تفاصيل جديدة عن أشْهَر مجرمي فرنسا الذي فرَّ من السجن بهليكوبتر.. “لص أديب” ارتكب أول سرقة في السادسة من عمره ويحلم بالعيش في إسرائيل

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/03 الساعة 14:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/03 الساعة 14:56 بتوقيت غرينتش

دفعت السلطات الفرنسية، الإثنين 2 يوليو/تموز 2018 ، بنحو ثلاثة آلاف شرطي، للبحث عن سجين تمكَّن من الهرب، الأحد 1 يوليو/تموز، على متن طائرة مروحية، حطَّت في فناء السجن.

وقال رئيس الوزراء، إدوارد فيليب، في تصريح لراديو "آر تي إل" المحلي، إن 2900 شرطي يبحثون عن السجين "رضوان فايد"، المحكوم 25 عاماً لإدانته بالسطو المسلح وقتل شرطية عام 2010. وتابع: "نحن نعلم أنه أمر خطير، وهناك حاجة إلى هذه التعبئة للعثور عليه".

ويعد رضوان فايد أحد رموز عالم السرقة الفرنسي، وتحظى قصته بمتابعة كبيرة من قبل الفرنسيين، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي ينجح فيها السجين ذو الأصول الجزائرية في الفرار من السجن.

فصل جديد لسيرته الذاتية "اللص، مدن اللصوصية العظيمة"

وذكرت صحيفة Le Monde الفرنسية، أنه باعتباره أحد أكبر هواة أفلام العصابات، لم يتردد رضوان فايد في إضافة فصل جديد إلى سيرته الذاتية، اختار لها عنوان "اللص، مدن اللصوصية العظيمة". وقد نُشر هذا الكتاب بغية تعزيز الهالة التي بناها حوله بعناية فائقة. وقد نجح هذا اللص الشهير في إنجاز هروب "استثنائي"، وفق ما وصفته وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبي. وقد فرَّ فايد من سجن ريو، في ضاحية سين إي مارن، على متن طائرة مروحية.

ويقضي فايد حكماً بالسجن مدته 20 سنة، على خلفية تورطه في عملية سرقة فاشلة انتهت بمقتل الشرطية الشابة أوريلي فوكيه، بالإضافة إلى إدانته بالسجن لمدة 10 سنوات أخرى، بتهمة محاولة هروب سابقة. وفي سن 46، سجل رضوان فايد نفسه كرمز من رموز اللصوصية الفرنسية.

أول "جريمة سرقة" عندما كان عمره 6 سنوات

وحسب الصحيفة الفرنسية، فقد وُلد رضوان فايد في عائلة تضم الكثير من الأفراد، وقطن في حي سكني في منطقة "كراي"، الواقعة بإقليم "واز"، يكون فيه الإيجار متوسطاً. وهو ابن لعامل أصوله جزائرية. وقد ارتكب فايد أول جريمة سرقة وهو يبلغ من العمر 6 سنوات، عندما سرق عربة تسوق معبأة بالحلوى من المحل. ومع بلوغه سن الثانية عشرة، قرر فايد أن يصبح لصاً، حيث ساهم إهمال والديه له في دخوله بسرعة إلى عالم اللصوصية. ومن جهتها، أطلقت عليه الشرطة كنية "رعب منطقة كراي".

وسرعان ما تحول إلى أبرز زعماء العصابات

تحدَّث شرطي فرنسي منذ سنوات عن فايد، مؤكداً أنه "كان محل متابعة، خاصة أنه يعد أحد زعماء عصابات أحياء السكن، التي يكون فيها الإيجار متوسطاً. وقد نجح هذا الجيل الجديد في اختراع مفهوم مبتكر في عالم اللصوصية، يتمثل في "الذود بسرعة"، القائم على المال وتجارة المخدرات. كان فايد أخصائي قيادة السيارات لأنه يحب المغامرة، ولأنه أراد أيضاً أن يشبه الكبار الذين تجاوزوا هذا النوع الخطير والمجنون من المهمات.

وخلال شهر يناير/كانون الثاني سنة 2011، ظهر رضوان فايد في تقرير مصور، أظهر "زعماء الحي" وهم يثنون على أنفسهم على طريقة البلطجية القديمة. وخلال ثرثرته أمام الكاميرا، فسَّر فايد كيف سرق سيارة، قائلاً: "هذه أكبر عملياتي". وذكرت مصادر عن الشرطة الفرنسية، أن فايد على اتصال بعسكريين سابقين في إسرائيل، الدولة التي لجأ إليها خلال هروبه الأول، كما أنه يأمل في أن يستقر فيها يوماً ما.

"توبة" اللص "الأديب" والعودة إلى عالم الجريمة

وخلال سنة 2010، تحديداً في خضم الفترة التي اعترف فيها بأنه تخلى عن هذه الأعمال، تلقَّى فايد العديد من الدعوات الإعلامية من وسائل إعلامية مختلفة، على غرار التلفزيون، حيث أكد أنه أصبح يعمل مديراً تنفيذياً تجارياً. ويلقب فايد لدى أوساط الشرطة "بالأديب"، بعد نشره لسيرته الذاتية، الأمر الذي ساهم في قيامه بجولة إعلامية بين استوديوهات التلفاز وهو يرتدي قميصاً أبيض، معبراً لمستمعيه عن مدى إحساسه بالراحة "بعد طيِّ صفحة اللصوصية"، قبل أن يعود سريعاً إلى هذا العالم.

ومن جانبها، تصنف العدالة الفرنسية فايد بأنه "العقل المدبر" لعملية السطو الفاشلة، التي تسبَّبت في مقتل أوريلي فوكيه، التي قتلت برصاصة رشاش خلال عملية مطاردة مجنونة على الطريق السريع، في 20 مايو/أيار سنة 2010، في منطقة فال دو مارن.

بالإضافة إلى ذلك، اكتسب فايد أيضاً شهرته عبر محاولتين سابقتين للهروب من السجن، مستوحاتين -حسب اعترافه الخاص- من فيلم "حرارة" (Heat) للمخرج مايكل مان. كما اعترف أنه شاهد هذا الفيلم عشرات المرات. وقد درس جيداً دور أبطال الفيلم، حيث فهم كيف يسرق بدقة ويتنكر، مقتدياً بروبرت دي نيرو.

أول عملية فرار ناجحة

في 13 أبريل/نيسان سنة 2013، هرب فايد من سجن"ليل-سيكيدان" في عملية امتدت على مدار نصف ساعة على الأقل، كما قام باتخاذ أربعة حراس كرهائن. وفي هذا الصدد، قال فايد لرهائنه قبل أن يتخذهم كدروع بشرية: "لا أعتقد أنكم تريدون التعرض للقتل من أجل 1500 يورو في الشهر". بعد ذلك، فجَّر فايد خمسة أبواب، من ثمّ استقل سيارة أحضرها له شريك في العملية. وامتد هروبه لبضعة أسابيع، قبل أن يقبض عليه مع نهاية شهر مايو/أيار سنة 2013.

وبحسب أحد الحراس الذين يتداولون على سجن "فيندين لي فييل"، يتجنب فايد الدخول في جدال مع طاقم الحراس. في المقابل، لا يعني ذلك ألا نكون حذرين، حيث يُخفي دائماً في جزء من دماغه فكرة الهروب. كما يخفي وراء تعامله الجيد مع الحراس ووراء شخصيته المهذبة، لعبةً ما".

في انتظار كتابة مصير فايد

أدين رضوان فايد في مناسبتين سنة 2017، حيث سُجن في المرة الأولى لعشر سنوات بعد هربه من سجن "ليل-سيكيدان"، كما أدين بالسجن لمدة 18 سنة، بعد اتهامه بالهجوم على سيارة مصفحة  في منطقة "باد كاليه" سنة 2011، وقد طالب بإعادة المحاكمة من جديد في هذين التهمتين.

كانت نهاية فيلم Heat سيئة، فدور رجل العصابة والبطل، الذي يتقمصه روبرت دي نيرو، قد انتهى بمقتله بعد عملية مطاردة طويلة على طول مدرج هبوط مطار لوس أنغلوس. ونحن الآن في انتظار كتابة مصير رضوان فايد.

علامات:
تحميل المزيد