كأنه مشهد من فيلم!.. موظف عادي يسرق طائرة من مطار دولي ويحلّق بها ساعة، طائرات «إف-15» طاردته بالجو، والسلطات أعلنت الطوارئ

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/12 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/12 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش

قالت أسرة موظف شركة الطيران الذي سرق طائرة ثم ارتطم بها بعد ذلك بالقرب من سياتل، إنها تشعر بـ"الذهول والأسى"، في الوقت الذي تُحقِّق فيه السلطات في كيفية حدوث مثل هذا الخرق الأمني الكبير.

وقالت أسرة ريتشارد راسل، الذي كان يعمل موظف خدمات أرضية مع شركة Horizon Air، إحدى شركات خطوط ألاسكا الجوية وفق صحيفة The Guardian البريطانية، إنَّ تصرُّف "بيبو"، كما كان معروفاً لهم، قد "صدمهم بالكامل".

وجاء في بيان الأسرة: "ربما يبدو من الصعب على أولئك الذين يشاهدوننا من منازلهم أن يصدقوا ذلك الأمر، لكنَّ بيبو كان رجلاً دافئ المشاعر وعطوفاً. كان زوجاً مخلصاً، وابناً محباً وصديقاً جيداً. لقد قال أحد أصدقاء طفولة بيبو إنه كان محبوباً من الجميع؛ لطيبته ولطفه مع جميع الناس الذين التقاهم".

وأضاف البيان: "وكما تظهر التسجيلات الصوتية، فإنَّ نية بيبو لم تكن إيذاء أي شخص، وقد كان محقاً في قوله إنَّ كثيراً من الناس قد أحبوه".

ويركز التحقيق حالياً على الطريقة التي استطاع بها موظف طيران "انتحاري" سرقة طائرة من مطار سياتل تاكوما الدولي والطيران بها لأكثر من ساعة قبل الارتطام، الذي يُعتقد أنه قد لقي حتفه فيه.

وقد سارعت طائرات "إف-15" المقاتلة لملاحقة الطائرة المارقة بعد إقلاعها في الـ7:30 صباح الجمعة، ودارت حول جنوب سياتل قبل ارتطامها في جزيرة كترون بممر بيوجت ساوند المائي على بُعد نحو 25 ميلاً (40 كيلومتراً) جنوب غربي المطار. وتظهر لقطات الفيديو الدخان متصاعداً من موقع الارتطام.

 

 

وقد التُقِطَت الطائرة وهي تقوم بدورات واسعة ومناورات أخرى خطيرة. وقال الموظف البالغ 29 عاماً والقاطن بمنطقة سياتل، في تعليق مسجل للمراقبين الجويين، إنه ينوي الاصطدام بالطائرة.

وقال ريت كريستنسون، أحد الزملاء السابقين لراسل، لصحيفة The Seattle Times، إنَّ بيبو كان "رجلاً هادئاً بدا أنه كان محبوباً للغاية من الموظفين الآخرين".

ويعتقد المحققون أنَّ راسل استخدم تصريحه الأمني لسرقة طائرة من طراز Q400 ذات المحرك المروحي التوربيني من منطقة صيانة. وكان لدى راسل تصريحٌ أمني كجزءٍ من عمله، الذي كان يتضمن تنظيف وسحب الطائرات، فضلاً عن التعامل مع حقائب السفر. وقد خضع راسل لفحص خلفية عند تعيينه في شهر فبراير/شباط 2015، وخضع لمراجعات كل عامين منذ ذلك الوقت.

وقد وصفت الشرطة المحلية الاصطدام بأنه عملية انتحار غير ذات صلة بالإرهاب. وقال شريف المقاطعة، بول باستور، إنه لم تكن هناك أية مؤشرات إلى أنه كان ينوي إلحاق أي أذى بالآخرين. وقال باستور إنَّ الرجل "تصرف تصرفاً أحمق، وربما يكون قد دفع حياته ثمناً لذلك".

وقد سُمِعَ راسل في تسجيل صوتي وهو يخبر المراقبين الجويين بأنه "مجرد شخص محطم".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة Horizon Air، جاري بيك، إنه ليس من الواضح بعد كيف تعلم بدء تشغيل الطائرة، والتحرك والطيران بها.

وقال بيك خلال مؤتمر إعلامي يوم السبت: "لا نعرف كيف تعلم فعل ذلك. فالطائرة، بخلاف السيارة، ليس فيها مفتاح تشغيل".

وقد أغلقت الطوارئ المطار، المعروف بـ"سي تاك"، وأغلقت المجالات الجوية المحيطة. وهبطت الطائرات وغرد بعض المسافرين قائلين إنَّ طائرتهم قد توقفت فجأة على مدرج الطائرات.

وكان برج التحكم في سي تاك قد تعرف على حدوث إقلاع غير مصرح به بينما تحركت الطائرة ببطء على المدرج. ويبدو أنَّ راسل قد دعم الطائرة لكل تصل إلى الممر، ثم انتقل إلى مدرج الطائرات.

سارعت الطائرات المقاتلة التابعة للحرس الوطني الجوي من مقرها في بورتلاند، بأوريغون، إلى المنطقة في غضون دقائق من الإقلاع غير المصرح به. ولما تجاوزت الطائرات الحواجز الصوتية، تعقبوا الطائرة فوق ملعب Chambers Bay للغولف، الذي استضاف بطولة الولايات المتحدة المفتوحة عام 2015، قبل أن يبدأ الطيار التحول باتجاه بيوجت ساوند.

وقال أحد الشهود لـSeattle Times: "كان الأمر غامضاً، كأنه مشهد من فيلم! انتشر الدخان وكان بإمكانك سماع مقاتلات الـ(إف-15)، التي كانت تطير على ارتفاع منخفض".

ووصفت الرئيسة الإقليمية للمجلس الوطني لسلامة النقل، دبرا إكروتي، في مؤتمر صحافي صباح السبت، حطام الطائرة بأنه "شديد التشظي. فالأجنحة انخلعت، وهيكل الطائرة انقلب رأساً على عقب".   

وقالت إكروتي: "سوف تنطفئ النيران بحلول الصباح، وحينها سوف نكون قادرين على التعرف على أجزاء وقطع الحطام والتركيز على المناطق التي نبحث عنها".

وقالت إكروتي إنَّ الطيارين المقاتلين والمراقبين الجويين كانوا يعملون على إسقاط الطائرة دون خسائر في الأرواح. وقد امتدح محافظ ولاية واشنطن، جاي إنسلي، الطيارين المقاتلين؛ إذ قال في تغريدة: "هؤلاء الطيارون تدربوا على لحظات مثل هذه الليلة، وأظهروا أنهم جاهزون وقادرون".

وقد ارتطمت الطائرة في منطقة مشجرة من جزيرة كترون، وهي جزء صغير من بيوجت ساوند يعتقد أنها موطن لـ12 شخصاً. وقد استقل رجال المطافئ والشرطة عبَّارة لإطفاء الحريق الناتج الذي استمر في الاشتعال طول الليل.

وقال رئيس قسم التشغيل في Horizon Air، كونستانس فون مويهلين، في تصريح مُصوَّر بالفيديو: "قلوبنا مع أسرة الشخص الموجود على متن الطائرة، وجميع موظفي شركة خطوط ألاسكا الجوية وشركة Horizon Air".

ومن المحتمل أن تكون المخاوف الأمنية التي نتجت عن الاصطدام جزءاً من تحقيق سوف يستمر شهوراً في هذه الحادثة.

وقال إيرول ساذرز، العنصر السابق بمكتب التحقيقات الفيدرالية والخبير بأمن النقل، لوكالة Associated Press: "إنَّ التهديد الأكبر في الطيران يتمثل في التهديد الداخلي. فنحن هنا لدينا موظف تم التحقق منه إلى درجة حصوله على إذن للوصول للطائرات، ولديه مهارات كافية ليستطيع الإقلاع بهذه الطائرة".

وقال الرئيس التنفيذي لخطوط طيران ألاسكا، براد تيلدن، إنَّ الشركة سوف تراجع إجراءاتها الأمنية.

وقال تيلدن خلال مؤتمر إعلامي يوم السبت: "من الطبيعي أن نسأل أنفسنا عن طبيعة الإجراءات التي طبقت. فيما يتعلق بالتحسينات التي ربما نقوم بها بصفتنا شركة أو صناعة". 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

اقرأ أيضاً

قدّموا لها النبيذ داخل "طيران الإمارات" وعندما وصلت لدبي اعتُقلت لأنها شربته.. سُجنت مع طفلتها وخسرت عشرات الآلاف من الدولارات

بيان من الاتحاد الأوروبي يخرجه عن الحياد ويكشف ما إذا كان مع كندا أم مع السعودية؟

علامات:
تحميل المزيد