ممنوعون من السفر وطردوا من مساكنهم بسبب وافد عربي… عملية النصب التي انتهت بسعوديين نياماً بحدائق لندن

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/19 الساعة 09:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/19 الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش

وكأن هذا ما كان ينقصهم! من جديدٍ، طلاب سعوديون في محنة، ولكن هذه المرة ببريطانيا، وقعوا فريسة طمع مكتب استشارات تعليمية في جدة. أخذ أموالهم مقابل تأمين سفرهم إلى جامعة بريطانية، ولكنه لم يسدد الأقساط. والآن ينتشرون في الحدائق بحثاً عن حل أو حتى طريقة للعودة إلى السعودية بعدما مُنعوا من السفر.

في تغريدة نشرها الصحافي السعودي خالد صائم الدهر، أوضح فيها أن الأمر لم ينته عند هذا الحد؛ بل تم طرد الطلاب والطالبات من مسكنهم والمعاهد التي سجلوا فيها في مدينة بورنموث، بعدما أُصدر قرار بمنع سفرهم لحين سداد الرسوم الدراسية.

وكان موقع "مكة" نشر بعض تفاصيل القضية، التي تأتي في وقت يسابق فيه الطلاب السعوديون الزمن للعودة من الجامعات الكندية إلى السعودية وفق تعليمات المملكة.

وفي القصة التي اطلع "عربي بوست" على تفاصيلها، تبين أن وافداً عربياً يعمل في مكتب للاستشارات التعليمية في جدة (لم يتم الإفصاح عن اسمه)، تلقى مبالغ تصل إلى 20 ألف ريال عن الطالب الواحد تشمل تكاليف السكن والتذاكر والدراسة في معهد لغة وشريحة جوال، كل ذلك مدة شهري دراسة في فترة الصيف فقط.

سافر الطلاب بداية الصيف، وبالفعل حضروا الصفوف الدراسية. بعضهم تسلم شريحة هاتفية للتواصل مع الأهل كما هو متفق، والبعض الآخر لم يتسلمها فاضطر إلى شراء شرائح تصل قيمتها إلى 800 ريال.

وعند انتهاء الفصل، تبين أن الرسوم لم تُدفع بالكامل، وعندما تم التواصل مع الوافد العربي كان هاتفه مغلقاً ولم يُعثر عليه.

"صائم الدهر" قال إن "المشكلة الأكبر التي يواجهها أبناؤنا الآن؛ هي عدم قدرتهم العودة للوطن، بعد وضع أسمائهم ضمن لائحة الممنوعين من السفر لحين سداد رسوم الدراسة؛ وغداً وبعد غدٍ إجازة في لندن.. هم لا يحتاجون فلوساً الآن بقدر جهة رسمية مثل السفارة السعودية تهتم بهم وترعاهم".

أما صاحبة مكتب الاستشارات في جدة، فقالت للصحيفة السعودية إن المقيم العربي يعمل معها من 5 سنوات، وإن له صلات جيدة مع عدد كبير من معاهد اللغة في بريطانيا، لكنها فوجئت باختفائه في يوم 8 أغسطس/آب 2018. فأرسلت قائمة بأسماء الطلاب المتضررين إلى السفارة السعودية في لندن؛ علها تساعدهم.

في المدينة نفسها، توجد جامعة بورنموث التي تضم 2000 طالب دولي، من بين هؤلاء يوجد 26 طالباً سعودياً.

وعلى موقعها الرسمي رسالة تحث الطلاب السعوديين على الانضمام إلى صفوفها الأكاديمية والتواصل مع المجلس البريطاني في السعودية من أجل التنسيق، أو المكاتب التي تمثلها في جدة والرياض حصراً.

إجازة العيد الطويلة قد تؤخر عودة الطلاب

"عربي بوست" توجه لموقع السفارة السعودية في لندن، التي لم تنشر أي خبر عن الأمر، علماً أن إجازة العيد تبدأ يوم الإثنين 20 أغسطس/آب 2018، وعلى أن تفتح الإثنين 27 أغسطس/آب. ومع الأخذ بعين الاعتبار أن الإجازة الأسبوعية في بريطانيا هي يومي السبت والأحد، فهذا يعني إغلاق السفارة من السبت 18 أغسطس/آب حتى الإثنين 27 أغسطس/آب 2018، ما يعني أن السفارة ستكون مغلقة نحو 9 أيام متواصلة.

وعلى حساب الإعلامي السعودي تواترت التغريدات عارضة مساعدة على الطلاب الذين طُردوا من مسكنهم؛ منهم من عرض استضافتهم في بيته، ومنهم من حمّل السفارة مسؤولية رعايتهم، "حتى لو أخطأ الطلاب". ومنهم من لفت إلى تحذير السفارة السعودية ووزارة الخارجية وملحقيات التعليم من مثل هذه الأخطار وعمليات غير موثوقة.

وتحل السعودية في المرتبة السابعة على لائحة أكثر طلاب التعليم العالي غير الأوروبيين بـ8065 طالباً في العام الدراسي الماضي 2016 – 2017.

وبعد الولايات المتحدة، تعد المملكة المتحدة الوجهة التالية الأكثر طلباً للطلاب من الشرق الأوسط، والذين يشكلون نحو 6% من جميع الطلاب الدوليين في الجامعات البريطانية.

وفي شهر فبراير/شباط 2018، أعلنت هيئة Ucas المشرفة على الطلبات المقدمة إلى الجامعات البريطانية، أن عدد الطلاب الأجانب ارتفع إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث كانت بعض كبرى الزيادات قادمة من العالم العربي.

إحصائيات

وبعد عدة سنوات من تراجع الأرقام، ازدادت الطلبات المقدمة من المملكة العربية السعودية هذا العام (2019) بنسبة 10% إلى 640 متقدماً. وهي زيادة يفسّرها المراقبون بأنها مرتبطة بانتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة قبل نحو عامين، الأمر الذي وجه دفة أهالي الطلاب إلى اختيار دول أخرى ناطقة بالإنكليزية.


اقرأ أيضاً

الطلاب السعوديون يبيعون الشيشة والبلاي ستيشن ويعودون محمّلين بدروس الحرية على الطريقة الكندية

 

علامات:
تحميل المزيد