اغتصبت ثم خنقت ورميت في كيس بلاستيكي.. «مقتل سلسبيل» يعكر على الجزائريين عيدهم، والقاتل شارك في البحث عنها!

في حي الياسمين بمدينة وهران، ومع إشراقة شمس عيد الأضحى، لم تتمكن الطفلة سلسبيل (8 سنوات) من ارتداء فستانها البنفسجي الذي كانت تعطره مساء كل يوم

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/24 الساعة 11:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/24 الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش
الطفلة سلسبيل

في حي الياسمين بمدينة وهران إلى الغرب من العاصمة الجزائرية، ومع إشراقة شمس عيد الأضحى، لم تتمكن الطفلة سلسبيل (8 سنوات) من ارتداء فستانها البنفسجي الذي كانت تعطره مساء كل يوم على مدار أسبوع كامل استعداداً للعيد.

حتى أن صديقتيها فريال (8 سنوات) ومرام (9 سنوات)، أعلنتا الحداد رغم صغر سنهما، ورفضتا التزين والخروج يوم العيد، حزناً على فراق صديقتهما سلسبيل زحاف، والتي قتلت بطريقة وحشية يومين قبل العيد.

وبصوت مبحوح تتحدث مرام صبان، الصديقة المحبوبة لسلسبيل وهي تهمس "العيد تاع السنة صامط بلا سلسبيل"، أي عيد هذا العام بلا ذوق في غياب سلسبيل.

في الحي "لا بالونات ولا مفرقعات"

يبدو حي الياسمين حزيناً في أول أيام عيد الأضحى المبارك 21 أغسطس/آب 2017، فالسكون يملأه من كل جانب، ولا تسمع لك سوى ثغاء بعض الخراف على شرفات العمارات قبل ذبحها، ونادراً ما تتسلل إلى أسماعك الضحكات.

في زاوية العمارة الرابعة من الحي، حيث تسكن عائلة سلسبيل، تم نصب خيمة العزاء، التي تحولت مع العيد مجلساً للتغافر والمواساة في آن واحد، وبجانبها حاول البعض كسر الحزن بذبح خراف العيد في جو من التكافل والتعاون.

يقول أكرم مسامح جار العائلة في حديثه لـ"عربي بوست" إن الحي كان مليئاً بالحيوية حتى في غير المناسبات، "اليوم ورغم أنه عيد الأضحى المبارك لم نسمع أصوات المفرقعات ولا ضحكات الأطفال، الجو حزين بفقدان سلسبيل".

ويضيف "رغم صغر سن سلسبيل، إلا أنها رسمت لها في الحي مكاناً بحيويتها وحبها المرح واللعب مع صديقاتها، وكثيراً ما كانت تتحفنا بأغاني وأناشيد طيور الجنة".

غاب البنفسج والسكر

محمد زحاف شقيق سلسبيل، يعود إلى ساعات اختفاء الأخت الصغرى، التي ذهبت إلى الدكان فصارت في خبر كان، بعدما اختفت عن العيان في حدود التاسعة من صباح الأحد 19 أغسطس/آب 2018.

ويروي محمد التفاصيل لـ"عربي بوست" قائلاً إن أخته وبعد استيقاظها من النوم، توجهت إلى شرفة البيت، حيث تخفي في الغالب ألعابها، وبدأت تتمتم أحياناً وتغني أحياناً أخرى، قبل أن تناديها الأخت الكبرى لتكلفها بمهمة شراء السكر من المحل الذي لا يبعد عن البيت سوى 50 متراً.

تجمع للأهالي أمام بيت الطفة في حي الياسمين
تجمع للأهالي أمام بيت الطفة في حي الياسمين

وأضاف "منذ تلك اللحظة، غابت سلسبيل. لم نرها ونسمع صوتها، فتوجه والدي إلى جل المحلات المحيطة بالحي للبحث عنها دون جدوى، كررنا العملية بمساعدة الجيران لكن النتيجة واحدة، سلسبيل اختفت".

مع اقتراب الشمس من المغيب، بدأت دقات قلب أفراد العائلة تخفق بشدة من الرعب، "توجه والدي إلى مقر الأمن الحضري، وأودع إبلاغاً عن اختفاء الطفلة سلسبيل، مع تكثيف نشر الإعلانات في الجدران وفيسبوك أملا في العثور عليها".

"المجرم شاركنا البحث"

الغريب في مقتل الطفلة سلسبيل، هو أن الضالع في العملية رغم أنه يبلغ من العمر 18 عاماً، إلا أنه كان يرسم لجريمته سيناريو الأفلام السينمائية، كما ذكر شقيق الضحية محمد زحاف.

وأضاف محمد أن مرتكب الجريمة وبعد القيام بفعلته الشنيعة، "عاد إلى أمام العمارة التي نسكن بها، وعرض خدماته للمساعدة في البحث، بإلصاق الإعلانات، وسؤال أهل الحي والأحياء المجاورة".

"وبصراحة ساورني الشك في أنه الفاعل، لما روى لنا قصة توقف سيارة من نوع شانا، واختطاف الطفلة نحو حي الشهداء المجاور، وهو ما لم يقر به مع بداية البحث، وكان كلامه مليئاً بالرعب والارتجاف".

وقال محمد "صدمنا لما عرفنا من بعد مجريات التحقيق أنه الفاعل، فهو جارنا بالحي، ولم يخطر ببالنا يوماً بأنه سيقترف مثل هكذا فعل".

تفاصيل الجريمة

بعد الضجة الكبيرة التي أحدثتها الجريمة بالجزائر، وتداول بعض المعلومات الخاطئة في تفاصيلها، نشط حمزة تبوب وكيل الجمهورية مساعد أول لدى محكمة وهران، في 20 أغسطس/آب 2018، ندوة صحفية كشف فيها كل تفاصيل الجريمة.

ففي 18 أغسطس/آب 2018، استقبل القسم الحضري السابع عشر شرق مدينة وهران، إشعاراً من قبل عائلة زحاف، يؤكد اختفاء ابنتهم سلسبيل ذات الـ 8 سنوات، وقد تحركت مصالح الأمن وفتحت تحقيقاً معمقاً.

في الساعة السابعة من ذات اليوم، تمكنت الشرطة القضائية من توقيف المشتبه فيه الأول وهو (خ.ع) 18 عاماً، والذي اعترف باختطافه الطفلة، وقتلها، ثم رميها في كيس بلاستيكي أسفل العمارة التي ارتكبت فيها الجريمة.

في حدود الواحدة من صباح يوم 19 أغسطس/آب 2017، وبأمر من وكيل الجمهورية، تمكنت عناصر الأمن من الوصول إلى مكان اقتراف الجريمة، والعثور على كيس بلاستيكي وبداخلها جثة سلسبيل.

اغتصبت وماتت خنقاً

فند وكيل الجمهورية لدى محكمة وهران، الأخبار المتداولة بشأن رمي سلسبيل من الطابق السادس، كما أنه نفى أن يكون الجاني قد أقدم على ذبحها كما ورد في بعض المواقع والجرائد.

وبالمقابل أكد المتحدث قيام الشاب باغتصاب الطفلة، والاعتداء عليها جنسياً وجسدياً، بدليل العثور على آثار خدوش وضرب على مستوى الجسد.

المعتدي لم يكتف بإشباع غريزته، بل قام بحسب وكيل الجمهورية لدى محكمة وهران، بقتل سلسبيل باستعمال الخنق، قبل أن يضعها في كيس، ورميها بالقرب من العمارة التي ارتكبت فيها الجريمة.

محمد زحاف شقيق سلسبيل يؤكد لـ"عربي بوست" وفاة أخته خنقاً، مضيفاً "لما رأيت سلسبيل كدت لا أعرفها، بسبب لون وجهها الذي كان أزرق يميل إلى السواد، بسبب شدة الخنق".

وهو ما أكدته أيضاً والدة سلسبيل في تصريح إعلامي سابق.

الوصول إلى مساعد المجرم

قاتل سلسبيل لم يكن وحده المتورط في هذه الجريمة، فكل القرائن التي جمعت تؤكد وجود شخص ثان ساعد في ارتكاب جريمة الاختطاف والاغتصاب والقتل العمدي.

وباستكمال التحقيقات، يؤكد وكيل الجمهورية بمحكمة وهران "ثبوت تورط شخص ثان في الجريمة ويتعلّق الأمر بالمدعو (ش.م)، وتم توقيفه في حدود الساعة الواحدة من صباح 20 أغسطس/آب 2018 بتهمة مساعدة المشتبه فيه الرئيسي في نقل جثة سلسبيل على متن مركبة  صينية من نوع "شانا".

المتهم سيلاحق قضائياً بتهمة "التستر على جريمة، والمشاركة في إخفاء قسري لطفلة "، بحسب القانون.

"الإعدام وحده سيشفي غليلنا"

محمد زحاف شقيق سلسبيل، يؤكد بأن المطلب الوحيد في كل وهران بعد مقتل شقيقته، هو إعادة العمل بالإعدام، وتطبيق القصاص، إذ يراه "الحل الوحيد في توقيف آلة مختطفي الأطفال وقتلهم بالجزائر".

وكان أهل سلسبيل وجيرانها وعدد من المواطنين قد أكدوا مطالبتهم في إعادة العمل بالإعدام، وتطبيق القصاص، ويرون "أن حبس هؤلاء المجرمين على حد وصفهم، لا يمكنه أن يجتث الظاهرة عن آخرها".

والدة الطفلة زحاف سلسبيل (08 سنوات) بوهران تبكي بحرقة على إبنتها التي اختطفت أمس ووجدت مقتولة.حيث اهتزت مدينة وهران مساء أمس على وقع اختفاء الطفلة زحاف سلسبيل البالغة من العمر 08 سنوات من حي الياسمين منذ الساعة العاشرة صباحا و بعد عملية بحث متواصلة من طرف مصالح الأمن و حتى المواطنين لساعات طويلة حتى منتصف الليل حدثت الفاجعة ليجدوا الطفلة زحاف سلسبيل مقتولة على الساعة 2:30 بعد منتصف الليل بساحة الشهداء و التي هي على بعد امتار من منزل الضحية ، حيث لا تزال عملية البحث عن المجرمين و من وراء هذه الجريمة النكراء متواصلة.#أسامة

Geplaatst door ‎Ici Biskra هنا بسكرة‎ op Zondag 19 augustus 2018


اقرأ أيضاً

عودة "الكوليرا" ترعب الجزائريين.. أول حالة وفاة، وعشرات الإصابات وظهور الوباء في 4 ولايات

بعدما أصبح منطقها "ادفع وإلا ستموت".. الجزائر تعلن الحرب على أصحاب مواقف السيارات

علامات:
تحميل المزيد