على الرغم من الموقف الشجاع للطالبة السويدية التي أوقفت الطائرة، تم ترحيل اللاجئ الأفغاني لكابول التي لا يعرفها بعد أشهر من الاحتجاز والمعاملة السيئة
أثار رفض الطالبة السويدية، إلين إرسون، الجلوس على مقعدها على متن الطائرة في مطار غوتنبرغ، والاحتجاج على ترحيل رجل لأفغانستان ردود فعل واسعة حول العالم.
بثت إرسون عبر فيسبوك لايف كيف حاولت إيقاف "عملية الترحيل"، وقالت في حوار لها مع صحيفة The Guardian، بعد مقطع الفيديو الذي يُظهر دعم الركاب لها في نهاية المطاف: "كنت مأخوذة بهول الموقف، ولم أدرك أن الجميع ينظرون إلي".
لكن هناك العديد من المفاجآت في القصة، نتعرف عليها في هذا التقرير الذي يضم حواراً مع الشاب الأفغاني الذي جرى بالفعل ترحيله إلى أفغانستان في اليوم التالي.
Deportation from Gothenburg to AfghanistanPlease share this video 🙏
Gepostet von Elin Ersson am Dienstag, 24. Juli 2018
إسماعيل خواري لم يكن على متن الطائرة!
قبل أن تصعد الناشطة، البالغة من العمر 21 عاماً، إلى الطائرة، اعتقدت أنها ستعثر على رجلين يجري ترحيلهما: أحدهما نحو 50 سنة، والآخر يبلغ من العمر 26 عاماً إسماعيل خواري.
واتصلت عائلة خواري بإرسون وشبكتها من النشطاء قبل فترة وجيزة من ترحيله، وأخبرتهم بأن الشاب كان من المقرر أن يسافر على متن طائرة الخطوط الجوية التركية من غوتنبرغ إلى إسطنبول. فاشترت إرسون تذكرة واستقلت نفس الطائرة المفترضة.
لكن إسماعيل خواري لم يكن على متن الطائرة. وتم ترحيله من ستوكهولم إلى كابول في اليوم التالي. وفقاً لإرسون، بينما كان الرجل الأكبر سناً على متن الطائرة ولم يجر ترحيله عبر هذه الرحلة المتوجهة لإسطنبول ولم يتم التوصل لمصيره.
ووصل في اليوم التالي إلى كابل، وقامت صحيفة Deutsche Welle الألمانية بإجراء الحوار التالي معه بعد وصوله لأفغانستان.
إسماعيل لا يعرف إرسون شخصياً
Deutsche Welle:صورت الناشطة إرسون احتجاجها على متن الطائرة، كانت في الواقع قد استقلت الطائرة لتلحق بك وحملت صورة لك لجذب الانتباه إلى ترحيلك الوشيك. هل تعرف إيلين إرسون شخصيا؟ً
إسماعيل خواري: لا، لا أعرف هذه السيدة الشابة، لكني أشكرها على جهودها. لسوء الحظ، لم أقابلها شخصياً ولكنها أظهرت قدراً كبيراً من الإنسانية. لم أعرف بهذا حتى وصلت إلى كابل. أعتقد أن عائلتي كانت على اتصال بها وتشك في أنه ينبغي ترحيلي على نفس الطائرة. لكن هاتفي كان تم توقيفه في هذا الوقت.
هل تعيش عائلتك في السويد؟
نعم، تعيش والدتي وشقيقتاي في السويد. ولدت بأفغانستان على الرغم من أنني لا أعرف أين ولدت فيها. فعندما كان عمري ست سنوات، هربنا إلى مشهد في إيران. عشت هناك لمدة عشرين سنة قبل أن أذهب إلى أوروبا لاحقاً.
وتمت احتجازه 8 أشهر ومعاملته بشكل سيئ في السويد
لماذا تعرضت للترحيل وكيف تم إخطارك؟
كنت جالساً في المنزل بالسويد. بعد أن تم رفض طلبي للجوء ثلاث مرات، ذهبت إلى ألمانيا على أمل أن أتقدم بطلب اللجوء هناك. بعد بضعة أشهر، أدركت أن هذا لن يحدث، لذا عدت لأكون قريباً من عائلتي. وعندما وصلت إلى السويد، اعتقلتني الشرطة.
ثم تم احتجازي في الحجز لمدة ثمانية أشهر، أولاً في مالمو، ثم غوتنبرغ وأخيراً في ستوكهولم. كان الوضع رهيباً هناك. عاملوني بسوء بالغ. وكنت بالكاد قادراً على الوقوف. كان المكان فظيعاً وممتلئاً.
يسمون الاحتجاز الترحيل، لكنه أشبه بسجن، حيث تعامل مثل الماشية. الحراس عنصريون ويرفضون مساعدتك. كانوا يجلسون حولنا ويلعبون ألعابهم الخاصة.
ولا يعرف أحد في أفغانستان التي لم يعش فيها من قبل!
هل لديك أصدقاء أو معارف في أفغانستان؟
لا، لا أعرف أي شخص هنا. أعرف فتى آخر معرض للترحيل مثلي ولا أحد غيره. لا أعرف إلى أين أذهب الآن.
وبائت خطة إرسون بالفشل
كانت خطتها في الأصل، تقضي بإيقاف ترحيل الرجل على الطائرة التي تمكنت من حجز مقعد فيها، قبل أن ينقل إلى طائرة أخرى تطير به إلى كابل، حسب صحيفة Daily mail البريطانية.
مقطع الفيديو الذي شاهده ملايين الأشخاص، ويُظهر طاقم الطائرة والركاب الآخرين وهم يطلبون منها الجلوس، حيث تصرُّ هي على أنها ستجلس ما إن يُطلق سراح الرجل.
في لحظة ما يحاول أحد الركاب الغاضبين الاستحواذ على هاتفها، لكنها تسأله: "ما الأهم، حياة رجل أم وقتك؟".
وتكمل قائلة: "كل ما أريده هو إيقاف الترحيل، وسأنصاع للقواعد هنا".
"هذا أمر قانوني تماماً، وأنا لم أرتكب أي جريمة".
في النهاية اقتيد الرجل البالغ من العمر 50 عاماً، الذي لم يكن الهدفَ الأصلي الذي سعت الفتاة لإيقاف ترحيله، خارج الطائرة، وتوقفت عملية الترحيل.
وللاجئين الأفغان تاريخ في السويد
وفي العام 2015 سافر 163 ألف لاجئ إلى السويد طلباً للجوء وكان الأفغان أكثر من نصفهم، وسجل 63 ألفاً من العدد الإجمالي باعتبارهم قاصرين من دون مرافقين، ومنح 28%٪ من اللاجئين الأفغان في السويد حق اللجوء بينما رفضت طلبات الباقين.
وقالت إرسون، المتدربة في مجال العمل الاجتماعي والمتطوعة لمساعدة اللاجئين، إنها لم تحتمل فكرة إعادة شخص آخر "ليلقى حتفه".
وقالت لصحيفة The Guardian: "لا يحصل الناس هناك على أي ضمان بالأمان، لا يعلمون إذا كانوا سيعيشون يوماً آخر".
وأضافت: "في أثناء عملي ومقابلتي لأناس قادمين من أفغانستان، استمعت لقصصهم. ونما لدي اعتقاد بأنه لا يجب ترحيل أحد إلى أفغانستان؛ لأن ذلك البلد ليس آمناً".
وأردفت إرسون: "أعتقد أن بإمكاننا معاملة اللاجئين بطريقة أفضل مما نفعل الآن، خصوصاً في بلد غني مثل السويد".
وتعاطف معها الركاب والمتابعين حول العالم
وفي نهاية المطاف، وقف ركاب الطائرة في صفّها، وانتابت الآنسة إرسون عواطف جياشة.
في البداية، وقف رجلٌ خلفها وقال إنه يدعمها، ثم انضمَّ إليهما فريق كامل لكرة القدم، كان يجلس أعضاؤه في مؤخرة الطائرة، وفعلوا نفس الشيء.
THIS. is what a superhero looks like. #ElinErsson . watch till the end. https://t.co/MUuOe2Byo5
— TINKEBELL. (@looovetinkebell) July 23, 2018
#ElinErsson, thank you for your stand, for your courage, compassion and hope. You have sent us all a message to stand up in what we believe in and not shy away from what is right.
— Matt Oduor (@MattOduor) July 24, 2018
وقالت: "شعرت بشعور جيد، عندما بدأ رجل تركي بالحديث معي، وحرص على أن أعرف أني لست وحدي".
والمعارضة اليمينية تضغط على الحكومة لتصبح أكثر تشدداً مع اللاجئين
ومع تزايد شعبية حزب الديمقراطيين السويدي، اليميني المتشدد، والمعارض للهجرة واللجوء في استطلاعات الرأي الحالية، شعرت الحكومة بأن عليها أن تتخذ موقفاً أقوى تجاه هذه القضايا، قبل انتخابات سبتمبر/أيلول المقبلة.
وفي يناير/كانون الثاني، تعرَّضت كابل لهجوم إرهابي أودى بحياة 100 شخص، وأصاب 235 آخرين بجروح.
وقتل في العام الماضي 2017 أكثر من 3000 شخص في أفغانستان، وأصيب أكثر من سبعة آلاف في البلاد التي تشهد حروباً وأحداث عنف منذ عقود.
لكن الحكومة تعتبر أفغانستان "آمنة"
وفي ذلك الوقت، علَّقت السلطات السويدية عمليات الترحيل إلى أفغانستان مؤقتاً، لكنها استأنفتها لاحقاً، وتعتبر الحكومة أفغانستان بمثابة بلد آمن لإعادة طالبي اللجوء الذين لم تُقبل طلباتهم.
وتفرض السويد شروطاً أكثر صرامة لقبول اللاجئين، وهو ما أدى إلى تناقص أعداد طلبات اللجوء.
وإرسون واحدة من سويديين كثر، يشعرون بأن النهج الذي اتَّبعته حكومتهم قاس للغاية.
قالت: "أحاول تغيير قوانين بلادي، فأنا لا أحبها. ليس من الصواب إرسال الناس للجحيم".
قالت الطالبة الناشطة، التي منعت طائرة من الإقلاع لإيقاف ترحيل رجل أفغاني، إنها تريد إيقاف جميع عمليات الترحيل القانونية إلى ذلك البلد.
"كان تركيزي منصبّاً بكامله على إيقاف عملية الترحيل إلى أفغانستان".
هذا مصير الناشطة السويدية التي أَجبرت طائرة على إلغاء رحلتها لإيقاف ترحيل طالب من بلادها