تحليل أقدم جثة محفوظة في الجليد منذ 5000 سنة.. كانوا يوشمون أجسادهم ويرتدون ملابس أنيقة ويأكلون الدهون بشراهة

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/13 الساعة 10:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/13 الساعة 10:25 بتوقيت غرينتش

غيّرت "أوتزي"، وهي أقدم مومياء تم الاحتفاظ بها بشكل طبيعي في الجليد، تصورات الحياة بالعصر النحاسي، بدءاً من ذوقها الرفيع في الموضة وصولاً إلى وشومها. ولم تتوصل أحدث التحاليل المعمقة للمومياء فقط إلى اكتشاف الوجبة الأخيرة لأوتزي؛ بل أثبتت أيضاً أن البشر كانوا يتوقون إلى تناول الأطعمة الدهنية منذ أكثر من 5000 سنة، وفق موقع Inverseالأميركي.

تم اكتشاف أوتزي لأول مرة في سنة 1991، بعد أن عثرت مجموعة من السياح الألمان على جثة رجل محفوظة بشكل جيد بنهر جليدي في سلسلة جبال الألب في أوتزتال. وقد كان أول ما أبهر العلماء في أوتزي، ملابسه المثيرة للإعجاب، حيث إن حزامه وسرواله وحذاءه كانت كلها مصنوعة من أنواع مختلفة من الجلود. كما كان مظهر أوتزي المميز يتلاءم مع 61 وشماً كانت تغطي جسده، والتي جعلته يبدو شخصاً ظريفاً.

يتناول الدهون بكثرة

ووفقاً لدراسة نشرتها مجلة Current Biology، قال العلماء إنه بالإضافة إلى ذوقه الرائع في الأزياء، كان أوتزي يعد الكثير من الطعام، كما كان لديه ميل إلى تناول الأطعمة الدهنية. وقال ألبرت زينك، الذي يشارك في هذه الأبحاث: "يبدو أن رجل الجليد كان يدرك تماماً أن الدهون تمثل مصدراً ممتازاً للطاقة، فالبيئة المرتفعة والباردة تمثل تحدياً كبيراً لوظائف جسم الإنسان، كما أنها تتطلب استهلاكاً كبيراً للعناصر الغذائية؛ لتجنب الإحساس بالجوع بسرعة وفقدان الطاقة".

مع ذلك، وجد فريق من الباحثين بقيادة فرانك ماكسنر، بمعهد أبحاث يوراك لدراسات المومياء في بولسانو بإيطاليا، أن كمية الطعام التي تم العثور عليها في معدة أوتزي كانت مثيرة للدهشة، فقد كانت نصف محتويات معدته من الأطعمة الدهنية. وأفاد الباحثون بأنهم جمعوا بين المقاربات المجهرية القديمة والحديثة؛ كي يتمكنوا من فهم عادات الأكل لدى أوتزي.

كيف أعد الناس طعامهم في العصر النحاسي؟

وقال ماكسنر: "من خلال استخدام مقاربة متعددة الأوميكس، جنباً إلى جنب مع الفحص المجهري، قمنا بإعادة تكوين عناصر الوجبة الأخيرة لرجل الجليد، والتي تدل على أن حِميته الغذائية كانت متكونة من نسبة عالية من الدهون، بالإضافة إلى لحوم الحيوانات البرية، بدءاً من الوعل الألبي وصولاً إلى الأيل الأحمر، وحبوب القمح، مع آثار تدل على تناوله نبتة السرخس السامة".

لم تكشف الدراسة عن تناول أوتزي اللحوم الحمراء والحبوب فحسب، ولكنها تقدم أدلة على كيفية إعداد الناس في العصر النحاسي طعامهم. كما يشير تحليل ماكسنر إلى أن اللحوم التي تناولها أوتزي قد تم تجفيفها. علاوة على ذلك، يبدو أن نبتة السرخس قد تم استخدامها للف الطعام، حيث تم ابتلاع أبواغها السامة عن طريق الصدفة.

إعادة بناء الميكروبات في الأمعاء

وأضاف ماكسنر: "كانت محتويات المعدة محفوظة بشكل جيد للغاية، مقارنة بعينات الأمعاء الدقيقة التي تم تحليلها سابقاً، كما احتوت أيضاً على كميات كبيرة من الجزيئات الحيوية الفريدة مثل الدهون، وقد أتاحت هذه الأبحاث الفرصة لاعتماد مناهج جديدة للإجابة عن أسئلتنا المتعلقة بحِمية أوتزي الغذائية".

ويعتزم الفريق الآن إجراء مزيد من الدراسات لإعادة بناء هذه الميكروبات في الأمعاء القديمة؛ لمعرفة ما يفضله أوتزي عند إعداد طعامه.

وعلى الرغم من أن معدة أوتزي كانت محفوظة بشكل جيد، فإن العلماء لم يتمكنوا من تحليلها من قبلُ؛ لأنهم لم يتمكنوا من العثور عليها؛ بسبب تغير مكانها في أثناء عملية التحنيط. وقد تم اكتشافها في وقت لاحق باستخدام الأشعة المقطعية.

ويخطط فريق عمل ماكسنر لمواصلة تحليل مومياء أوتزي لإلقاء نظرة أعمق واكتشاف مفاجآت أخرى، فمومياء الجليد الأنيقة تحمل العديد من الوشوم كما أنها تعرف الكثير من وصفات الطعام القديمة؛ لذا لا عجب أن يكون لديها حساب على إنستغرام.


اقرأ أيضاً 

"ليس صديقاً لي": فيسبوك ماسنجر يكشف لك عن الأصدقاء المزيفين وسيبدأ في تحذيرك منهم

العالم عرفهم بـ"فتية الكهف" التايلانديين، لكن المفاجأة أن مدربهم و3 منهم لا يحملون أية جنسية، وهذا ما تنوي الحكومة فعله