يتميز رخام الحرمين الشريفين في مكة والمدينة ببرودته وقت الحرّ، فهو نادر لا يشبه الغرانيت أو الرخام الطبيعي، ويتم جلبه من جبال اليونان، حسبما ذكر موقع قناة العربية.
سُمك الرخام، الذي يطلق عليه "التاسوس"، يصل إلى 5 سنتيمترات، ويمتص الرطوبة عبر مسام دقيقة خلال الليل، وفي النهار يقوم بإخراج ذلك ما يجعله دائم البرودة مهما كانت درجة الحرارة.
وهذا العام (2018)، توافد مئات الآلاف من المسلمين مرتدين ملابس الإحرام البيضاء نحو مكة، البقعة الأقدس في الإسلام، استعداداً لأداء فريضة الحج لهذا العام.
ولا صحة لما أشيع بأن هناك مواسير مياه باردة تحت الساحة تعمل على تبريد الرخام حسب موقع ما جاء في موقع العربية نت.
وعجّت شوارع مكة الضيقة بنحو مليوني مسلم، من بينهم مليون و680 ألفاً من خارج المملكة، قدِموا لأداء مناسك الحج التي تبدأ الأحد 19 أغسطس/آب 2018.
ومن بين هؤلاء هشام مصطفى، الذي نسي للحظاتٍ الحرب في وطنه سوريا ومتاعبه المالية وهو يتطلع للمرة الأولى إلى أقدس البقاع الإسلامية، ويقف وسط مئات الآلاف من المسلمين في ملابس الإحرام البيضاء والذين تجمعوا بمكة لأداء فريضة الحج.
قال مصطفى، البالغ من العمر 50 عاماً، وهو ينظر إلى الكعبة: "أول مرة أرى الكعبة والمسجد الحرام… أفضل شعور في حياتي شعوري بالحج لبيت الله الحرام".
وسافر المحاسب السوري إلى السعودية قادماً من تركيا، التي عاش فيها 5 سنوات منذ أن فر من حلب بسوريا. وقال: "الحرب دمار لكل شيء… الحياة في تركيا صعبة، ويدوب (بالكاد) المصروف بيكفي".
لكنه استطاع أن ينضم إلى نحو مليوني مسلم، بينهم 1.68 مليون من خارج السعودية، يتوافدون على مكة من أجل الفريضة التي تبدأ شعائرها الأحد 19 أغسطس/آب 2018.
وتقول وزارة الداخلية إنها اتخذت إجراءات لمواجهة أي تهديد أمني بداية من هجمات المتشددين ووصولاً إلى الاحتجاجات السياسية، لكن لم يتم رصد تهديدات بعينها.
واستغلت السعودية التكنولوجيا لإدارة تدفق ملايين الحجاج في نفس المكان والوقت، ويشمل ذلك أساور إلكترونية تحدد هوية الحاج، مرتبطة بنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس)، بدأ استخدامها بعد مقتل المئات في حادث تدافع عام 2015.
وقال نايف أحمد، وهو يمني عمره 37 عاماً، لـ"رويترز"، إنه اضطر إلى بيع قطعة أرض في بلده من أجل الحج. ويشهد اليمن حرباً بالوكالة منذ 3 سنوات بين السعودية وإيران.
وقال أحمد وهو جالس ينظر إلى الكعبة: "بسبب الحرب الأسعار غالية جداً… لكن أشعر هنا بالراحة والطمأنينة… أدعو الله أن تنتهي الحرب".
