تحقيقات تتهم فيسبوك.. يوفر حماية خاصة للصفحات العنصرية ويسمح بمشاركة المحتويات المتطرفة

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/19 الساعة 14:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/19 الساعة 21:24 بتوقيت غرينتش
Istanbul, Turkey - January 13, 2016: Person holding a brand new Apple iPhone 6s with Facebook profile on the screen. Facebook is a social media online service for microblogging and networking, founded in February 4, 2004.

عرض برنامج ديسباتش Dispatches (وهو برنامج وثائقي للأحداث البريطانية الجارية يعرض على القناة الرابعة البريطانية)، لقطات تشير إلى أن فيسبوك يقدم حماية خاصة لـ"تومي روبنسون" (ناشط يميني)، ويسمح للأشخاص بالإساءة العرقية للمهاجرين

لا يحذف الموقع على الفور أو بشكل تلقائي المنشورات التي تحتوي على الصور الحية ومقاطع الفيديو الخاصة بالأطفال، وكذلك الخطاب الذي يحضّ على الكراهية والعنصرية والمحتوى العنصري، وفقاً للقطات التي عرضها.

قام أحد المراسلين المتخفين بتصوير الأشخاص الذين يراجعون المحتوى ليقرروا ما إذا كان يجب أن يستمر نشره ليشاهده الجمهور، ما أعطى نظرة متعمقة غير مسبوقة عما يُسمح بنشره على منصة التواصل الاجتماعي العملاقة.

لقطات سرية تكشف سياسة الموقع

ويظهر أن مجموعة متنوعة من المحتوى لا تزال موجودة على الموقع، حتى عندما يتم الإبلاغ عنها، ليس فقط الخطابات التي تحض على الكراهية، ولكن أيضاً مقاطع الفيديو التي تصور إساءة معاملة الأطفال، والمحتوى العنيف وإيذاء النفس، حتى لو كان يشتبه في أن الشخص الظاهر في الفيديو لا يزال طفلاً.

كما يُظهر أيضاً أن المحتوى اليميني المتطرف والعنصري يتمتع بحماية خاصة تمنع حذفه بسهولة تامة. ويُظهر الفيديو المتدربين وهم يُقال لهم إن المحتوى الذي يسيء عرقياً إلى الجماعات الأثنية أو الدينية المحمية سيُزال، ولكن إذا اقتصرت هذه الإساءة على المهاجرين من تلك الجماعات فستظل المنشورات على حالها.

يظهر المراقبون في التسجيل وهم يشرحون أنه على سبيل المثال، المنشورات التي تستهدف المسلمين باستخدام لغة عنصرية ستحذف من الموقع. ولكن إذا كانت المنشورات تستهدف المهاجرين المسلمين على وجه التحديد، فيمكن السماح لها بأن تظل على الموقع لأنها تعبر عن رأي سياسي، حسبما صرح فيسبوك.

كما يُظهر أيضاً أنه سيسمح بنشر الخطاب الذي يحضّ على الكراهية والمحتوى العنيف الذي يتسم بقدر كبير من التجريد. ويظهر في الفيديو المراقبون وهم يعرضون على المتدربين رسماً كاريكاتيرياً يبدو أنه يصور طفلة يتم إغراقها لأنها منجذبة إلى "زنجي" وقالوا إنه من المحتمل ألا يتم حذف مثل هذا المنشور من الموقع، على الرغم من أن موقع فيسبوك قد ذكر بعد ذلك أن هذا المحتوى ينتهك المعايير الخاصة به المتعلقة بخطاب الكراهية.

تأتي هذه الممارسات في الوقت الذي يحاول فيه موقع فيسبوك تحسين صورته في أعقاب مجموعة متنوعة من الفضائح التي أثيرت حوله فضلاً عن الجدل المُثار حول فضيحة شركة كامبريدج أناليتيكا -الذي قدم فيها موقع فيسبوك بيانات المستخدمين التي تم تحليلها بعد ذلك، واستخدامها في الإعلانات السياسية المستهدفة- ما دفع الموقع إلى التعهد بتحسين طريقة عرض المحتوى المتاح على منصته.

يعرض التسجيل مقاطع فيديو جديدة للأشخاص الذين يقومون بهذا العمل، داخل أكبر المراكز التابعة للفيسبوك التي تسعى إلى توخي الاعتدال في المحتوى في المملكة المتحدة. وقد تم الاستعانة ببعض الشركات الأخرى للقيام بهذا العمل، ويركز التقرير الذي عرضه برنامج Dispatches على إحدى هذه الشركات الخارجية.

تبين عملية التدريب ما يمر بها هؤلاء المراقبون. ويوضح كيفية تعليمهم عملية التحقق من مقاطع الفيديو التي يتم الإبلاغ عنها باستخدام الأدوات المتاحة على موقع فيسبوك – والتي تتيح للمستخدمين الإبلاغ عن مقاطع الفيديو التي تعرض العنف أو إساءة معاملة الأطفال أو غيرها من المحتويات المتطرفة.

الهدف لا يتحقق في أحيان كثيرة

يسعى فيسبوك إلى مراجعة جميع تلك البلاغات في غضون 24 ساعة. إلا أن التسجيل المصور يُظهر أن هذا الهدف لا يتحقق في كثير من الأحيان، مع وجود بعض المنشورات الحساسة مثل التهديدات بالانتحار أو إيذاء النفس، والتي من المحتمل أن تبقى دون مراجعة لعدة أيام.

يظل الكثير من المحتوى الذي يتم الإبلاغ عنه على الإنترنت منشوراً، ويعرض على فيسبوك حتى وإن كان يروّج للعنف أو أي سلوك آخر متطرف. وبالنسبة للجزء الأكبر من هذه البلاغات، فإنها لا تُقدم إلى الشرطة، ما لم تكن تُعرض خلال بث فيديو مباشر، كما يدعي برنامج Dispatches.

حماية خاصة للصفحات المتطرفة

ومُنحت صفحات فيسبوك بما في ذلك تلك المخصصة لتومي روبنسون وحركة بريطانيا أولاً، حماية خاصة، وهي الخدمة التي عادةً ما تقدم إلى الحكومات والمنظمات الإخبارية. تعني حالة "الحصانة" تلك أن المحتوى الذي قد يُثير مشكلة لن يحذف ببساطة، ولكن سيوجه إلى موظفي فيسبوك الذين يعملون بدوام كامل لمراجعة ذلك المحتوى.

تضم هذه الصفحات عدداً كبيراً من المتابعين -تحتوي صفحة روبنسون على أكثر من 900 ألف معجب- ويتوقع المراقبون أن هذه الصفحة لا تزال مُتاحة على الموقع نظراً لأن "لديهم الكثير من المتابعين ما يجلب الكثير من الأرباح لفيسبوك".                

اعترف موقع فيسبوك بأن صفحة تومي روبنسون تتمتع بهذه الحماية الخاصة، وأن صفحة حركة بريطانيا أولاً كانت تتمتع بنفس الحماية قبل رفعها عنها. بيد أن الموقع صرح بأن القرار اتُّخذ لضمان عدم حذف المحتوى السياسي المشروع من على الموقع بطريق الخطأ.

وقال ريتشارد آلان، نائب رئيس فيسبوك لشؤون السياسات العامة: "إذا كان المحتوى مخالفاً فلا مفر من حذفه، أريد أن أكون واضحاً، هذا ليس نقاشاً حول المال، بل هو نقاش حول الخطاب السياسي". وأضاف: "يناقش الناس قضايا حساسة للغاية على فيسبوك، بما في ذلك قضايا مثل الهجرة. وهذا النقاش السياسي يمكن أن يكون مشروعاً تماماً".

وتابع: "أعتقد أن وجود مراجعين إضافيين معنيين بهذا الأمر عندما تجرى المناقشات سيكون أمراً حكيماً للغاية، وأعتقد أيضاً أن الناس يتوقعون منا أن نكون حريصين وحذرين قبل أن نشرع بحذف خطابهم السياسي".  

التطرف ضمان الاستمرارية

يدعي أحد المستثمرين الأوائل في فيسبوك، وهو الاقتصادي روغر ماكنامي، في الفيلم الوثائقي أن الشركة تعتمد على مثل هذا المحتوى المتطرف لضمان استمرار المستخدمين في التفاعل والمشاركة على الموقع.

وقال: "إن الشكل المتطرف والخطير حقاً للمحتوى، هو الذي يجذب أكثر الأشخاص تفاعلاً على المنصة".  وأضاف: "لقد أدرك موقع فيسبوك أنه من المرغوب فيه أن يقضي الأشخاص وقتاً أطول على الموقع إذا كان لديه نشاط تجاري يستند إلى الإعلانات، فأنت بحاجة إلى جعلهم يرغبون في قضاء المزيد من الوقت على الموقع لمشاهدة تلك الإعلانات".

وتابع: "لقد تعلم فيسبوك أن الأشخاص المتطرفين هم الأشخاص الأكثر قيمة لأن شخصاً واحداً متطرفاً من أي اتجاه قد يثير 50 ​​أو 100 شخص آخر، ولذلك فهم يريدون أكبر قدر ممكن من المحتوى المتطرف".

وقد دعم كبار السياسيين هذه الاتهامات. كما قال عضو البرلمان جوليان نايت، عضو اللجنة الرقمية والثقافية والإعلامية والرياضية: "ما كُشف عنه بشأن قواعد توخي الاعتدال في المحتوى على موقع فيسبوك، يعد أمراً مثيراً للقلق، ولكنه ليس مفاجأة. لقد مارست لجنتنا الكثير من الضغط على فيسبوك لمدة أشهر للحصول على معلومات خلال تحقيقنا بشأن الأخبار المزيفة، وكيفية تعامل فيسبوك مع المحتوى المتطرف والقضاء على الأخبار الكاذبة، لكن فيسبوك لم يتصرف بوصفه شركة ترحب بإجراء تدقيق مستقل".     

وأردف قائلاً: "لقد التزم فيسبوك مؤخراً بتقليل نشر الأخبار الكاذبة وتحسين إعدادات الخصوصية على منصته، وهو أمر مرحب به. لكن من الواضح أنهم ليسوا ملتزمين بالتضحية بالأرباح الناتجة عن المحتوى المتطرف كما تبين من التحقيق الذي عُرض على القناة الرابعة".

الشركة تنفي الاتهامات

نفى آلان الاتهامات بأن الشركة تعتمد على المحتوى المتطرف من أجل جني الأرباح.

وقال لبرنامج Dispatches: "إن المحتوى الصادم لا يجعلنا نجني نقوداً أكثر، هذا مجرد سوء فهم للطريقة التي يعمل بها النظام"، وأضاف: "الناس يأتون إلى فيسبوك للحصول على تجربة آمنة وسالمة لمشاركة المحتوى مع أسرهم وأصدقائهم".

واعترف فيسبوك بأن التسجيل المصور أظهر سلوكاً لا يرقى إلى مستوى المعايير التي يعمل من خلالها. وصرح بأنه قام بإدخال عدد من التغييرات منذ علمه بالادعاءات للتأكد من أن المشكلات قد تم إصلاحها.

"من الواضح أن بعض ما يظهره في البرنامج لا يعكس سياسات أو قيم فيسبوك، ولا يرقى إلى مستوى المعايير العالية التي نتوقعها"، وفقاً لما قاله ريتشارد آلان، نائب رئيس فيسبوك لشؤون السياسات العامة، في بيان قدمه إلى صحيفة الإندبندنت البريطانية.

وقد جاء في البيان أيضاً: "إننا نأخذ هذه الأخطاء التي تحدث في بعض العمليات التدريبية والتنفيذية، بجدية بالغة ونشعر بالامتنان للصحفيين الذين وجهوا انتباهنا إليها. وأينما ندرك أننا ارتكبنا أخطاء، اتخذنا إجراءات لحلها على الفور. كما إننا نقدم تدريباً إضافياً ونعمل على فهم ما حدث بالضبط حتى نتمكن من تصحيحه".


اقرأ أيضاً 

عجائب الدنيا وأشهر أساطير العالم هنا.. أنطاليا التركية تطلق أكبر مهرجان للتماثيل الرملية(صور)

تحميل المزيد