"حلم رافقني على مدى 22 عاماً، وها هو يتحقق أخيراً"، بهذه الكلمات عبَّر البروفيسور الكندي دون تريم عن سعادته بتمكنه من القدوم لمكة المكرمة بهدف تأدية مناسك الحج، وذلك ضمن برنامج "ضيوف خادم الحرمين"، الذي يستضيف آلاف الحجاج سنوياً على نفقة الملك سلمان.
وروى البروفيسور الكندي البالغ من العمر 80 عاماً قصّته خلال لقاء صحفي مع بعض وسائل الإعلام السعودية، قائلاً: "كانت لدي أمنية أخيرة أنا وزوجتي، وهي أن نتمكن من أداء الحج، وكان يبدو تحقيق الحلم مستحيلاً، لكن هذا البرنامج الرائع (برنامج ضيوف خادم الحرمين) قدَّم لنا الكثير".
وأشار تريم إلى أن وجوده ضمن البرنامج مكَّنه من فعل أمور ما كان ليتمكَّن من فعلها لو أنه جاء حاجاً وحده دون رعاية البرنامج.
فخلال يومين فقط تمكَّن من التعرف على المعالم الرئيسية بمكة، بالإضافة لزيارة متحف كسوة الكعبة، ومصنع تجهيز الكسوة، بحسب فيديو نشرته صحيفة "اليوم".
#صحيفة_اليوم
شاهد #سناب_اليوم … حاج كندى : كانت لدي انا وزوجتي امنية أخيرة وحققها #الملك_سلمان@HajMinistry @KingGuests pic.twitter.com/8U9D3MRzYx— صحيفة اليوم (@alyaum) August 15, 2018
وأكد الحساب الرسمي لموسم الحج الحالي، أن البروفيسور المحاضر في إحدى جامعات كندا بكى يوماً كاملاً شكراً لله، بعد أن تلقَّى رسالة تفيده بقبوله وزوجته ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين لتأدية مناسك الحج.
"قارب عمري الـ80 عامًا وأسلمت قبل22 عامًا ومنذ ذلك الحين وأنا أنتظر بأن أحج، وتلقيت هذا العام رسالة وبها حلمي الذي أنتظره حيث تم قبولي أنا وزوجتي ضمن @KingGuests لهذا العام فبكيت يومًا كاملاً أشكر الله"
الدكتور دون تريم المحاضر في إحدى جامعات كندا#العالم_في_قلب_المملكة pic.twitter.com/97jmUuq66x— الحج 1439هـ – Hajj 2018 (@HajjMedia) August 17, 2018
دخول الإسلام.. والطريق إلى الحج
دخل تريم الإسلام قبل 22 عاماً، وذلك بعد قراءته في كتب الأديان السماوية والاطلاع عليها، فقد كان مسيحياً ولم يكن يشعر بالراحة. وفي رحلة بحثه عن الدلائل والبراهين وقراءته للعديد من الكتب التي تتحدث عن الإسلام وجد ما يبحث عنه، فقام بإشهار إسلامه أمام زملائه من معلمي الجامعة، رغم غضب والدته حينها من قراره.
ومنذ أن أسلم يحاول تريم الحج إلى بيت الله الحرام، وكان يبحث عمن يساعده في ذلك، حتى علم ببرنامج "ضيوف خادم الحرمين" لاستضافة الحجاج، فقدَّم العامين الماضيين على البرنامج، لكن لم يحالفه الحظ، حتى جاء موعد حج هذا العام فقدمت مرة أخرى، وأفاد الإخوة بأنه لا يوجد استضافات من كندا، وتوقف حلمى مرة أخرى، وقلت لهم: اجعلوا اسمى إذا حصل هنالك تغيير لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً، وبالفعل تلقَّى بعد فجر يوم 31 يوليو/تموز 2018 رسالة باختياره وزوجته للحج ضمن البرنامج.
يصف البروفيسور الكندي شعوره بالذهاب إلى الحج وعزمه مشاهدة الكعبة لأول مرة بأنه عندما غادر كندا إلى الديار المقدسة شعر بروحانية لم يشعر بها في حياته؛ لأنه سيشاهد البيت الحرام الذي لطالما رآه عبر التلفاز، حتى وصل لمطار الملك عبدالعزيز في جدة، واستقبله منسوبو البرنامج وقدَّموا له ولزوجته كل التسهيلات حتى وصلا مكة المكرمة استعداداً لتحقيق الغاية التي قدما من أجلها بعد أيام، بحسب موقع "أخبار 24" السعودي.
مسلمو كندا قلقون من أداء فريضة الحج
وذكر أعضاء الجالية الإسلامية في كندا قبل يومين، أن التوترات الأخيرة بين تورنتو والرياض تؤثر على قدرة البعض على أداء فريضة الحج.
وأشار أعضاء الجالية إلى أن العديد ممن يشرعون حالياً في الاستعداد لرحلة الحج إلى مكة المكرمة يشعرون بالقلق بشأن ترتيبات السفر في ضوء الخلاف المحتدم، الذي شهد إلغاء الخطوط الجوية السعودية رحلاتها من وإلى كندا، وفق موقع National Post الكندي.
وذكر أحد وكلاء السياحة أيضاً أن بعض الحجاج المحتملين قرَّروا عدم الاستمرار في إنهاء إجراءات السفر، بعد أن اندلعت التوترات بين البلدين على نحو غير متوقع في وقت سابق من هذا الشهر.
اندلاع الأزمة السعودية الكندية
الخلاف الدبلوماسي بدأ بين السعودية وكندا بعد تغريدة لوزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند عبر تويتر، انتقدت فيها انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، ما أثار غضب الرياض، إذ طالبت فريلاند في تغريدتها بالإفراج عن الناشطة الحقوقية سمر بدوي -التي كرَّمتها إدارة أوباما باعتبارها امرأة شجاعة- وعن شقيقها المدون رائف بدوي المسجون منذ 2012 بعد انتقاده للعائلة المالكة.
ولم يقتصر الغضب السعودي من التغريدة التي اعتبرتها الرياض "تدخلاً صريحاً وسافراً في شؤونها الداخلية" على طرد السفير الكندي واستدعاء السفير السعودي لدى أوتاوا، إذ شمل كذلك تجميد جميع العلاقات التجارية والاستثمارية، وتعليق رحلات شركة الطيران الحكومية إلى تورنتو، فضلاً عن مطالبة آلاف الطلاب السعوديين بمغادرة كندا وإكمال دراستهم في دول أخرى.
وشنَّت وسائل الإعلام السعودية هجمة عنيفة ضد كندا، مسلطة الضوء على ما وصفته بـ"حقوق الإنسان المتدهورة في كندا"، فضلاً عن مساندتها لمطالب ما يعرف بـ"السكان الأصليين" في كندا.
اقرأ أيضاً: