ارتفاع أسعار الكهرباء يفجر أزمة بالسعودية.. الفواتير تطال بيوتاً غير مأهولة وحتى الأمراء يشتكون

عبَّر السعوديون عن تذمرهم من ارتفاع أسعار الكهرباء، بعد صدور الفاتورة الإلكترونية لشهر يونيو/حزيران 2018، والتي جاءت وفق الأسعار الجديدة.

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/30 الساعة 20:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/30 الساعة 20:01 بتوقيت غرينتش

عبَّر السعوديون عن تذمرهم من ارتفاع أسعار الكهرباء، بعد صدور الفاتورة الإلكترونية لشهر يونيو/حزيران 2018، والتي جاءت وفق الأسعار الجديدة.

وعبر هاشتاغ "فاتوره الكهرباء" شارك آلاف السعوديين قصصهم واحتجاجاتهم، فضلاً عن مطالبتهم للجهات العليا بالتدخل لإيقاف الأمر، الذي وصفوه بـ"غير المنطقي"، فيما توقع آخرون أن تكون شركة الكهرباء السعودية "مخترقة من الأعداء، لاسيما أن بعض موظفيها غير سعوديي الجنسية، وغير مسلمين".

الكاتب رواف السعين، ظهر عبر فيديو نشَرَه بحسابه في تويتر، تحدَّث فيه عن "الفواتير المبالغ فيها، وتساءل عن الكمِّ الضخم في هذه الزيادات وأين ذهب؟ مضيفاً "أنا الحين مواطن عادي في تويتر وأحارب الأعداء، ولا أدري الآن أأُحارب الأعداء أم أحارب شركة الكهرباء؟ ما الذي يضمن لي ألا تذهب تلك المبالغ الإضافية إلى أعداء الوطن".

حتى الشقق غير المأهولة

لم تقتصر فواتير الكهرباء على الشقق المأهولة بالسكان، إذ طالت كذلك بعض الشقق الخالية من أصحابها المسافرين، والذين عبَّروا عن استغرابهم من صدور فواتير بحقهم رغم عدم وجودهم في السكن.

وقال المراسل التلفزيوني بدر رافع، إن شقته مقفلة وفارغة من السكان لثلاثة أسابيع، حين كان مسافراً، ورغم ذلك وصلته فاتورة بقيمة 500 ريال.

ولم تختلف حالة الإعلامي علي هبة كثيراً عن زميله رافع، إذ صدرت فاتورة الكهرباء لمنزله الذي لم يسكنه 22 يوماً حوالي 410 ريالات، رغم عدم وجود أدوات كهربائية تعمل فيه سوى ثلاجة واحدة.

كذلك صدرت فاتورة كهرباء على منزل ما زال قيد الإنشاء ولم يُسكَن بعد، ولا يوجد بداخله أي "لمبة" تعمل بقيمة 880 ريالاً.

واتهم الكاتب والإعلامي صالح العمودي شركة الكهرباء بفرض الفواتير بتقديرها، ودون وجود أسس واقعية أو صحيحة لكمية الاستهلاك.

دعوات للتظلم من الفواتير وعدم الدفع

الأسعار المبالَغ بها للفواتير دفعت بعض النشطاء إلى شرح الطريقة التي يتم من خلالها احتساب قيمة فاتورة الكهرباء، وذلك عبر الحصول على رقم عداد الساعة، وطرح رقم الفاتورة السابقة منه، لينتج عنه رقم الاستهلاك، ويجري بعد ذلك ضرب رقم الاستهلاك بالسعر المعتمد من الوزارة، لتخرج قيمة الاستهلاك الحقيقية.

وأوضح الكهربائي السعودي منصور الشبشيبي أن الاعتراض على الفواتير التي يشعر المواطن بأن قيمتها عالية أو مبالغ فيها حق لجميع المواطنين، داعياً إلى مراجعة شركة الكهرباء حال الشك بقيمة أي فاتورة.

شكاوى الأمراء

في يناير/كانون الثاني 2018، قال النائب العام في السعودية، إن السلطات اعتقلت 11 أميراً سعودياً، بعد أن تجمهروا في قصر الحكم في الرياض، في احتجاج نادر على إجراءات تقشف شملت إيقاف سداد فواتير الكهرباء والماء عن الأمراء.

قبل تلك الحادثة كان الأمراء في السعودية معفيين من دفع فواتير الكهرباء والمياه، إلا أن الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت السعودية في تطبيقها مؤخراً شملت خفض الدعم وفرض ضريبة القيمة المضافة، وتقليص مزايا كان أعضاء العائلة الملكية يتمتعون بها، في محاولة للتكيف مع انخفاض أسعار النفط التي تسبَّبت في عجز في موازنة 2018، قدر بنحو 195 مليار ريال (52 مليار دولار).

وعبّر الأمير سعود محمد العبدالله الفيصل، عبر حسابه في تويتر، عن اعتراضه على فاتورة الكهرباء التي جاءت على قصره بقيمة 21 ألف ريال سعودي، رغم عدم وجوده فيه.

شركة الكهرباء تخرج عن صمتها

"السعودية للكهرباء" اضطرت، وتحت الضغط الشديد الذي تعرّضت له من قبل المغردين، إلى إصدار بيان توضيحي حول ارتفاع الأسعار، دعت فيه مشتركيها الذين لديهم اعتراض أو ملاحظات على فواتيرهم للتواصل معها، عبر قنوات الاتصال المتعددة، مثل مركز الاتصال والموقع الإلكتروني، وحساب "تويتر" لخدمات المشتركين.

وأشارت الشركة إلى أن ارتفاع الفواتير يعود في المقام الأول إلى تصحيح أسعار التعريفة الكهربائية هذا العام، حسب شرائح الاستهلاك في القطاع السكني، إضافة إلى تغيير أنماط الاستهلاك في فصل الصيف، من خلال الارتفاع الكبير في استخدام أجهزة التكييف، موضحة أن 70% من قيمة استهلاك الفاتورة يعود في الغالب إلى استخدام أجهزة التكييف.

ولفتت الشركة إلى أنها قامت مؤخراً بتوحيد إصدار جميع فواتير جميع المشتركين، والبالغ عددهم 9 ملايين مشترك، في يوم الثامن والعشرين من كل شهر ميلادي، بناء على المرسوم الملكي.

في المقابل، اتهم عشرات النشطاء الشركة بحظرهم عبر موقع "تويتر"، بعد تقديم احتجاجاتهم، لتردّ الشركة بنفي قيامها بحظر أي مواطن، إلا أن الأشخاص الذين تعرّضوا للحظر أكدوا أنها أصدرت بيانَ النفي بعد أن قامت بإلغاء حظرهم.