الفاتيكان وفضائح الانتهاكات الجنسية – إقالتان غير مسبوقتين، والبابا فرانسيس يأمر كبير أساقفة واشنطن بالعيش في عزلة!

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/31 الساعة 11:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/31 الساعة 11:57 بتوقيت غرينتش
Pope Francis celebrates the Assumption Day mass in the Castelgandolfo's central square on August 15, 2013. AFP PHOTO / POOL/ ALESSANDRO BIANCHI (Photo credit should read ALESSANDRO BIANCHI/AFP/Getty Images)

أعلن الفاتيكان، يوم أمس الإثنين 30 تموز/يوليو 2018، استقالة رئيس الأساقفة الأسترالي فيليب ويلسون، بعد إدانته بتهمة التستُّر على الاعتداء الجنسي على قاصرين في السبعينيات.

ونشر الموقع الرسمي لأخبار الفاتيكان Vatican News خبراً، جاء فيه أن البابا فرانسيس وافق على استقالة رئيس الأساقفة ويلسون من آديلاند (وهو أبرز رجل دين كاثوليكي في العالم) بعدما وجدته محكمة أسترالية مذنباً في أيار/مايو الماضي، لعدم إبلاغه الشرطة بالاعتداء الجنسي على خادمَيْ مذبح من قِبَل كاهن. وقد حُكم عليه بالسجن لمدّة تتراوح بين 3 و12 شهراً.

ويأتي قبول البابا فرانسيس باستقالة رئيس الأساقفة ويلسون (67 عاماً) بعد يومين من تجريده كبير أساقفة واشنطن السابق ثيودور ماك كاريك من منصب كاردينال، لاتّهامه بارتكاب انتهاكاتٍ جنسية بحقّ قاصرين وإكليريكيين بالغين قبل 5 عقود.

قضية ويلسون

أُدين ويلسون خلال محاكمته بعدم إبلاغ الشرطة، بانتهاكٍ ارتكبه القسّ جيمس فلتشر بحقّ اثنين من خدمة المذبح – كانا حينها بين العاشرة والـ 11 من العمر – أبلغاه بالأمر في العام 1976، في حجرة الاعتراف داخل الكنيسة.

من جهته، رحَّب رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم ترنبول، الذي حثّ البابا هذا الشهر على إقالة ويلسون، بقرار الاستقالة الذي "يأتي متأخراً بعد مطالبات كثيرة، بما فيها مطالبتي، له بالاستقالة".

وكان القسّ جيمس فلتشر أُدين في العام 2004 بـ 9 جرائم اعتداءٍ جنسي على أطفال، وقد توفّي داخل السجن نتيجة سكتةٍ قلبية في العام 2016.

وعلى الرغم من تنحّيه عن رعوية أبرشية آديلايد في أيار/مايو الماضي – بعد قرار إدانته – إلا أن ويلسون قاوم الدعوات إلى استقالته من منصبه كرئيسٍ للأساقفة، وكان يعتزم الطعن في حُكم المحكمة الأسترالية بإدانته، وقال في وقتٍ سابق إنه لن يستقيل إلا في حال فشل ذلك.

قضية ماك كاريك

أعلن الفاتيكان أن البابا فرانسيس قَبِل استقالة كبير أساقفة واشنطن السابق ثيودور ماك كاريك، وجرّده من منصب الكاردينال، كما أمره بالعيش في عزلة. ووفق بيانٍ صدر عن الفاتيكان، فإن البابا تلقَّى مساء السبت 28 تموز/يوليو "الرسالة التي قدّم عبرها رئيس الأساقفة الفخري في واشنطن، الكاردينال ثيودور ماك كاريك، استقالته كعضو في مجلس الكرادلة". وأضاف البيان أن "البابا فرنسيس وافق على الاستقالة، وأمر بتعليق ممارسة ماك كاريك أيّ نشاط كَنَسي عام، مع إلزامه البقاء في منزلٍ سيتمُّ تحديده لاحقاً، من أجل تكريس حياته للصلاة والتوبة، بانتظار أن يتمّ فحص الاتهامات التي سيقت ضدّه في القضاء الكنسي".

وكان ماك كاريك (88 عاماً) عُزل في حزيران/يونيو الماضي من الأبرشية، بعدما توصَّلت لجنة المراجعة – ضمَّت محلّفين وخبراء في القانون وأطبّاء نفسيين وكهنة وراهبة – إلى أدلّةٍ "موثوقة" تؤكد أنه اعتدى على قاصرٍ خلال عمله ككاهنٍ في ولاية نيويورك، قبل 47 عاماً.

وفي هذا الإطار، كشفت المقابلات التي أجرتها صحيفة New York Times الأميركية عن أن بعض المسؤولين في الهرم الكنسي كان يعرف بالمضايقات الجنسية التي كان يمارسها ماك كاريك على الشباب – الذين أرادوا دخول الكهنوت.

وفي تحقيقٍ للصحيفة، قدَّم أحد الضحايا شهادته – ويُدعى روبرت كيوليك – وتحدّث للمرّة الأولى عن انتهاكات الكاردينال بحقّه. كما أعلن رجلٌ يبلغ من العمر 60 عاماً، عرَّف عن نفسه باسم جيمس فقط، أن الكاردينال ماكاريك – وهو صديق مقرَّب من عائلته – بدأ في استغلاله جنسياً في العام 1969، عندما كان عمره 11 سنة، وأن الاستغلال استمرَّ قرابة عقدين من الزمن!

من هو مارك كاريك؟

ماك كاريك في حديثٍ إرى وكالة رويترز داخل كلية أمريكا الشمالية في الفاتيكان في العام 2013
ماك كاريك في حديثٍ إرى وكالة رويترز داخل كلية أمريكا الشمالية في الفاتيكان في العام 2013

تمَّ رسم ماك كاريك كاهناً في العام 1958، وتدرَّج في الرتب داخل الكنيسة في أبرشية نيويورك، قبل تعيينه أسقفاً في واشنطن العام 2001 وهو منصبٌ استمرّ يشغله حتى العام 2006.

وكان الكاردينال تيموثي دولان الأسقف الحالي لنيويورك من أعلن الاتهامات الموجَّهة إلى ماك كاريك. وقال إن وكالة جنائية خاصة "حققت بشكلٍ واسع" في الادّعاءات.

ماك غاريك كان أحد الكرادلة الأميركيين الأكثر نشاطاً على الساحة الدولية، والاتهامات التي وُجِّهت إليه تجعله أحد أبرز قادة الكنيسة الكاثوليكية الذي واجه ادّعاءاتٍ من هذا النوع. وعلى رغم تقاعده رسمياً، استمرّ ماك كاريك بالسفر إلى الخارج بشكل منتظم، خصوصاً للعمل على قضايا خاصة بحقوق الإنسان.

وتأتي هذه الاستقالات في وقتٍ يواجه البابا فرنسيس ضغوطاً لإثبات جدّيته بمعاقبة الكرادلة والكهنة المتّهمين بانتهاكاتٍ جنسية أو بالتستُّر على زملاءٍ لهم مارسوا استغلالٍ جنسي.

وفي إطار القضايا المرتبطة بانتهاكات جنسية في الكنيسة الكاثوليكية، تجدر الإشارة إلى أن البابا فرانسيس قدَّم اعتذاره منذ فترة من ضحايا الانتهاكات الجنسية – التي وقعت في تشيلي لعقود – وقام بمقابلتهم، وقَبِل استقالة عشرات الأساقفة.

تحميل المزيد