لماذا قد تكون رواية المصري قاتل طفليه غير صحيحة؟ 6 تناقضات بفيديو النيابة تشكك في اعترافاته

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/26 الساعة 13:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/26 الساعة 13:47 بتوقيت غرينتش

شيء ما غامض لا يعرفه إلا الرجل الذي يدَّعي أنه قتل طفليه يوم عيد الأضحى، قبل أيام، بعدما أغرقهما تباعاً بحسب روايته في أسفل كوبري في محافظة الدقهلية شمالي العاصمة المصرية القاهرة.

إنها القصة التي شغلت المصريين منذ يوم عيد الأضحى، ويبدو أنها ستستمر في ذلك لعدم اقتناع قطاع كبير منهم بما رواه الشاب في مقطع مصور نشرته صحف قريبة من السلطات المصرية.

قبل ظهور الفيديو، كانت هناك روايتان حول الواقعة، فالأولى التي تتبنَّاها النيابة المصرية، على اعتبار أن الاعتراف سيد الأدلة، والرجل اعترف بأنه هو من ألقى طفليه البالغ عمرها 5 سنوات، و3 سنوات في البحر، والثانية هي جريمة قتل مكتملة الأركان، وراءها عصابة لتهريب الآثار.

وبالعودة إلى ما قاله الشاب الذي يدعى محمود نظمي في التحقيقات، ثم كرَّرها في مقطع تم نشره على نطاق واسع، أنه تخلص من الطفلين ريان ومحمد لأن لديه تاريخاً غير مشرف، ولا يريد أن يحمل ابناه وزر أبيهما، فلذلك تخلَّص منهما!

بالتأكيد هذا الكلام لن يقنع كل من شاهد الفيديو، لعدد من الأسباب التي سنحاول أن نذكرها في هذا التقرير.

  • طريقة القتل

محمود زعم في الفيديو أنه قام بإلقاء ابنه الأكبر ريان، صاحب الـ5 سنوات في النيل، ثم قام بإلقاء الطفل الأصغر محمد، ولكن ما وجد في مقطع آخر عند انتشال الطفلين أنها مربوطان في حبل، مما يشكك في رواية والدهما.

أيضاً قال الشاب إن هاتفه كان غير متاح عندما ألقى بطفليه، ثم عاد وذكر أن الهاتف الخاص به كان مغلقاً، ثم قام بفتحه لكي يتواصل مع والدتهما ويخبرها بالأمر، وأنه فقد الطفلين أثناء وجودهما في الملاهي على حسب قوله

  • "موس حلاقة" في السجن!

كان لافتاً أيضاً أن محمود أثناء حديثه كان يحاول أن يشعر المستمع بندمه على فعله، فأراد أن ينتحر، ولكن قبل ذلك أراد أن يجهز نفسه بحسب قوله، عبر "تطهير" نفسه، في إشارة إلى الحلاقة، وأخرج من جيبه "موس"، وهو الأمر الممنوع بتاتاً في السجون ومراكز الاحتجاز في أي مكان، ومنها مصر.

فكيف يسمح له بوضع "علبة أمواس" في جيبه، كما أنه ظلَّ يحملها معه منذ تسليم نفسه وحتى ظهور الفيديو، وكأنه لم يتعرض للتفتيش منذ وصوله إلى مركز الشرطة، وهذا أمر غير وارد على الإطلاق.

  • فكَّر أن يعترف بعد يومين من الواقعة!

القصة التي حاول محمود أن يتمسك بها، هي أنه عاد إلى قريته يبحث عن الطفلين، رغم أنه من المفترض أنه فقدهما بجوار الملاهي، التي تبعد عن بيته كثيراً، ثم عاش حياته بشكل طبيعي بحسب كلامه، بأن أخذ قسطاً من النوم، ثم ذهب لصديق له لأنه يشعر بالمرارة بعد هذه الفعلة، ولكن الأمر الطبيعي أن لا يمكن أن يقدم شخص على قتل أطفاله، ثم يذهب إلى النوم والراحة بهذه الطريقة.

أيضاً إذا كان الرجل رسم كل هذه الخطة لكي لا يشك فيه أحد فلماذا سلم نفسه دون أن تكشف خطته، وحتى لو كان بالفعل قتل أولاده ثم شعر بالندم عليهما كان الحل الأسهل ربما أن ينتحر، وهو قال ذلك في الفيديو، لكنه لم يكشف من الذي منعه.

  • الطريقة التي ظهر بها

كان لافتاً في المقطع المصور الطريقة التي يتحدث بها محمود، التي لا توحي أبداً بأي لوم أو تأنيب ضمير لرجل قتل طفليه بهذا الشكل، رغم زعمه التأثر والرغبة في الانتحار.

فالشاب يتحدث بكل هدوء وسكينة، وكأنه يروي قصة مسلية يعرف كل تفاصيلها، حتى الطريق الذي سلكه لكي يتخلص من ولديه يحفظه تماماً، كما أنه أغرق في التفاصيل الصغيرة عن طريقة سيره في الشارع، وكيف وصل إلى هدفه، الأمر الذي لا يمكن تصديقه بأي حال.

  • أسباب القتل تافهة

ساق والد الضحيتين أسباباً لا يمكن وصفها إلا بالتافهة وراء قيامه بهذه الجريمة، وهي أنه لا يعاني من مرض في بطنه، كما أنه لا يتحمل طلبات الطفلين باللعب معه! كما أنه قال إنه فعل ذلك تحت تأثير المخدر، لأنه كان يتعاطى مواد مخدرة.

ولكن في أثناء حديثه عن هذه المواد، ذكر أنه تعاطى بعضها قبل الواقعة بيوم كامل، فكيف يظل مفعول هذه المواد لمدة 24 ساعة!

كل المعطيات السابقة تشير إلى أن الشاب تعرَّض ربما لضغط، لكي يدلي بهذه الاعترافات، خاصة بعد الحديث المتكرر عن وجود تجارة آثار وراء الواقعة، أو أن هناك أشياء أخرى لم تكشف حتى الآن.

  • رجل يلقنه ولا يسأله

أيضاً ثمة أمر هام آخر وهو الشخص الذي كان يقوم بتصوير الفيديو، الذي من المفترض أن يحقق معه، كان يحاول فيما يبدو أن يدله على الجملة القادمة التي سيحكيها مثل "هل لك علاقات نسائية"، أو "أن تتناول المواد المخدرة"، بدا الأمر وكأنه يحاول أن يدله على استكمال الرواية التي من الواضح أنها غير محبوكة.

أيضاً حاول الرجل الذي يتقمص دور المحقق أن يرشد محمود بأنه ذهب إلى الملاهي مع أولاده، وكأنه نسي الأمر، ولكن من المفترض أن واقعة مثل هذه لا يمكن أن ينساها الرجل؛ لأنها كانت حيلته حتى تسمح له زوجته باصطحاب الأطفال.

كان يحب طفليه ويستحيل أن يقتلهما

وقبل أن يظهر الفيديو الخاص بمحمود، قالت توحة محمود، ابنة عمه، إن والد المتهم توفي منذ 3 سنوات، وترك له ولأشقائه أراضي زراعية وعقارات، ومبلغاً مالياً كبيراً من المال.

وأضافت خلال لقاء لها بث على فضائية دريم، أن عمّها "والد المتهم" كان مربياً للمواشي، ولديه تجارة واسعة وأراض، وتبرير المتهم قتل طفليه بعدم قدرته على الإنفاق عليهما غير صحيح، فحالة العائلة المادية جيدة جداً.

وأكدت: "شقيقة محمود أخبرتني أن ثروته الخاصة 15 مليون جنيه، فضلاً عن حقه من ميراث والده الراحل، والمتهم لا يعمل، ولكنه يدير أملاكه، موضحة أن المتهم كان يبني عقارين جديدين، ولم ينته منهما، وكان يعشق طفليه ويحبهما جداً، ويسهر بجوار أي منهما حتى لمجرد تعرّضهما لنزلة برد.

وأوضحت أنه من المستحيل أن يقتل محمود نظمي طفليه، وزوجته منذ الحادث في حالة انهيار تام.

  • حادثة مشابهة قبل أشهر

قبل نحو شهرين، كانت هناك واقعة هامة متعلقة بقتل أسرة بالكامل في مدينة الرحاب شرقي القاهرة، وأغلقت النيابة العامة المصرية القضية بأن الرجل قتل أولاده ثم انتحر، ولكن كانت هناك العديد من التقارير حول تعرض الأسرة بالكامل للقتل بسبب تجارة الآثار أيضاً، ولكن هناك من أراد طمس الحقيقة.


اقرأ أيضاً..

ادَّعى أنه قتلهما خشية الفقر، وابنة عمه تفجر مفاجأة: ثروته 15 مليون جنيه.. تفاصيل جديدة في قضية قاتل طفليه في مصر

خدع الجميع بأن طفليه اختطفا من الملاهي ثم اختفى.. أب مصري يفجر مفاجأة: أنا من قتلتهما

علامات:
تحميل المزيد