رسائل سرية لم تطَلها يد لمدة 130 عاماً، اكتشاف 1000 رسالة شخصية احتفظت بها آخر إمبراطورة ألمانية في خزانة سرية بقصر بوتسدام

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/09 الساعة 16:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/09 الساعة 16:15 بتوقيت غرينتش
القصر الإمبراطوري في مدينة بوتسدام

اُكتشفت مجموعة لم تكن معروفة سابقاً تتكون من أكثر من 1000 رسالة شخصية ترجع إلى آخر إمبراطورة ألمانية في حجرة سرية بالقصر الإمبراطوري في مدينة بوتسدام.

وتتضمن المجموعة بعض الرسائل الشخصية للإمبراطورة أوغستا فيكتوريا من قريبتها الملكة فيكتوريا، ملكة إنكلترا حسب  صحيفة Telegraph البريطانية.

كانت أوغستا فيكتوريا ملكةً على بروسيا، وإمبراطورةً على ألمانيا، وقد تزوجت فيلهلم الثاني، إمبراطور ألمانيا الذي قاد بلاده إلى كارثة الحرب العالمية الأولى.

تلك الرسائل التي لا تزال في مظاريفها المُغلقة التي وضعتها فيها الإمبراطورة أوغستا، قد تسلط ضوءاً جديداً على حياة المرأة التي شهدت الاضطرابات الكبرى في بدايات القرن العشرين.

كنز أكبر من المجوهرات

قال صامويل ويتور، من هيئة القصور والحدائق البروسية: "لقد اكتشفنا كنزاً أكثر قيمةً من المجوهرات أو الأحجار الكريمة".

أُجبر حفيد الملكة فيكتوريا "الإمبراطور بيل" على التنازل عن العرش بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، واضعاً بذلك نهاية حكم عائلة هوهنتسولرن.

لحقت به الإمبراطورة أوغستا بمنفاه، وقضت ما تبقى من حياتها في هولندا. ولكن من الواضح أنها تركت خلفها مجموعة الرسائل تلك في ألمانيا.

أوغست فيكتوريا مع أطفالها الأمير يواكيم والأميرة فيكتوريا لويز عام 1907
أوغست فيكتوريا مع أطفالها الأمير يواكيم والأميرة فيكتوريا لويز عام 1907

أُكتشفت الرسائل في غرفة سرية في "نيوس باليس" -أو "القصر الجديد"- في بوتسدام، وهو القصر الإمبراطوري الألماني المقابل لقصر فرساي في فرنسا، حيث عاش الأباطرة في عالم منعزل من الحدائق والقصور.

عثر أمناء القصر على الغرفة السرية عندما كانوا يحاولون فتح قبو لم يُكتشف أيضاً منذ عقود.

صرح ويتور لإذاعة ألمانيا Deutschlandfunk موضحاً "توجد العديد من الأركان والممرات التي لا تمر منها كل يوم في القصر".

 الرسائل ظلت بعيدة عن أعين القوات السوفيتية

وقال "لقد عملت مع الهيئة هنا لتسعة عشر عاماً حتى الآن. وأنا شخص فضولي جداً، ولديّ مفتاح يفتح جميع الأبواب، ولكن علي أن أقول إنني رأيت هذا القبو للمرة الأولى في نهاية العام الماضي. فكرنا للوهلة الأولى بطبيعة الحال في المجوهرات والأحجار الكريمة واللآلئ، وكل ما يلزمنا لتمويل المعرض، وأردنا بالفعل فتح هذا القبو".

فيلهلم الثاني مع زوجته ، الإمبراطورة ، وابنه ولي العهد الأمير فريدريش فيلهلم عام 1887
فيلهلم الثاني مع زوجته ، الإمبراطورة ، وابنه ولي العهد الأمير فريدريش فيلهلم عام 1887

كانت مدينة بوتسدام تقع في ألمانيا الشرقية الشيوعية خلال فترة الحرب الباردة، ولم تتضح بعد أسباب عدم اكتشاف القبو والغرفة السرية طوال هذه الفترة. نهبت القوات السوفيتية القصر عام 1945، واستولت على أثمن ما فيه، ولكن على ما يبدو، أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى تلك الرسائل.

يبدو أن هذا القبو كان مؤمّناً بشكل استثنائي. فقد حاولت أربع شركات أمنية مختلفة فتحه، لكن محاولاتها باءت بالفشل. إلا أن الهيئة لجأت في نهاية المطاف إلى إدخال كاميرا منظار، لتكتشف أن القبو كان فارغاً.

لم ترغب في اكتشاف أمرها فأخفتها

لكنهم اكتشفوا خلال تلك العملية باباً سرياً مصنوعاً من الخشب بجوار القبو، استطاعوا فتحه بالفعل. وقد وجدوا هذه الرسائل بداخله.

قال ويتور: "كان شعوراً رائعاً بالفعل. فقد وجدوا هذا الكنز الدفين، وهو يتكون من صندوقين خشبيين مليئين بالأظرف، وفي كل ظرف مجموعة من الرسائل".

يمكن لرسالة أوغست فيكتوريا أن تلقي ضوءًا على حياة امرأة كانت تعاني من الاضرابات التي حدثت في أوائل القرن العشرين
يمكن لرسالة أوغست فيكتوريا أن تلقي ضوءًا على حياة امرأة كانت تعاني من الاضرابات التي حدثت في أوائل القرن العشرين

وأضاف: "لم ترغب الإمبراطورة أن يطلع أي شخص على هذه الرسائل، إنها صناديق رسائلها الخاصة، ولا نعلم بالضبط الفترة التي ترجع إليها تلك الرسائل".

لم يُعرف مضمون الرسائل المُكتشفة حديثاً بعد. فهي معروضة في الوقت الراهن كما هي في أظُرفها المغلقة ضمن معرض خاص حول أفول القياصرة.

عندما ينتهي المعرض في نوفمبر/تشرين الثاني، ستُفتح تلك الرسائل في الذكرى المئوية لتنازُل فيلهلم عن السلطة.

 

 

 

أسرار دامت لـ 130 عاماً

قال ويتور: "ثمة شعور بانتهاك حرمة شيء مقدس عند فتح هذه المظاريف بهذه الطريقة، حيث أُغلقت قبل 130 عاماً، لم يعرف أي شخص مكانها على الإطلاق لقرن من الزمان".

قصر بوتسدام
قصر بوتسدام

قد تسلط الرسائل المرسلة من الملكة فيكتوريا الضوء على العلاقات بين الأقارب قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى.

لكن المؤرخين لا يعوّلون كثيراً على العثور على بعض رسائل الإمبراطور إلى زوجته: فحسب الرواية المعاصرة، أحرقت الإمبراطورة تلك الرسائل قبل مغادرة قصر بوتسدام للمرة الأخيرة والذهاب إلى المنفى.


اقرأ أيضاً..

كيف تصغّرين أنفك وأنت تضعين المكياج؟ اتبعي هذه الخطوات للحصول على نتيجة ترضيكِ

 

علامات:
تحميل المزيد