تدخَّل في اللحظات الأخيرة وأقنع السلطات حتى لا تحدث كارثة.. قصة الطبيب الذي غيَّر خطة إنقاذ “فتية الكهف”

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/09 الساعة 10:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/09 الساعة 10:43 بتوقيت غرينتش
لحظة إنقاذ أحد العالقين في الكهف

أقنع طبيب أسترالي المسؤولين في تايلاند بتغيير خطط إنقاذ الأطفال المحتجزين في أحد الكهوف وإخراج بعض الأولاد الأكثر ضعفاً أولاً من الكهف العالقين داخله.

وقد غاص غواص الكهوف وطبيب التخدير د. ريتشارد هاريس، من مدينة أديلايد الأسترالية، مع فريق الإنقاذ بعد ظهر أمس الأحد 8 يوليو/تموز للاطمئنان على الأولاد الـ12 ومدربهم.

هكذا تغيرت الخطة!

وكانت الاستراتيجية المبدئية هي استخراج الأولاد الأقوى أولاً؛ لأنَّ لديهم فرصاً أكبر في العبور إلى بر الأمان، بينما يمكن للآخرين البقاء واستجماع قوتهم، بحسب تقرير لصحيفة  The Daily Mail البريطانية.

لكن وفقاً لوسائل الإعلام التايلاندية، تغيَّر هذا بعدما خلص التقييم الصحي الذي أجراه د. هاريس إلى أنَّ بعض الأطفال الأضعف قد لا يصمدون إذا بقوا.

وأُخرِج أربعة أولاد من الـ12 العالقين إلى بر الأمان مساء أمس الأحد. وستبدأ عمليات إخراج الثمانية المتبقيين ومدربهم بعد ظهر اليوم الإثنين 9 يوليو/تموز بعدما يضع الغواصون أسطوانات أكسجين جديدة على طول طريق الخروج.  

ويعمل د. هاريس، الذي جاء بناءً على طلب الغواصين البريطانيين اللذين يقودان العملية، إلى جانب البحرية التايلاندية و18 أسترالياً آخر على جهود الإنقاذ.

ويمتلك د. هاريس (53 عاماً) خبرة 30 عاماً في الغوص وسبق له العمل على إخراج الجثث من الكهوف.

وبحسب صحيفة The Advertiser الأسترالية، يشتهر هاريس بعثوره على جثة الغواصة المغامرة أغنيس ميلووكا التي نَفَد منها الهواء في كهف تانك قرب مدينة تانتولا جنوب شرقي ولاية أستراليا الجنوبية عام 2011.

أخبر ديفيد سترايك، وهو منظم رحلات غوص يعرف د. هاريس منذ أكثر من عقد، شركة Fairfax Media الإعلامية بأنَّه "يغوص منذ أكثر من 30 عاماً، وعادةً ما يسارع لاقتناء الجديد في تكنولوجيا الغوص ليساعده في استكشاف وتصوير الكهوف في أستراليا وخارجها".

وأضاف: "في السنوات القليلة الماضية، اشترك في عمليات غوص استكشافية في الكهوف في أستراليا والصين وجزيرة كريسماس ونيوزيلندا. لديه شغف مُتَّقِد تجاه سلامة الغوص واستقصاء الحوادث".

وأردف: "وبعيداً عن خبرته في استكشاف الكهوف، فإنَّه بصفته طبيب تخدير ومحترفاً لمهنة الطب ومنخرطاً في طب الطوارئ، دائماً ما يفاجئني بقدرته على التقييم الهادئ لأي موقف ومن ثَمَّ يتصرف على نحوٍ مناسب".

كيف تمت العملية؟

وصفت السلطات التايلاندية عملية الإنقاذ بأنها حساسة ومعقدة؛ نظراً لأن الكهف تغمره المياه، فضلاً عن أن نسبة الأكسجين فيه تتضاءل، الأمر الذي وضع المنقذين أمام سباق مع الزمن؛ لتجنب المزيد من المخاطر، فكيف وصلوا لحل؟

التقسيم إلى مجموعات

وأخرج 13 غواصاً أجنبياً وخمسة من أفراد القوات الخاصة التابعة للبحرية التايلاندية الفتية عبر ممرات ضيقة مغمورة بالمياه، في مهمة أودت بحياة غواص سابق بالبحرية التايلاندية، يوم الجمعة الفائت.

غواصان رافقا كل طفل خلال عملية الإنقاذ
غواصان رافقا كل طفل خلال عملية الإنقاذ

وتم تقسيم الأولاد المحتجزين إلى أربع مجموعات؛ حيث تضم المجموعة الأولى أربعة أولاد، بينما تضم ثلاث مجموعات أخرى ثلاثة أطفال فقط.

وبدأت خطة الإنقاذ في تقليل منسوب المياه داخل الكهف؛ كي يتسنَّى لفرق الإنقاذ إخراج الأطفال، وقال قائد مهمة الإنقاذ، نارونجساك أوسوتاناكورن، إن فرق الإنقاذ تدرَّبت على الخطة لعدة أيام، وتمكَّنت من خفض منسوب المياه داخل الكهف بدرجة كبيرة.

وذكر موقع Channel News Asia أن كل واحد من الأطفال الأربعة الذين خرجوا، كان مصحوباً باثنين من الغواصين، وأنهم تحركوا في ظلام دامس وعبر ممرات ضيقة داخل الكهف.

عملية إنقاذ طويلة

#ภาพระหว่างลำเลียงขึ้น ฮ.ทหารโดยทีมสนามเพจบิ๊กเกรียน#บิ๊กเกรียน

Posted by บิ๊กเกรียน on Sunday, July 8, 2018

بدأت عملية الإنقاذ في الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت تايلاند، بعد إخطار عائلات الأطفال بالعملية. وخرج أول طفل من الكهف في الساعة 5:40 مساءً بالتوقيت المحلي، ثم لحق به الطفل الثاني بعد عشر دقائق، وفي الساعة 7:40 خرج الطفل الثالث، وبعده بـ10 دقائق الطفل الرابع.

واستخدم الغواصون حبلاً خارجياً لإرشادهم إلى طريق الخروج بعد الوصول إلى المنطقة التي يُحاصر فيها الأطفال، وتم تجهيز كل طفل بأسطوانة أكسجين، وبينما يسحبه أحد الغواصين، يتقدم غواص آخر لاستكشاف الطريق عبر حبل الاسترشاد.

وأشارت السلطات التايلاندية إلى أن المنقذين أمضوا 5 ساعات حتى وصلوا إلى الأطفال عند مدخل الكهف، وست ساعات لإعادتهم، بما في ذلك ساعة استراحة، وعلى الأطفال أن يسيروا على أقدامهم عبر المناطق الموحلة أو التي لم تغمرها المياه.

وأشار قائد مهمة الإنقاذ، نارونجساك أوسوتاناكورن، إلى أن جميع الأطفال الذين تم إنقاذهم ارتدوا قناعاً كاملاً للوجه مخصصاً للغطس، وتم حملهم بواسطة الغواصين عبر ممرات الكهف حتى إخراجهم.

وتتم عمليات الإنقاذ على مستويين رئيسيين؛ الأول مساعدة الأطفال الذين تم إخراجهم، والثاني استمرار تقديم المساعدات للثمانية الباقين ومدربهم، والذين ما زالوا عالقين داخل الكهف.

وفي خارج الكهف، كانت سيارات إسعاف مجهزة تنتظر الأطفال الناجين لنقلهم إلى مهبط مروحية تابعة للجيش، وأظهر مقطع فيديو، نشرته وسائل إعلام تايلاندية، فريقاً طبياً يُجلي الأطفال الأربعة، وينقلهم إلى طائرة هليوكوبتر عسكرية إلى مستشفى شيانغ راي براتانوكرو.


اقرأ أيضاً

خرج إذاً 4 من "فتية الكهف" إلى بر الأمان.. والآن إليك كيف تمت عملية إنقاذهم المعقدة والخطيرة

أول فيديو لإجلاء 4 من "فتية الكهف" بعد إنقاذهم في مهمة محفوفة بالمخاطر.. مسؤول تايلاندي يشرح كيف أخرجوهم

تحميل المزيد