قسيسات بسبب الاعتداءات الجنسية؟ البابا فرانسيس يعترف، ومطالبات بترقية الراهبات

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/28 الساعة 13:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/28 الساعة 13:24 بتوقيت غرينتش

لا تسمح الكنيسة الرومانية الكاثوليكية للنساء بأنَّ يتقلدن مناصب القساوسة. وفي ظل أزمة الاعتداءات الجنسية الأخيرة يرى البعض أنَّه حان وقت التغيير. لكنَّهم يستبعدون أن تقوم الكنيسة بإجراء تغييراتٍ في المستقبل القريب وفق ما ذكر موقع VOA Learning English الأميركي.

قال البابا فرانسيس والقساوسة الرجال في الفاتيكان مراراً إنَّ التعاليم التي تقضي بأنَّ النساء لا يمكنهن أن يصبحن قساوسة أتت من الرب، ولا يمكن تغييرها.

وقالت مارغريت مكغينيس، أستاذة الدين بجامعة لاسالي في مدينة فيلادلفيا الأميركية: "لا أرى أي تحركٍ لتعيين النساء قساوسة. لن يرى المسؤولون ذلك حلاً".

يعود تاريخ الحملة المنظمة التي تطالب بتعيين النساء قساوسةً في الولايات المتحدة الأميركية إلى سبعينيات القرن العشرين، واستخدم قادتها حالات الاعتداءات الجنسية الحديثة التي اتُهم فيها قساوسة رجال كوسيلةٍ لدعم مطلبهم.

في إحدى الحالات، اتُهم الكاردينال السابق ثيودور مكاريك بالاعتداء جنسياً على طفلين على الأقل ورجال بالغين يدرسون لكي يصبحوا قساوسة. وفي حالةٍ أخرى، ذكر تقرير هيئة المحلفين الكبرى بولاية بنسلفانيا الأميركية أنَّ حوالي 300 قس اعتدوا جنسياً على حوالي ألف طفل في 6 أبْرَشِيّات منذ أربعينيات القرن الماضي.

دور النساء في الكنيسة الكاثوليكية

قادت بريدجيت ماري ميهان حركةً تطالب بتعيين النساء قساوسة، الأمر الذي يعد تحدياً لتعاليم الكنيسة. وقالت: "إذا جعلنا النساء متساويات مع الرجال، وأصبحن شركاء لهم بتعيين النساء قساوسة في الكنيسة الكاثوليكية، ستخرج الكنيسة من حالة الفوضى هذه، لأنَّه ستكون لدينا أمهات قساوسة يحرصن على حماية الأطفال".

تنص تعاليم الكنيسة على أنَّ أي شخص يسعى إلى تعيين النساء قساوسة سيُطرد من الكنيسة. ويعتبر الفاتيكان هذا الفعل مساوياً للاعتداء الجنسي على الأطفال.

وقالت كيت مكلوي، رئيسة منظمة Women's Ordination Conference، إنَّ زعماء الكنيسة عملوا جاهدين على مر السنين لحماية القساوسة المدانين وتجاهلوا الضحايا.

وأضافت أنَّ البابا فرانسيس وجَّه كافة أتباع الكنيسة الكاثوليكية للمشاركة في خلق ثقافة جديدة في الكنيسة لإيقاف الاعتداء الجنسي على الأطفال. وأوضحت مكلوي أنَّ ذلك يتطلب "كل من لهم علاقة" بالأمر ونهاية الزعامة الذكورية القديمة.

المسيح اختار حوارييه من الرجال فقط..

وفق التعاليم الكاثوليكية، فإن منصب القسيس مقصور على الرجال فقط لأنَّ المسيح اختار 12 حوارياً له من الرجال فقط، وهو ما يعد حكماً من الرب لا يجوز مخالفته.

وقال البابا فرانسيس مراراً وتكراراً إنَّ النساء لن يصبحن قساوسةـ لكنَّه دعا إلى إعطاء النساء دوراً كبيراً في مناصب صنع القرار في الكنيسة.

وعام 2016، قرَّر البابا تشكيل لجنة لدراسة دور الشمامسة الإناث خلال السنوات الأولى للكنيسة الكاثوليكية. إلا أنَّ ثمرة عمل هذه اللجنة لم تُعلن إلى العامة، لكنَّ البعض يرى أنَّه يُسمح للنساء ذات يوم بأن يكُنَّ شمامسة.

يؤدي الشمامسة العديد من مهام القساوسة، باستثناء عدم السماح لهم بإقامة قداس.

وقالت كيت مكلوي إنَّ منظمتها ستُرحب بقرار تعيين النساء شمامسة، لأنَّ هذا قد يؤدي إلى تعيينهن قساوسةً في النهاية.

قلة عدد القساوسة

ترى منظمة Women's Ordination Conference وحلفاؤها أيضاً أنَّ تعيين النساء قساوسة قد يسهم في حل مشكلة الكنيسة الكبرى، التي تتمثل في قلة عدد القساوسة في الكثير من بلدان العالم.

وتأتي أسوأ حالات قلة عدد القساوسة في منطقة الأمازون بأميركا الجنوبية. ودعا تقرير مبكر حول لقاء الفاتيكان عام 2019 بشأن الأمازون قادة الكنيسة لتحديد "وظائف كهنوتية رسمية" جديدة للنساء للعمل هناك.

ويرى مايكل هيغينز الأستاذ بجامعة Sacred Heart University في الولايات المتحدة أنَّه من غير المرجح أن تُعيَّن النساء قساوسةً في المستقبل القريب. لكنَّه قال إنَّ ثقافة السلطة الذكورية "لم تعد تُجدي نفعاً".

فيما ارتفعت أصوات مؤخراً تجاه الاعتداءات التي تحصل في بعض الكنائس بأن هذه الممارسات إن لم تجد من يقف أمامها ويتصدى لها سيترك الناس الكنائس.


اقرأ ايضاً..

تعرَّضت لأسوأ كابوس قد تواجهه امرأة.. تركها زوجها في مذبح الكنيسة يوم الزفاف ليجبرها على إعلان خبر هروبه من منصة العرس

لماذا حاول راهبان مصريان الانتحار بالدير الذي شهد اغتيال الأنبا إبيفانيوس؟ "لعنة" أصابت دير النطرون الذي عارض قيادة الكنيسة، وهذا سرّها

 

تحميل المزيد