ماتت مجرتنا مرة من قبل، ونحن نعيش الآن في حياتها الثانية حيث يتجاور جيلان من النجوم فيها..

هذا ما توصل إليه عالم ياباني بعد النظر إلى التركيبات الكيميائية لنجوم مجرتنا. في جزء كبير من درب التبانة، يمكن تقسيم النجوم إلى مجموعتين مختلفتين بناءً على تركيبتها الكيميائية

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/24 الساعة 12:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/24 الساعة 12:33 بتوقيت غرينتش
Spiral Galaxy in deep spcae, 3D illustration

هل تعد درب التبانة بمثابة زومبي؟ لا، طبعاً لا، لم تتسكع هذه المجرة في الأرجاء لأكل أدمغة المجرات الأخرى. لكنها "ماتت مرة من قبل، قبل أن تعود إلى الحياة مرة أخرى"،

هذا ما توصل إليه عالم ياباني بعد النظر إلى التركيبات الكيميائية لنجوم مجرتنا. في جزء كبير من درب التبانة، يمكن تقسيم النجوم إلى مجموعتين مختلفتين بناءً على تركيبتها الكيميائية، حسب موقع sciencealert الأميركي.

وتتميز المجموعة الأولى بوفرة عناصر الألفا؛ على غرار الأكسجين، والماغنسيوم، والسيليكون، والكبريت، والكالسيوم، والتيتانيوم، في حين أن الثانية تحتوي على كميات أقل من عناصر ألفا، ونسبة أكبر من الحديد. ويعني وجود هاتين المجموعتين المختلفتين أن شيئاً مختلفاً يحدث أثناء مراحل التكون. لكن لا تزال الآلية الدقيقة الكامنة وراء هذا الاختلاف غير واضحة.

فترتان مختلفتان بينهما "سبات" طويل

يعتقد عالم الفلك مسافومي نوغوشي من جامعة توهوكو أن نموذجه يقدم تفسيراً لهذا الأمر. وتمثل المجموعتان المختلفتان فترتين مختلفتين من تكون النجوم، مع وجود فترة جمود أو "سبات" بينهما، لم تتشكل فيها النجوم. واستناداً لنظرية التدفق لتراكم الغاز المجري، التي اقترحت سنة 2006، أعد نوغوشي نموذجاً لتطور درب التبانة على مدى 10 مليارات سنة.

ماذا يعني نموذج "التدفق البارد"؟

في الأصل، تم اقتراح نموذج التدفق البارد ليطبق على مجرات أكبر بكثير، حيث تتشكل النجوم على مرحلتين. وبسبب ثنائية التركيبة الكيميائية لنجومها، يعتقد نوغوشي أن هذا النموذج ينطبق، على حد السواء، على درب التبانة، نظراً لأن التركيبة الكيميائية للنجوم تعتمد على الغازات التي تكونت منها، حسب الموقع العلمي.

في بداية الكون، لم تكن بعض العناصر؛ على غرار المعادن الثقيلة، موجودة بعد، نظراً لأنها تشكلت في النجوم، ولم تنتشر إلا عندما مرت تلك النجوم بمرحلة المستعر الأعظم. في المرحلة الأولى، تكتسب المجرة الغاز البارد من الخارج. ويندمج هذا الغاز ليشكل الجيل الأول من النجوم، وفقاً لما جاء في نموذج نوغوشي.

ماتت بعض النجوم وانتشرت عناصر الألفا

بعد حوالي 10 ملايين سنة، وهي فترة زمنية قصيرة نسبياً من الناحية الكونية، ماتت بعض من هذه النجوم في المستعرات الأعظمية من النوع الثاني، ما ساهم في انتشار عناصر الألفا في جميع أنحاء المجرة، التي دُمجت مع النجوم الجديدة. ووفقاً لنموذج نوغوشي، مات البعض منها بعد حوالي 3 مليارات سنة.

وتوقف الغاز عن التدفق للمجرة

في هذا السياق، جاء في بيان من جامعة توهوكو: "عندما ظهرت الموجات الصادمة ووصلت حرارة الغاز إلى درجات عالية قبل 7 مليارات سنة، توقف الغاز عن التدفق إلى المجرة وتوقفت النجوم عن التشكل". خلال فترة انقطاع بلغت حوالي ملياري سنة، حدثت جولة ثانية من المستعرات الأعظمية، حيث حدث المستعر الأعظم من نوع Ia، الذي يحدث عادة بعد  وصول سن النجم حوالي مليار سنة.

وكان لدى النجوم الجديدة حديد أكثر

يتكون الحديد في هذه المستعرات الأعظمية، ويُقذف في الوسط بين نجمي. وعندما بردت الغازات بدرجة كافية لبدء تشكيل النجوم مرة أخرى، منذ حوالي 5 مليارات سنة، كانت تلك النجوم لديها نسبة أعلى بكثير من الحديد مقارنة بالجيل السابق. ويشمل ذلك الجيل الثاني، شمسنا، التي يبلغ عمرها 4.6 مليار سنة تقريباً.

ومرحلتان للمجرة المجاورة لنا أيضاً

يتلاءم نموذج نوغوشي مع الأبحاث الحديثة التي تم إجراؤها حول أقرب جاراتنا المجرية، المرأة المسلسلة، التي يعتقد أنها في نفس حجم درب التبانة. ففي سنة 2017، قام فريق من الباحثين بنشر ورقة بحثية، أحالت إلى أن تشكيل نجم المرأة المسلسلة حدث أيضاً على مرحلتين، مع وجود فترة جمود نسبية بينهما.

وفي حال تطور هذا النموذج، فقد يعني ذلك أن نماذج تطور المجرات تحتاج إلى المراجعة. وفي الوقت الذي ستشهد فيه المجرات القزمة الأصغر تكون النجوم بشكل مستمر، ربما ستمر المجرات الضخمة بفترة "موت". وإذا أكدت عمليات الرصد المستقبلية هذه النتائج، فمن الذي سيعيد تسمية مجرة فرانكنشتاين؟


وإقرأ أيضاً..

هل ما قاله كارل ساغان بأن عدد النجوم في الكون أكثر من عدد حبات الرمال في جميع شواطئ العالم صحيح؟

ربما نعيش داخل أكوان متعددة مليئة بالحياة الغريبة: حسب دراسة حديثة، إذن أين يوجد الجميع؟!