ليس الأكل ليلاً كما تعتقد.. قلة النوم تسبب السمنة والنوم المتقطع يحفز جسمك على تخزين الدهون

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/23 الساعة 09:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/23 الساعة 09:28 بتوقيت غرينتش

لطالما ارتبط نقص النوم بالبدانة، إلا أن دراسة جديدة تشير إلى أن تناول وجبة خفيفة في وقت متأخر من الليل قد لا يكون السبب الرئيسي وراء ذلك. وتوفر لنا النتائج الأخيرة الدليل الأكثر إقناعاً حتى الآن بأن النوم المتقطع يغير عملية الأيض، ويعزز قدرة الجسم على تخزين الدهون، وفق دراسة نشرتها صحيفة The Guardian البريطانية.

تعزز هذه النتائج تلك الأدلة العلمية المتزايدة حول تأثير النوم المتقطع على الإيقاعات البيولوجية المعتادة للجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بعديد من الأمراض التي تتراوح بين أمراض القلب والسكري.

 وظيفة النوم لا غنى عنها

وقد قال جوناثان سيدرنايس، الباحث في الإيقاعات البيولوجية في جامعة أوبسالا في السويد والمؤلف الأول لهذا البحث، إن النتائج تشير إلى أن "وظيفة النوم لا غنى عنها". وأضاف أن "النوم لا يحافظ على الطاقة فقط، بل يشتمل على العديد من الوظائف الأخرى".

لطالما ارتبطت البحوث حول العمل وفق نظام المناوبات ونقص النوم بمخاطر السمنة ومرض السكري، لكن الأسباب الكامنة وراء هذا الارتباط معقدة، وقد كان من الصعب توضيحها. ويبدو أن قلة النوم تعطل الهرمونات التي تتحكم في الشهية والشعور بالشبع. كما أن أولئك الذين ينامون أقل لديهم مزيد من الوقت لتناول الطعام، وقد يمنعهم التعب من ممارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى أنهم يملكون قدرة أقل على ضبط النفس عندما يتعلق الأمر بمقاومة إغراء الوجبات الخفيفة غير الصحية.

السمنة تضاعف خطر الإصابة بانقطاع التنفس

وأظهرت دراسة أجراها سيدرنايس وزملاؤه في وقت سابق أن نقص النوم، ولو لفترة قصيرة، دفع الناس إلى تناول المزيد من الطعام، بل إنهم اختاروا الأطعمة ذات سعرات حرارية مرتفعة.

وما يزيد الأمر تعقيداً هو أن السمنة تضاعف خطر الإصابة بانقطاع التنفس النومي، وهي مشكلة تتعلق بالتنفس والتي بدورها تؤثر سلباً على جودة النوم. وتقدم الدراسة الأخيرة أدلة جديدة على أن نقص النوم له تأثير مباشر على التمثيل الغذائي الأساسي وتوازن الجسم بين الدهون وكتلة العضلات.

وقد حضر في الدراسة، التي نشرتها مجلة Science Advances مجموعة من 15 متطوعاً ممن يتمتعون بصحة جيدة شاركوا في جلسات اختبار في مناسبتين، الأولى بعد نومهم ليلة عادية، والأخرى بعد البقاء مستيقظين طوال الليل. ثم قدّموا خلال زيارتهم للمختبر عينات من الدهون والدم والأنسجة العضلية.

النوم يؤثر على العضلات

بعد خوض تجربة قلة النوم ظهر على أنسجة الدهون في الجسم تغيرات في نشاط الجينات المرتبطة بالخلايا، مما جعلها تميل أكثر نحو التكاثر واستيعاب الدهون. وعلى النقيض من ذلك، لاحظ العلماء أن للعضلات مستويات منخفضة من البروتينات البنائية، وهي اللبنات الأساسية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على كتلة العضلات وبنائها.

كما كشفت الدراسات الوبائية السابقة أن العاملين وفق نظام المناوبات وأولئك الذين ينامون أقل لديهم كتلة عضلية منخفضة. وقد يرجع ذلك في جزء منه إلى عوامل تتعلق بنمط الحياة، ولكن البحوث الأخيرة تظهر أن هناك دوراً أساسياً للآليات البيولوجية.

وقد قال سيدرنايس إن "نقص النوم في حد ذاته يقلص من البروتينات التي هي المكونات الرئيسية للعضلات"، غير أنه قال أيضا إن طبيعة النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية قد تبطلان هذه التغييرات.

زيادة التهابات الجسم بعد تجربة نقص النوم

كما كشفت الدراسة زيادة التهاب الجسم بعد تجربة نقص النوم، وهو عامل خطير معروف يسبب مرض السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، قال مؤلف الدراسة إنه من المهم إجراء مزيد من التحريات لمعرفة ما إذا كانت هذه التغييرات قصيرة المدى التي تم تحديدها ستستمر لدى الذين يعملون بنظام المناوبات أو الذين يعانون من نقص النوم، لفترات زمنية أطول.

تعتبر العلاقة بين نقص النوم والمرض مصدر قلق متزايد، بسبب زيادة العمل وفق نظام المناوبات والتغيرات التي طرأت في أنماط النوم في جميع أنحاء العالم. وقد كشفت مراجعة أجريت في العام الماضي لثماني وعشرين دراسة سابقة أن عمال النوبات الليلية الدائمة كانوا أكثر عرضة للسمنة أو زيادة الوزن مقارنة بعمال المناوبة بنسبة 29 %.

وقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يعملون ليلاً بانتظام في المملكة المتحدة بحوالي 260 ألف شخص في السنوات الخمس الماضية، وفقاً لتقرير مؤتمر نقابات العمال TUC، الذي قدر العام الماضي أن القوى العاملة البريطانية التي تعمل حتى وقت متأخر من الليل قد وصلت إلى ما يقرب من 3.2 مليون عامل، بمعدل عامل من أصل ثمانية عمال.


اقرأ أيضا..

الأمر ليس هيناً.. الخلافات الزوجية تصيبك بأمراض مستعصية

إنه مدمر للجسم كالتدخين والكحوليات.. ​الزواج السيئ خطر على الصحة، فأيهما الأكثر تضرراً الرجل أم المرأة؟

علامات:
تحميل المزيد