مجزرة بيئية وحيوانية شدتها مدينة طرابلس اللبنانية، بعد تسميم عشرات الكلاب بكمّياتٍ من اللحوم المحشوّة بمادة اللانيت، بحجّة التخلّص من الكلاب الشاردة.
وفي التفاصيل… فقد أقدم مجهولون، عند الثالثة من فجر 8 تموز/يوليو 2018، على إفراغ كمّياتٍ من اللحوم السامة، بالقرب من مزرعة محمود يوسف – أو "عمّو محمود"، كما يناديه سكَّان المنطقة – حيث يعتني بالكلاب، لتكون النتيجة موت 40 كلباً، وفقدان 30 آخرين، ومعالجة 20؛ بحسب زينب رزوق، إحدى الشابات التي تساعده في العناية بالكلاب.
رزوق تؤكد أن الكلاب ليست شاردة، ولا تؤذي سكّان المنطقة – كما يحاول البعض أن يُشيع – وفي حديثٍ إلى "عربي بوست"، تُشير إلى أن مجزرة تسميم الكلاب جاءت بعد تهديداتٍ تلقّاها "عمّو محمود" من أشخاصٍ يريدون إخراجه من الأرض، حيث يعتني بالكلاب.
بدوره، يؤكد "عمّو محمود" كلام رزوق، ويقول لموقعنا: "أعرفهم، وسأتقدّم بدعوى ضدّهم". ويتابع: "منذ 10 أيام، تلقيتُ تهديداً بالخروج من المزرعة وأعرف الفاعلين. التهديد جايي على مستوى كبير يعني".
فرقٌ شبابية تمكّنت من إنقاذ نحو 30 كلباً، تلك التي لم تتناول جرعات كبيرة من السمّ، الذي يؤدّي إلى الموت السريع بعد 10 دقائق فقط من تناوله. ولعلَّ أبرز عوارضه، سيلان سريع في الدم يسبِّب ارتجافاً كبيراً وإيقافاً في عمل القلب، فنرى الرغوة البيضاء تتدفق من فم متناوله – كما شاهدنا في الفيديوهات التي صوّرها سكّان مدينة طرابلس بعد مجزرة تسميم الكلاب.
مجزرة بحق الكلاب يلي عند عمو محمود اكثر من ١٥ كلب توفو ب سم lanet يا ريت كل حدا بيقدر ينزل يساعد ينزل
Posted by عمو محمود on Saturday, July 7, 2018
قتل الكلاب، الشاردة منها وغير الشاردة، هي ظاهرة ليست الأولى من نوعها في لبنان. فمنذ أشهرٍ، استفاق سكّان مدينة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت على مجزرةٍ مماثلة.
من جهته، استنكر محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا حادثة قتل عددٍ كبير من الكلاب بواسطة السمّ، وقال في بيانٍ له إنه "فوجئ بالمجزرة البشعة، بخاصة بعدما بثت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مشاهد أحدثت صدمة كبيرة لدى الرأي العام اللبناني والشمالي بأسره، صغاراً كانوا أم كباراً، وهي بعيدة كلّ البعد عن قيم وتقاليد الشعب اللبناني عامة والطرابلسي خاصة".
وعلى الفور، عمد نهرا الى الاتصال بالنائب العام الاستئنافي في الشمال، وأمل منه توقيف المتورّطين بهذه الأفعال الشنيعة، وتمّ فتح محضرٍ بهذا الخصوص، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وتحويلهم إلى القضاء المختصّ.
وطلب نهرا من البلديات مكافحة الكلاب الشاردة بالطرق الإنسانية، عن طريق جذب المختصّين والفنيّين ذوي الخبرات في الثروة الحيوانية، للتعامل مع هذه الظاهرة بالطرق العلمية المعتمدة في مختلف البلدان الحضارية، من أجل وضع حلٍّ لهذه الظاهرة".
تجدر الإشارة إلى أن لـِ "عمّو محمود" صفحة على فيسبوك، كانت أول من نشر خبر تعرُّض الكلاب إلى تسمُّمٍ. فحوالى الساعة الرابعة من فجر 8 تموز/يوليو، نشرت الصفحة ملصقاً يطلب المساعدة من أيّ شخصٍ يمكنه الذهاب إلى مزرعة الرجل الثمانيني في الميناء في طرابلس، لإنقاذ الكلاب، بعدما لوحظ عليها علامات التسمُّم.
هل تابعتَ تفاصيل مطالبة التوانسة بمقاطعة مهرجان قرطاج الدولي؟