يعد اختفاء رائدة الطيران الأميركي أميليا إيرهارت واحداً من أعظم الألغاز التي لم تجد حلاً في التاريخ.
لكن الباحثين الآن يعرفون ما حدث للطيّارة الرائدة وملّاحها بعد اختفائهما أثناء محاولتهما الطيران حول العالم عام 1937، وفق صحيفة Mirror البريطانية.
كانت إيرهارت البالغة من العمر 39، قد أصبحت أول امرأة تطير منفردة عبر المحيط الأطلسي قبل خمس سنوات من الحادثة.
ساد اعتقاد بأن طائرتها "اليكتر"، قد تحطمت في البحر بسبب مشاكل في المحرك.
لكن اليوم، قام الخبراء بتحليل نداءات الاستغاثة التي أرسلتها إيرهارت، والتي تكشف عن أدلة قد تلقي الضوء على حقيقة ما حدث.
أين سقطت الطائرة؟
ويعتقد ريك جيليسبي أن لديه دليلاً على أن إيرهارت قد سقطت على جزيرة نائية في جنوب المحيط الهادئ على بُعد 2000 ميل من هاواي، وطلبت المساعدة لمدة أسبوع تقريباً قبل أن تنجرف طائرتها إلى البحر.
ويقول جيليسبي، الذي بحث في القضية منذ أكثر من 30 عاماً، إن نداءات الاستغاثة سُمعت في جميع أنحاء العالم – ودفعت البحرية إلى البدء في مهمة إنقاذ.
وقال لشبكة CBS News: "استغرق الأمر أسبوعاً كي تصل السفينة الحربية إلى هناك، حين توقفت الإشارات اللاسلكية، وعندما حلقت الطائرات فوق الجزيرة، لم يروا أي طائرة".
نداءات الاستغاثة وصلت للعشرات..
وقال جيليسبي، وصلت نداءات الاستغاثة لعشرات الأشخاص الذين التقطوا بشكل غير متوقع إرسال إيرهارت على أجهزة الراديو الخاصة بهم على بعد آلاف الأميال.
وسُمعت نداءات الاستغاثة في فلوريدا، أيوا، تكساس، وحتى في كندا، حيث قالت امرأة إنها سمعت صوتاً يقول: "لقد جرفتنا المياه… لا يمكننا الاستمرار لفترة أطول".
وأعادت منظمة جيليسبي أيضاً فحص العظام التي اكتُشفت لأول مرة في العام 1940 بعد أن انجرفت إلى جزيرة نيكومارورو المرجانية الصغيرة وهي جزء من دولة كيريباتي.
ويعتقدون أن إيرهارت عاشت أيامها الأخيرة متروكة عالقة في وسط المحيط الهادئ.
ومنذ العام 1998، تحاول المجموعة الدولية لاكتشاف الطائرات التاريخية التي يقع مقرها الرئيسي في فيلادلفيا إثبات أن العظام المكتشفة تعود إلى رائدة الطيران الأميركية، وكيف أنها "تبدو متوافقة مع أنثى في نفس طول إيرهارت وجذورها العرقية".
وتأكد سابقاً انتماء العظام إلى مفقود، وليس لضحية حادث تحطم طائرة.
عانت كثيراً للبقاء على قيد الحياة..
وأظهرت دراسة شاملة لمنطقة نيكومارورو آثار إشعال النيران وبقايا عظام السمك التي تركت من قبَل شخص عاش على الجزيرة المرجانية.
"هناك فصل أخير من حياة إيرهارت لا يعرف الناس عنه شيئاً. لقد أمضت أياماً -وربما أشهراً- تكافح ببطولة من أجل البقاء على قيد الحياة كمفقودة"، كما قال جيليسبي.
على الرغم من التكهنات التي صدرت عام 1940 بأن الرفات كان لإيرهارت، رفضت السلطات البريطانية هذا الادعاء بعد أن خلص طبيب إلى أن العظام كانت لذكر.
وقد فقدت العظام في وقت لاحق، ولكن في العام 1998 تم الكشف عن ملفات الطبيب التي شملت القياسات الهيكلية، والتي أظهرت أن طول الساعد كان أكبر من المتوسط.
نتائج الفحص الطبية..
قامت مجموعة استرداد الطائرات الآن بإعادة فحص النتائج التي توصل إليها الطبيب ومقارنة نسبة عظام الذراع العلوية والسفلية إلى تلك الموجودة في صورة واضحة لإيرهارت مرتدية قميصاً ذا أكمام قصيرة، وخلصت إلى أن النسبتين "متطابقتان تقريباً".
فحص جيف جليكمان، وهو طبيب تصوير شرعي لجأت إليه المجموعة للحصول على مشورته، طول عظمتين – نصف القطر والعضد – في ذراع إيرهارت اليسرى ووجد أن النسبة كانت 0.76.
كان هذا يتناسب بشكل وثيق مع نسبة 0.756 التي لوحظت في الهيكل العظمي، وهي نسبة كانت أطول من المتوسط البالغ 0.73 للنساء اللواتي وُلدن في أواخر القرن التاسع عشر.
وتعزز هذه النتائج من التكهنات بأن إيرهارت هبطت بسلام على نيكومارورو، المعروفة أيضاً باسم جزيرة غاردنر، بعد أن واجهت مشكلة في الطائرة أثناء محاولتها العثور على جزيرة هولاند ، جنوب غرب هاواي.
وخططت برفقة ملّاحها فريد نونان للسفر إلى هاواي قبل إكمال رحلتها إلى كاليفورنيا.
وقد أطلق اختفاء إيرهارت حملات البحث عبر المحيط الهادئ على مر السنين، وكان سبباً لنشوء العديد من نظريات المؤامرة، بما في ذلك الادعاء بأنها نجت واتخذت لنفسها هوية جديدة.
إقرأ أيضاً..
"غير لائقة أبداً".. صور جديدة لتوبا بويكستون مع حبيبها في بودروم تُغضب والديها!