رسالة لم تنشر من قبل لنيلسون مانديلا تُعرض للبيع في مزاد علني.. ماذا كتب بها ولمن وجهها؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/28 الساعة 09:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/28 الساعة 09:46 بتوقيت غرينتش

تُعرض في العاصمة البريطانيّة لندن، في 14 سبتمبر/أيلول المقبل، رسالة للسياسي الشهير المناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا للبيع في مزاد علني.

وبحسب The Guardian البريطانية، كان مانديلا قد كتب هذه الرسالة الرقيقة التي لم يسبق نشرها، من زنزانته في سجن جزيرة روبن.

وذلك عندما عَلِم بوفاة صديقه ورفيقه في حركة النضال، مايكل هارميل، بعد شهورٍ من وفاته.

ومن المتوقع أن تجني هذه الرسالة مبلغاً يصل إلى ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل 127.730 دولار أميركي.

وكتب مانديلا رسالته هذه في 1 أكتوبر/تشرين الأول عام 1974، أي بعد 10 سنوات من الحكم عليه بالسجن المؤبد.

ما هو مضمون الرسالة.. ولمن كتبها؟

عندما علم بوفاة رفيقه هارميل، سارع مانديلا إلى كتب رسالة، وجهها إلى ابنة صديقه باربرا وزوجته راي، وذلك بعد 4 شهور من وفاته.

حيث كانت هذه الرسالة عبارة ورقة رقيقة مغطاة بطوابع السجن الرسميّة.

وقال فيها: "أنا أُفكّر فيك وفي راي منذ أن سمعت بموت أبيك الحبيب، ليس لديّ أي تفاصيل على الإطلاق بشأن وقت وكيفية وفاته، فقط تلقّيت تقريراً عارياً عن الحقيقة من شخص يَفترض أننا نعلم بالفعل عن الأمر".

وأضاف فيها: ليس من السهل أن نقبل أننا لن نرى مايك مرّة أخرى.

وكان مانديلّا في بادئ الأمر مُتشككاً في خِصال هارميل، حيث كتب: "كنت على قناعة أنه لا يستحق شرف وضعه بين النخبة، وما إن مضت بضع سنوات، حتى أصبحت أتقبّل بساطته كفضيلة يمكن للمرء أن يقتدي بها في حياته".

وكان مانديلا يخشى عدم مغادرة السجن أبداً، إلا أنه وعد "أختيه" الأوروبيتين مازحاً باصطحابهما إلى عيد خوسا الديني الذي يُحتفَل به في البلاد.

وختم رسالته قائلاً: يُقال إن الإيمان مثل شجرة بلّوط، فهو ينمو بشكل مُطرد، وحين يُصبح راسخاً فإنه يدوم لقرون، هل ركبتِ حِصاناً في حياتك أو شاهدّتِ سِباقاً للخيول؟.

الأمل هو الحصان الذي تركبين عليه وتسافرين إلى وجهتك للوصول إلى الفوز.

وثروتي الوحيدة في الحياة هي أن لي أصدقاء علّموني تلك الأشياء، وكان من بينهم أبوكِ الحبيب".

على الرغم من ظروفه الحزينة إلا أن رسالته كانت مليئة بالحرية والفرح!

ماثيو هالي، رئيس الكُتب والمخطوطات في دار بونهامز التي يُعرض بها الخطاب في المزاد، وصف تلك الرسالة بأنها "شيء مدهش".

وقال هالي "إنها رسالة جميلة، نوع من الرسائل التي يرغب المرء في تلقّيها في مثل هذه المناسبة الحزينة، خاصة بالنظر إلى الظروف التي كُتِبت فيها".

وأضاف: "إنها مُفعمة بالحياة، وتلك الصورة الختامية لسباق الخيل تمتلئ بالحرّية والفرح.. وكان هذا مُختلفاً للغاية عن وضعه الفعلي".

وعلى الرغم من أن الرسالة ستُعرض في المزاد العلني في لندن، إلا أنها لا تزال في جنوب إفريقيا، وقد لا يُسمح بأخذها خارج البلاد إذا اشتراها شخصٌ أجنبيٌ.

ويأمل هالي أن تنضم هذه الرسالة إلى المجموعات العامّة في جنوب إفريقيا، حيث يُحتفظ بالعشرات من رسائل مانديلّا من السجن ككنوز وطنية.

من هو نيلسون مانديلا!

مانديلا هو الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا، ويعد أحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصري التي كانت سائدة في البلاد ذلك الوقت.

حمل نيلسون مانديلا على ظهره تاريخ شعب جنوب إفريقيا، من النضال إلى الحرية، ومن الفصل العنصري إلى المساواة بين أبناء البلد الواحد، إذ يعد رمزاً لمكافحة التمييز العنصري في العالم.

كان مانديلا في بداية نضاله يدعو للمقاومة غير المسلحة ضد سياسات التمييز العنصري.

لكن بعد مجزرة شاربفيل التي ارتكبتها السلطات العنصرية ضد أصحاب البشرة السوداء، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر مانديلا وزعماء المجلس الإفريقي القومي فتح باب المقاومة المسلحة.

وقامت السلطات حينها بحظر جميع أنشطة حزب "المجلس الوطني الإفريقي"، واعتقل مانديلا حتى 1961، وبعد الإفراج عنه قاد المقاومة السرية التي كانت تدعو إلى ضرورة التوافق على ميثاق وطني جديد يعطي السود حقوقهم السياسية.

وفي العام نفسه أنشأ مانديلا وقاد ما عرف بالجناح العسكري للحزب.

في 1962 غادر مانديلا إلى الجزائر للتدرب العسكري ولترتيب دورات تدريبية لأفراد الجناح العسكري في الحزب.

وعند عودته إلى جنوب إفريقيا في عام 1962 ألقي القبض عليه بتهمة مغادرة البلاد بطريقة غير قانونية، والتحريض على الإضرابات وأعمال العنف.

وبحلول عام 1974، تم ترقية مانديلّا من كونه سجيناً بالدرجة "د" ليُصبح سجيناً من الدرجة "أ" – وهو ما يعني السماح له بمعرفة المزيد من الأخبار عن العالم الخارجي.

إلا أنه كان ينام على أرضية حجرية في زنزانته التي يخرج منها لتكسير الأحجار خلال الأسبوع، ولمدّة ساعة واحدة في عطلات نهاية الأسبوع.

وقد أُطلِق سراحه في عام 1990 على يد رئيس جنوب أفريقيا آنذاك، فريدريك ويليام دى كليرك، ليُصبح مانديلا أول رئيس للبلاد في مرحلة ما بعد الفصل العنصري في عام 1994.

من هو صديقه مايكل هارميل؟

كان هارميل عضواً في الحزب الشيوعي، وعَمِل لفترة وجيزة في صحيفة Daily Worker بالعاصمة البريطانية لندن.

قبل أن يعود إلى جنوب إفريقيا التي أصبح فيها نقابياً، وناشطاً، وأوّل رئيس تحرير لصحيفة الشيوعي الإفريقي في عام 1959.

وفي عام 1962، وهو نفس العام الذي خضع فيه مانديلّا للمحاكمة، وُضِع هارميل تحت الإقامة الجبرية لمدّة 5 سنوات، وذلك قبل أن يُنفى خارج البلاد.

ومات في براغ في يونيو 1974 عن عُمر ناهز 58 عاماً.

فيما توفي نيلسون مانديلا في 5 ديسمبر/كانون الأول 2013، عن عمر يناهز 95 عاماً بعد معاناة طويلة مع مرض في الرئة، وذلك بعد أن غيّر وجه وطنه وألهم العالم الكفاح من أجل الحرية.


إقرأ أيضاً..

زوجة نيلسون مانديلا تكتب: هذا ما تعلمته في رحلتي مع زوجي

مانديلا كان آخر زعيم إفريقي تقابله الأميرة ديانا قبل وفاتها.. اليوم، الأمير هاري وميغان في معرض تكريمي له بلندن (صور)

تحميل المزيد