كواليس ما عاشه فتية الكهف بعد أن غمرتهم المياه وحاصرتهم.. 9 أيام قضوها في ظلام دامس، وهذا ما ساعدهم للبقاء على قيد الحياة

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/11 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/11 الساعة 13:03 بتوقيت غرينتش
مدخل الكهف الذي حوصر بداخله الفتية

17 يوماً، عاشها فتية الكهف مع مدربهم تحت الأرض، قبل أن تنتهي مأساتهم أمس الثلاثاء 10 يوليو/تموز 2018، لتتكشَّف مع هذه النهاية تفاصيل الحياة التي عاشها 12 تلميذاً في ظروف قاتلة، نجوا منها بأعجوبة.

واستحوذت عملية انقاذ 12 تايلاندياً ومدربهم لكرة القدم على اهتمام العالم، حيث نجح الغواصون في إخراجهم من مجمع الكهوف ثام لوانج الذي غمرته المياه، ما جعلهم محاصرين، ولا أحد يعلم بحالهم.

كان على المجموعة البقاء على قيد الحياة لمدة 9 أيام في الظلام، بلا أي أمل في النجاة، غير مدركين لجهود البحث اليائسة.

ساعدت المياه المتقطعة ووجبات عيد الميلاد الخفيفة التي كانت بحوزتهم، وجلسات التأمل التي كانوا يؤدونها، على إبقاء الفريق على قيد الحياة، حتى وصل إليهم الغواصون في نهاية المطاف.

الغذاء والماء

دخل الفريق المكون من 12 فرداً ومدربهم مجمع الكهف في أحد أعياد ميلاد الصبي، الذي يصادف 23 يونيو/حزيران، وكان بحوزتهم وجبات خفيفة، لولاها لما بقوا أحياء بعد أن حوصروا في الكهف.

وبحسب موقع بي بي سي، فإن المدرب الذي يُدعى Ekapol Chantawong، رفض تناول أي من هذه المواد الغذائية، حتى يوفر حصته للأولاد الذين معه.

ما يجب القيام به للبقاء على قيد الحياة تحت الأرض

فرق الإنقاذ أثناء عملية إخراج الفتية من الكهف.
فرق الإنقاذ أثناء عملية إخراج الفتية من الكهف.

وحسب ما ذكره الأدميرال البحري أربوراكورن يوكونغ كا، فقد تم إعطاؤهم، بمجرد العثور عليهم "طعاماً سهل الهضم، وعالي الطاقة، يحتوي على الفيتامينات والمعادن، تحت إشراف طبيب".

وقالت السلطات أيضاً، إن الفتية كانوا يعتمدون على المياه المتساقطة من جدران الكهوف، من أجل البقاء على قيد الحياة.

ويقول الأطباء الذين عالجوا الفتية: إن الذين تم إنقاذهم في صحة جيدة بعد محنتهم.

وقال ثونجشاي ليرتويلايراتانابونج، مفتش الصحة في تايلاند: "إنهم في حالة جيدة وليسوا متوترين، معظم الأولاد فقدوا ما معدله 2 كغم".

درجة الحرارة

يمكن أن يكون انخفاض حرارة الجسم في الغالب خطراً تحت الأرض، خاصة في الكهوف التي غمرتها المياه، بحسب بي بي سي.

وفي حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قال الرئيس المتقاعد للرابطة البريطانية للتجديف أندي أيفيس: "إن درجات الحرارة المحيطة ستكون عالية إلى حد ما"، في مجمعات الكهوف في هذا الجزء من العالم.

ومع ذلك، اتَّخذ الفريق الاحتياطات، فقد استخدموا الصخور لحفر 5 أمتار في عمق الكهف "لإنشاء نفق حتى يتمكّنوا من الحفاظ على درجة الحرارة".

الهواء

بينما كان الصبية محتجزين عميقاً تحت الأرض، لم يمثل الهواء مشكلةً في البداية.

فوفقاً لآنمار ميرزا، المنسق الوطني للجنة الإنقاذ الأميركية: "معظم الكهوف يوجد بها هواء بشكلٍ طبيعي. يمكن للهواء الدخول والخروج بخلاف الناس".

ومع ذلك، مع مرور الأيام، انخفضت مستويات الأكسجين إلى حوالي 15% حيث كان أعضاء الفريق يتجمعون، مع العلم أن المستوى المعتاد هو 21%.

الضغط النفسي

وعلى الرغم من الكثير من التحديات التي واجهتها المجموعة، فإن الصحة العقلية كانت من أكثر الأمور تحدياً بالنسبة لهم.

فقد اضطر الفتية مع مدربهم للتعامل مع الظلام الكلي للمغارة، دون أي وعي بالوقت، أو جهود البحث الهائلة التي تحدث بالخارج للعثور عليهم.

ويعود الفضل في الحفاظ على هدوئهم للمدرب الذي حوصر معهم، فقد كان آيك راهباً بوذياً قبل أن يتحول إلى كرة القدم، وقد قام بتعليم الفتيان التأمل لمساعدتهم على التعامل مع الإجهاد.

وقال آرباكورن يوكونج كايف: "إن آك استخدم تقنيات التأمل هذه لتهدئة الأولاد، ولكن أيضاً للتأكد من أنهم استخدموا أقل قدر ممكن من الهواء في الكهف".

ونقل موقع بي بي سي، أنه عندما تمكن عمال الإنقاذ من الوصول إلى الفريق المحاصر، قاموا بتسليم رسائل من عائلاتهم، وأخذوا ملاحظاتهم للسماح لهم بالاتصال بالعالم الخارجي.

وفي رسالته، اعتذر آك لأولياء أمور الفتية؛ لأنه اصطحبهم إلى شبكة الكهف، لكن العديد من الأهالي قالوا إنهم لم يلوموه.

وكتب من داخل الكهف "أعدكم بأنني سأعتني بالأطفال بأفضل ما أستطيع".

علامات: