ممثل كوميدي يوقع ترمب وكوشنر في مقلب، البيت الأبيض لم يكشف الخدعة رغم الضحك!

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/30 الساعة 11:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/30 الساعة 21:38 بتوقيت غرينتش

تعرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمقلب أوقعه به كوميدي حين هاتفه مازحاً يوم الأربعاء 27 يونيو/حزيران، مدعياً أنَّه السيناتور روبرت مينينديز، وذلك بينما كان ترمب على متن طائرته الرئاسية في طريقه عائداً إلى العاصمة واشنطن عقب المشاركة في مؤتمر جماهيري بولاية نورث داكوتا.    

ونشر الكوميدي جون ملينديز، وهو مؤدٍّ مُخضرَم في برنامجي The Howard Stern Show وThe Jay Leno Show، حلقة صوتية يوم الخميس 28 يونيو/حزيران، تشمل تسجيلاً لمحادثة مدتها ثلاث دقائق تجمعه مع مَن يبدو أنَّه الرئيس.

وقال الشخص الذي يُفتَرَض أنَّه الرئيس: "أهلاً بوب، كيف حالك؟ تهانينا على كل شيء. أنا فخور بك. لقد مررت بموقف صعب للغاية، ولا أعتقد أنَّه كان عادلاً أيضاً، لكن تهانينا"، وذلك في إشارة إلى تسوية التحقيق في تهم بالفساد الذي استمر لخمس سنوات مع السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيو جيرسي، بحسب تقرير لصحيفة  The Guardian البريطانية.    

وناقش الاثنان بإيجاز قضية الهجرة، وأكد ترمب: "أريد أن أكون قادراً على التعامل مع الموقف تماماً مثل أي شخص آخر في مستوى قمة الإدارة. أُفضِّل أن أتبنى الحل الجذري وليس المؤقت".       

وحثَّ الكوميدي الرئيس على تسمية مرشح للمحكمة العليا لا يكون شديد المُحافَظة، وهو ما أجاب عليه ترمب قائلاً إنَّ لديه "لائحة طويلة من الأشخاص"، وسيعلن عن مرشحٍ في غضون 12-14 يوماً.    

ساعة ونصف من أجل الوصول إلى الرئيس!

وفي تصريح لشبكة CNN الأميركية، قال ملينديز، الذي يُقدِّم فقراته تحت اسم "جون المُتلَعثِم"، إنَّه "صُدِم" حين تلقّى مكالمةً عقب إجرائه سلسلةً من المكالمات المازِحة لمركز الهواتف بالبيت الأبيض، مُضيفاً: "لم أصدق أنَّ الأمر استغرق منا ساعة ونصف الساعة للوصول إلى جاريد كوشنر ودونالد ترمب على هاتف طائرة الرئاسة".          

وبدأت المزحة حين اتصل ملينديز ومنتجه بالبيت الأبيض وطلبا التحدث إلى الرئيس. لكن حين رُفِض طلبه الذي قدمه باسمه الحقيقي، حاول ملينديز مرةً أخرى، لكن هذه المرة مُستخدِماً لكنةً بريطانية زائفة، مُدَّعياً أنَّه مساعد للسيناتور مينينديز.   

وسجَّل عامل الهاتف رسالة من السيناتور المزيف، وذلك على الرغم من حقيقة أنَّه يمكن سماع ملينديز ومنتجه يضحكان على الهاتف.

ثم يوضح التسجيل الصوتي لاحقاً أنَّ الكوميدي تلقى مكالمة من مركز الهواتف تطالب بتأكيد رقم هاتف السيناتور. وبرغم تنويهه بأنَّ رقم الهاتف الذي يتصل منه الكوميدي ليس موجوداً في سجلاتهم ضمن أرقام مينينديز، تقبَّل عامل الهاتف تفسير ملينديز بأنَّه كان في عُطلة.

كوشنر اتصل بالممثل

ويشرح ملينديز بعدها أنَّه تلقى مكالمةً من جاريد كوشنر، صهر ترمب، قبل أن يُشغِّل تسجيلاً صوتياً لما يبدو أنَّه مكالمة من ترمب.  

لم يستجب البيت الأبيض على الفور لطلب صحيفة The Guardian البريطانية بالتعقيب على التسجيل المُذاع، غير أنَّ مسؤولاً بالبيت الأبيض أدلى بتصريح لشبكة CNN لا يُشكِّك في صحة التسجيل؛ إذ قال: "يرغب الرئيس في أن يُسهِّل على الأعضاء الوصول إليه، ويحب الانخراط معهم، ويرغب في أن تكون لديهم الفرصة للتواصل. أما الجانب السلبي لهذا، فهو أنَّه أحياناً تكون قنوات التواصل هذه مفتوحة بدرجة أكبر من اللازم، لذا تحدث أخطاء مماثلة".      

وأفادت مجلة Politico بأنَّ البيت الأبيض كان "يتدافع" أول من أمس الخميس 28 يونيو/حزيران، ليكشف كيف استطاع مدبر المقلب الوصول إلى الرئيس بهذه السهولة، فيما ذكر موقع Axios أنَّ طاقم موظفي البيت الأبيض "مذعورون" بسبب هذا الاختراق.  

ليس ترمب وحده

وترمب بعيدٌ كل البعد عن أن يكون الرئيس الوحيد في العالم الذي ينخدع بمكالمة هاتفية زائفة.

ففي شهر مايو/أيار الماضي، تحدث وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون هاتفياً لمدة 18 دقيقة مع مُدبِّر مقالب روسي تظاهر بأنَّه رئيس الوزراء الأرميني. وفي عام 1995، تحدَّثت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، لمدة 17 دقيقة مع أحد المُقدِّمين في محطة إذاعية كندية تظاهر بأنَّه رئيس الوزراء.         

من جانبه، أصدر السيناتور مينينديز الحقيقي بياناً انتقد فيه سياسة البيت الأبيض بخصوص فصل الأطفال المهاجرين عن آبائهم على الحدود، وقال إنَّه "يُرحِّب بأية فرصة للانخراط في محادثة حقيقية مع الرئيس حول التمسك بالقيم الأميركية التي أنارت الطريق لسياستنا القائمة على أساس الهجرة العائلية على مدار القرن المنصرم".

وفي تغريدة على تويتر، أجاب دايموند وسيلك (Diamond and Silk)، وهما اثنتان من نجوم يوتيوب المؤيدين لترمب، على هذا الجدل قائلتين: "لابد أن يحظر القانون انتحال أي كوميدي شخصية مسؤول حكومي". يُذكَر أنَّ دايموند وسيلك مثلتا أمام مجلس النواب الأميركي مؤخراً للإدلاء بشهادتهما حول مزاعم فرض موقع "فيسبوك" رقابة على مستخدميه المحافظين.   

تحميل المزيد