قررت محكمة استئناف في القاهرة، اليوم الأحد 9 سبتمبر/أيلول 2018، إنهاء حبس اللبنانية منى المذبوح التي حكم عليها بالسجن 8 سنوات في يوليو/تموز الماضي، بتهمة "الإساءة الى الشعب المصري"، بسبب فيديو نشرته على Facebook.
وقال مسؤول قضائي لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "محكمة جنح مستأنف مصر الجديدة قررت قبول الطعن المقدم من منى المذبوح وتخفيف الحكم إلى الحبس سنة واحدة مع إيقاف التنفيذ"، ما يعني إطلاق سراحها.
وقال المحامي حسن بزي، الذي يتولى قضية الشابة اللبنانية منى مذبوح المحتجزة في مصر، إنه جرى "إطلاق سراح منى مذبوح التي كانت قد احتجزت من قبل السلطات المصرية بتهمة الإساءة لمصر وشعبها وازدراء الأديان، وذلك بعدما جرى خلال جلسة محاكمتها اليوم تخفيض الحكم الصادر بحقها لسنة مع وقف التنفيذ، بحسب ما ذكره موقع تلفزيون "الجديد" اللبناني.
وأوقفت السلطات المصرية المذبوح نهاية مايو/أيار الماضي، وقررت حبسها احتياطياً وإحالتها إلى المحاكمة "لإذاعتها عمداً إشاعات كاذبة من شأنها المساس بالمجتمع، والتعدي على الأديان فضلاً عن صناعة وعرض محتوى خادش للحياء العام عبر صفحتها بموقع فيسبوك"، بحسب ما قالت النيابة العامة.
لبنان لا يهتمّ!
وكانت قضية منى قد عادت لتتفاعل مجدداً، بعد تهديد والدها بوضع حد لحياته والانتحار في حال حكم بيوم واحد على ابنته الوحيدة بين شقيقَيها، مؤكدا لـ "عربي بوست" أنه لحظة الحكم بالسجن على ابنتي في مصر سيصدر حكم في لبنان بإنهاء حياتي.
وبعتب شديد يتحدث والد المذبوح ذو الـ(72 عاماً) عن عدم اكتراث الدولة اللبنانية لقضية ابنته وهو الذي كان تلقى وعوداً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية بمتابعة قضيتها والعمل على الإفراج عنها "لكنها لم تكن سوى وعود، ولم يتحرك أحد لمساعدة ابنتي".
هذا الكلام أكده مسؤول في الخارجية المصرية ومحامي السيدة منى المحكومة بالسجن ثماني سنوات في مصر لإهانتها الشعب المصري ورئيس الجمهورية، حيث قال في تصريحات لـ "عربي بوست" أن لبنان لم يتقدم بطلب رسمي لتسليم مواطنته إذ أن القاهرة وبيروت لا يرتبطان باتفاقيات لتسليم المجرمين.
وكشف والدها المثقل بهموم ابنته ووضع اقتصادي صعب تفاصيل جديدة عن حياة عائلته، وعن وضع ابنته الصحي، ويقول: "أنا شخص أعاني من أوضاع اقتصادية صعبة حيث توقفت عن العمل منذ نحو ثلاثة أشهر، حيث كنت أعمل في مصبغة ألبسة، وقد ترتب عليَّ ديون كبيرة، ومنها 1500 دولار أميركي كنت أرسلتها إلى محامي ابنتي في مصر".
وأضاف والد المذبوح: "ابنتي منى تحب مصر كثيراً، وهي تزورها للمرة الثالثة خلال الأعوام الماضية" لكن الوالد ادّعي في حواره مع "عربي بوست" أن ابنته تعاني من انفصام الشخصية، وهو المرض الذي أدى لموقفها الحاد ضد المصريين في الفيديو الذي انتشر بشكل فيروسي على مواقع التواصل.
وأكد المذبوح الأب أنه قام بإرسال التقارير الطبية التي تؤكد مرض ابنته للمحكمة المصرية، التي لم تكترث بهذه الوثائق حسب تعبيره. وقال: "أنا أشفق على وضع ابنتي الصحي، ومن أجل ذلك كلما استطاعت أن تجمع مبلغاً من المال من عملها أشجعها لكي تنفقه على أي شيء يدخل البهجة على قلبها، وقد استطاعت في الفترة الأخيرة من عملها في مؤسسة تجارية (مول) من جمع مبلغ من المال وقررت أن تسافر إلى مصر وتقضي وقتاً هناك".
وكانت المذبوح قد نشرت المذبوح مقطع فيديو على حسابها على Facebook تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تتهم فيه المصريين بـ"التحرش الجنسي والنصب والسرقة"، وذلك بسبب مواقف شخصية تقول إنها تعرضت لها في مصر.
واستخدمت المذبوح ألفاظاً نابية في الفيديو، الأمر الذي أثار سخط مواطنين مصريين طالبوا بالقبض عليها ومحاسبتها.
ولكن المذبوح ظهرت لاحقاً في مقطع فيديو آخر، أكدت فيه أنها لم تقصد إهانة المصريين في شريط الفيديو الأول. وقالت "أنا لم أقصد الشعب المصري بمجمله (…) ولم أتكلم في السياسة".