها ويبتلعها دون أدنى مشكل، في حين يستعد لجر مَركبات ثقيلة بحبال يشدها بأسنانه في المقبل من الأيام.

موهبة أم تقنيات مكتسبة بالتدريب؟

أمام مواهب حميد المتعددة والغريبة، كان للعلم رأي آخر يفسر ما يقوم به "حبيب العقارب"، حيث أوضح عالم شكيب، أستاذ البيوكيمياء بكلية العلوم والتقنيات في الراشيدية، أن عدداً من المعطيات العلمية تفسر عدم تعرض الشاب لأذى سُم العقارب، لافتاً إلى أن العقارب لا تملك نوع السم نفسه؛ لاختلاف أصنافها، وأن لكل صنف سُماً معيناً تختلف خطورته وأعراضه.

 يطمح لانتزاع اللقب من السعودية وتناول 30 عقرباً وهي حية
يطمح لانتزاع اللقب من السعودية وتناول 30 عقرباً وهي حية

الباحث في علم البيولوجيا أكد لـ"عربي بوست"، أن التقنيات المستعملة للتعامل مع العقارب تمكن من التخلص من السم قبل التماس معها، وذلك عبر الاقتراب منها إلى أن تحس بالتوتر قبل أن تضرب بشوكتها في الهواء وتُخرج كمية مهمة من السم تكون خطيرة وقاتلة، حينئذ تصبح الشوكة فارغة ومؤمّنة، وحتى لو ضربت بها فلن تكون مؤلمة أو مؤذية؛ ذلك أن العقرب تحتاج وقتاً آخر لإنتاج السم من جديد.

ويضيف شكيب لـ"عربي بوست": "لا بد أن حميد يجيد التعامل مع العقارب ودفعها إلى إفراغ شوكتها بدايةً عبر مداعبتها واللعب معها قبل تناولها"، لافتاً إلى أن المهارات تتطور وتُكتسب مع الوقت والتجربة، كذلك يستطيع الجسم الذي يُحقن بكميات صغيرة من السم أن يكتسب مناعة وقوة تحميه".

وفي انتظار وليمة العقارب التي من شأنها تسجيل اسم حميد لعظم في موسوعة غينيس، سيشارك الشاب المغربي في إحدى حلقات برنامج المواهب "Arab got talent" ليتمكن المشاهدون العرب من الاطلاع على موهبته الفريدة والغريبة والحكم عليها.

تحميل المزيد