والد منى المذبوح يهدد بالانتحار.. ويكشف تفاصيل جديدة عن ابنته اللبنانية التي سجنتها القاهرة بعد التحرش بها

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/08 الساعة 14:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/09 الساعة 11:58 بتوقيت غرينتش

تترقب عائلة اللبنانية منى المذبوح (24 عاماً) بفارغ الصبر نهار الأحد المقبل في 9 سبتمبر/أيلول، لنطق محكمة الاستئناف المصرية بحكمها بحق منى المحكوم عليها بالسجن 8 سنوات بتهمة شتم رئيس البلاد وازدراء الأديان والإساءة إلى الشعب المصري.

ما الذي حدث؟

منى التي كانت شغلت مواقع التواصل الاجتماعي في شهر رمضان الفائت بعد ظهورها في فيديو ينتقد سلوكيات المصريين، إثر حادثة تحرش تعرضت لها في أحد شوارع القاهرة، أُلقي القبض عليها داخل مصر ولم يشفع لها الفيديو الثاني الذي كانت وزّعته على مواقع التواصل الاجتماعي وأوضحت فيه أن "الفيديو الأول لم يكن مقصوداً نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها نشرته لمجموعة صغيرة من أصدقائها على صفحتها الشخصية، لكن أحد الأصدقاء سربه من دون إرادتها، وقدمت اعتذاراً عما بدر منها من ألفاظ في حق المصريين، مؤكدة أنها تعتز بصداقاتها في مصر وتحب مصر، لكن أثناء إقامتها تعرضت لمواقف دفعتها لتسجيل هذا الفيديو الذي خرجت فيه عن طورها".

قضية منى التي تفاعلت على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد للحكم ومعارض، عادت لتتفاعل مجدداً بعد تهديد والدها بوضع حد لحياته والانتحار في حال حكم بيوم واحد على ابنته الوحيدة بين شقيقَيها، مؤكدا لـ "عربي بوست" أنه لحظة الحكم بالسجن على ابنتي في مصر سيصدر حكم في لبنان بإنهاء حياتي.

لبنان لا يهتمّ!

بعتب شديد يتحدث ذو الـ(72 عاماً) عن عدم اكتراث الدولة اللبنانية لقضية ابنته وهو الذي كان تلقى وعوداً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية بمتابعة قضيتها والعمل على الإفراج عنها "لكنها لم تكن سوى وعود، ولم يتحرك أحد لمساعدة ابنتي".

هذا الكلام أكده مسؤول في الخارجية المصرية ومحامي السيدة منى المحكومة بالسجن ثماني سنوات في مصر لإهانتها الشعب المصري ورئيس الجمهورية، حيث قال في تصريحات لـ "عربي بوست" أن لبنان لم يتقدم بطلب رسمي لتسليم مواطنته إذ أن القاهرة وبيروت لا يرتبطان باتفاقيات لتسليم المجرمين.

ويكشف الوالد المثقل بهموم ابنته ووضع اقتصادي صعب تفاصيل جديدة عن حياة عائلته، وعن وضع ابنته الصحي، ويقول: "أنا شخص أعاني من أوضاع اقتصادية صعبة حيث توقفت عن العمل منذ نحو ثلاثة أشهر، حيث كنت أعمل في مصبغة ألبسة، وقد ترتب عليَّ ديون كبيرة، ومنها 1500 دولار أميركي كنت أرسلتها إلى محامي ابنتي في مصر".

عانت من التحرّش في مصر، وعندما تكلمت، سُجنت!

وتقبع المذبوح في سجن القناطر للنساء بعد أن أصدرت محكمة جنح في القاهرة حكماً في تموز/يوليو الفائت بسجنها ثماني سنوات بعد أن دانتها "بالإساءة للشعب المصري".

واعتقلت السلطات المصرية المواطنة اللبنانية نهاية مايو/أيار الماضي. وكانت المذبوح قد اتهمت المصريين في شريط فيديو نشرته على حسابها على فيسبوك بالتحرش الجنسي والنصب والسرقة، ما أثار سخط بعض المواطنين المصريين.

إجراء نادر في القضاء المصري.. بعد ساعة من حكم بالسجن على اللبنانية صاحبة الفيديو "المُهين" للمصريين، المحكمة تُعدّل قرارها

وقال مسؤول كبير في الخارجية المصري فضل عدم ذكر اسمه لعربي بوست الخميس "هذا شأن قضائي لا نتدخل فيه.. لم تصلنا أية طلبات استرداد لرعايا لبنانيين في مصر والمختص هو مكتب التعاون الدولي بمكتب النائب العام المصري".

ووالدها: ابنتي تعاني من مرض نفسي!

ويضيف والد المذبوح: "ابنتي منى تحب مصر كثيراً، وهي تزورها للمرة الثالثة خلال الأعوام الماضية" لكن الوالد يدّعي في حواره مع عربي بوست أن ابنته تعاني من انفصام الشخصية، وهو المرض الذي أدى لموقفها الحاد ضد المصريين في الفيديو الذي انتشر بشكل فيروسي على مواقع التواصل.

ويؤكد المذبوح الأب أنه قام بإرسال التقارير الطبية التي تؤكد مرض ابنته للمحكمة المصرية، التي لم تكترث بهذه الوثائق حسب تعبيره.

وقال الوالد في أسى: "أنا أشفق على وضع ابنتي الصحي، ومن أجل ذلك كلما استطاعت أن تجمع مبلغاً من المال من عملها أشجعها لكي تنفقه على أي شيء يدخل البهجة على قلبها، وقد استطاعت في الفترة الأخيرة من عملها في مؤسسة تجارية (مول) من جمع مبلغ من المال وقررت أن تسافر إلى مصر وتقضي وقتاً هناك".

ومنى تعاني من مضايقات السجينات الأخريات في مصر

بدوره، قال محامي المذبوح لعربي بوست إن دفاعه عن موكلته يعتمد "على الثغرات في الحكم الابتدائي" في تموز/يوليو الفائت..

‎وتوقع كمال أن تقضي محكمة الاستئناف "ببطلان حكم أول درجة وأن تحاكم موكلته من جديد أو تحكم الاستئناف بحكم مخفف من سنة إلى 3 سنوات، متمنياً أن يقرر القاضي إيقاف التنفيذ".

‎وعن عدم تسليم موكلته إلى لبنان لتنفيذ العقوبة هناك، قال عماد "إنه لا توجد اتفاقيات لتسليم المجرمين بين القاهرة وبيروت"..
‎وأشار كمال إلى "اتصال شبه يومي بينه وبين السفير والقنصل اللبنانيين في القاهرة بشأن موكلته وتطورات القضية".

‎وأوضح أن موكلته تقضي عقوبة السجن الآن في سجن النساء بالقناطر الخيرية، مشيراً إلى شكواها من "مضايقات" تصدر من سجينات مصريات.

‎وأوضح المحامي أن هذه "المضايقات" طبيعية مثل كل السجون المصرية.

‎وقال كمال إن والدة موكلته زيارتها في السجن منذ أسبوع، مؤكداً أنها تزورها في المواعيد الطبيعة كل أسبوعين ولا تحتاج إذناً من النيابة للزيارة.

وأوقفت السلطات المصرية المذبوح نهاية أيار/مايو الماضي وقررت حبسها احتياطياً وإحالتها إلى المحاكمة "لإذاعتها عمداً إشاعات كاذبة من شأنها المساس بالمجتمع، والتعدي على الأديان فضلاً عن صناعة وعرض محتوى خادش للحياء العام عبر صفحتها بموقع فيسبوك"، بحسب ما قالت النيابة العامة.

ونشرت المذبوح في أيار/مايو الماضي مقطع فيديو على حسابها على فيسبوك تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تتهم فيه المصريين بالتحرش الجنسي والنصب والسرقة، وذلك بسبب مواقف شخصية تقول إنها تعرضت لها في مصر.

واستخدمت المذبوح ألفاظاً نابية في الفيديو، الأمر الذي أثار سخط مواطنين مصريين طالبوا بالقبض عليها ومحاسبتها.

ولكن المذبوح ظهرت لاحقاً في مقطع فيديو آخر، أكدت فيه أنها لم تقصد إهانة المصريين في شريط الفيديو الأول. وقالت "أنا لم أقصد الشعب المصري بمجمله (…) ولم أتكلم في السياسة".

علامات:
تحميل المزيد