تُخلّصك من السياسيين وتمنحك حرية اختيار الحكام.. شركة بناء “جزر عائمة” تمنح 100 ألف دولار لمن يخوض المنافسة

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/28 الساعة 18:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/29 الساعة 06:46 بتوقيت غرينتش

تعرض شركة Blue Frontiers لبناء الجزر العائمة الصناعية كوسيلة للتكيف مع التغير المناخي، مبلغ 100 ألف دولار على الشركات الناشئة ورجال الأعمال نظير إقناع حكوماتهم باستضافة جزيرةٍ عائمة في بحار بلادهم.

وقالت صحيفة The Guardian البريطانية  إن الشركة أجرت العديد من المناقشات مع حكومة بولينزيا الفرنسية من أجل بناء نموذج مبدئي للجزيرة العائمة في بلادهم. ولكن بعد اندلاع الاحتجاجات وزيادة التيارات المعارضة، صرحت الحكومة بأنَّها لن تستكمل تنفيذ المشروع، وكذلك لن تعاون الشركة لبناء جزيرة تجريبية.

وأطلقت الشركة الآن حملةً عالمية مستميتة، تهدف إلى إيجاد بلدٍ مضيفٍ جديد يسمح ببناء جزيرة عائمة تضم مجتمعاتٍ مستدامة، وهي تروج للجزيرة على أنَّها تقدِّم حلاً لاكتظاظ السكان بالمجتمعات الحضرية، إلى جانب أنَّها وسيلة لتخفيف خطر ارتفاع مستوى البحر.

لاقت الفكرة انتقاداتٍ من خبراء التنمية المستدامة، معللين ذلك بأنَّ الجزيرة ستقتصر على طبقة الأثرياء، وتخلق فرصة لـ"الفصل العنصري بأسوأ أنواعه".

اشتهر مفهوم الحركة وفلسفتها باسم "بناء المساكن على مياه البحر"، وستمتلك المجتمعات العائمة هيئة حكم فريدة مستقلة عن الدولة المضيفة لها. وستضم الجزر صوباً زجاجية ومطاعم وفنادق ومكاتب.

أسهم بيتر تيل، المواطن النيوزيلندي والمؤسس المشارك لموقع PayPal، في تمويل معهد Seasteading Institute برأس المال اللازم لتوسيع أعماله، والذي انبثق منه في وقتٍ لاحق شركة Blue Frontiers. وكتب تيل في مقالٍ نُشِرَ عام 2009: "بين الفضاء السيبراني والفضاء الخارجي تكمن إمكانية إعمار المحيطات".

عمل المعهد على ما سماه "مجتمعات دائمة ومبتكرة عائمة بالبحر"، وكان في صدد البحث عن دولة مضيفة لهذه التجربة. يهتم المعهد بالجانب الاجتماعي؛ إذ يسعى إلى خلق نوع جديد لمجتمعات شبه مستقلة، ويعتبر المدن العائمة طريقة مناسبة لتجربة أساليب جديدة لإدارة المجتمع.

نموذج جزيرة عائمة
نموذج جزيرة عائمة

ورغم أن المخطط الأساسي كان يقضي بإقامة هذه المدن وسط المحيطات، فإن المعهد وجد أن إقامة هذه المدن بالقرب من دول مضيفة سيسمح لسكانها بالانتقال إلى البر وشراء السلع، وسيحميهم أكثر في حال حصول ظروف مناخية قاسية، وفق ما نقلته صحيفة "الديلي ميل".

وسبق أن ادَّعى المعهد أنه سوف "يعطي الناس الحرية في اختيار الحكومة التي يريدون بدلاً من إجبارهم بالحكومة الموجودة. وفي حال اختلاف السكان مع حكومة المدينة، يمكنهم أن يجذفوا مستعمراتهم الى مدن أخرى، ما يضطر الحكومات إلى العمل لجذب المواطنين"!

للمشاركة في المسابقة، يجب على رائد الأعمال تأمين "خطاب دعوة عام من الحكومة الرسمية" في بلاده، وكذلك إرسال صور ومقاطع فيديو للموقع المقترح لبناء الجزيرة العائمة عليه، وتجاوز فحص الخلفية الجنائية.

وسيتقدم رواد الأعمال الحاصلين على المراتب العشر الأولى لزيارة موقع الشركة في روتردام، وقبل اختيار الفائز، سيحصل رائد الأعمال على 100 ألف فاريون (عملة رقمية)، وذلك "بمجرد موافقة الحكومة على التشريع المطلوب لتنفيذ مشروع الجزيرة التجريبي، إضافةً إلى أنَّك ستحصل على مبلغ 100 ألف دولار أميركي بمجرد تنفيذ بناء الجزيرة بالفعل".

وقالت شركة Blue Frontiers إنَّ "الجزيرة العائمة من شأنها جلب استثماراتٍ قيمتها 60 مليون دولار أميركي للدولة المضيفة".

وفقاً لموقع المسابقة، ينحدر رواد الأعمال المشاركين بالفعل من فانواتو، وكمبوديا، وفيتنام، وكولومبيا، والمكسيك، ودولٍ أخرى. ويقول مقطع فيديو المسابقة: "تغطي المياه 70% من مساحة الكوكب، ومع ذلك فالشعوب المتحضرة لم تذللها لخدمتها. هل أنتم مستعدون للبناء فوق المسطحات المائية، الحدود التالية لعالمنا؟".

منذ فترةٍ طويلة تُناقَش مسألة بناء الجزر العائمة منذ وقتٍ طويل، على أنَّها حلٌ ممكن لارتفاع مستوى البحر، لا سيما في جزر المحيط الهادئ.

وكان من المقترح أن يتم إنشاء أول دولة عائمة مستقلة بالمحيط الهادئ في عام 2022 وستكون خارج الأنظمة الحكومية، مستخدمةً عملة "Vayron"، وهدفها الأسمى التخلص من السياسيين وتأثيرهم.

وتضمنت الخطط ساعتها إنشاء مدينة في قلب البحر، تضم 300 منزل، بالإضافة إلى مجموعة من الفنادق والمطاعم والمكاتب وغيرها، تم بناؤها في المحيط الهادئ قبالة جزيرة تاهيتي.

وفي عام 2011، قال أنوتي تونغ، رئيس كيريباتي آنذاك، إنَّه كان يفكر جدياً في نقل جميع سكان بلاده، البالغ عددهم 100 ألف شخص، إلى الجزرالجديدة التي تشبه منصات النفط. وقال تونغ في حديثه إلى منتدى جزر المحيط الهادئ: "في آخر مرة اطلعتُ فيها على النماذج، ذُهلت كثيراً؛ لأنها تشبه الخيال العلمي أو كأنَّها شيءٌ ما في الفضاء. إنَّها حديثة لدرجة تجعلني أشك فيما إذا كانت شعوبنا ستقدر على المعيشة بها".

واستدرك: "ولكن، ماذا ستفعل لأحفادك؟ إذا واجهك خيار الغرق أنت وعائلتك، هل ستقفز فوق منصة نفط مثل تلك؟ أعتقد أنَّ الإجابة ستكون نعم".

جديرٌ بالذكر أنَّ العديد من الدول حول العالم، مثل هولندا واليابان ودبي وهونغ كونغ، بنت جزراً اصطناعية لتكون بمثابة مطارات ومساكن للبشر.

 

علامات:
تحميل المزيد