سائح خليجي يطلب سيارة أوبر في السعودية فيفاجئ بالسائق امرأة… لكن مهلاً هذه ليست الحقيقة الكاملة لما حصل

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/26 الساعة 16:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/26 الساعة 16:13 بتوقيت غرينتش

وثق المواطن الكويتي عبد الرزاق المطوع عمل أول سيدة سعودية على خدمة التوصيل "أوبر" في مقطع فيديو أثار موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يخل من الاتهامات للشركة العالمية بالـ"تسويق الرخيص"على حد وصف متابعين.

كانت شركتا "كريم" التي تؤمن سيارات نقل عبر تطبيق هاتفي، ومقرها دبي، و"أوبر" العالمية، أعلنتا أنهما ستوظفان سائقات في السعودية بعد إعلان العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز في أيلول/سبتمبر 2017 رفع حظر القيادة المفروض على السعوديات في المملكة المحافظة.

لم يعبّر المطوع عن دهشته من وصول سيدة لنقله من مطار الرياض بشكلٍ صريح، بل تجلّت تلك الدهشة في صوته وسؤاله للشابة "أأنت أوبر؟"، قبل أن تجيبه "نعم  ويجب أن تجلس على المقعد الخلفي".

وعبرت "كابتن أوبر" عن شعورها بالسعادة لعملها على السيارة، مؤكدة أن أي فتاة بإمكانها العمل كسائقة مع تطبيق التوصيل "أوبر" الذي لا يميز بين الشاب والفتاة في ذلك، ولا يظهر للعميل ما إن كان القادم لتوصيله هو رجل أو امرأة.

سعوديون غاضبون: تسويق رخيص من أوبر

قيادة المرأة السعودية للسيارة وإن كانت قد بدأت بالفعل بعد قرار ملكي، إلا أنها مازالت تثير انقساماً مجتمعياً حولها في السعودية، والقطاع الذي يعارض عمل المرأة في أوبر أوسع من الذي يعارض قيادتها للسيارة بشكل عام. فالبعض يؤيدون قيادة المرأة للسيارة لكن يعارضون عملها كـ"كابتن" في شركات التوصيل مثل "أوبر" و"كريم".

وأكد بعض المغردين السعوديين تعرّفهم على السائقة التي ظهرت في الفيديو، مؤكدين أنها عهود العريفي التي تعمل كمدير للتسويق في شركة أوبر، معتبرين "انتحالها" صفة شابة سعودية تعمل كسائق حركة تسويق "رخيصة" من الشركة العالمية.

وتعرضت العريفي لموجة هجوم لاذعة عبر هاشتاغ حمل اسمها، معتبرين أنها "أهانت المرأة السعودية بأسلوب تسويق فاشل"، محملينها وشركة أوبر مسؤولية هذه الإساءة، ومطالبين النيابة العامة بالتدخل.

أوبر وميزة تفضيل الإناث

وأعلنت شركة "أوبر" عبر موقعها الإلكتروني عن خطتها لتجربة خاصية جديدة ستتوفر للنساء في السعودية، ستُمكّنهن من تفضيل الركاب الإناث على التطبيق، وذلك  لتحسين المردودات للنساء وتلبية لرغبتهنّ بالاستفادة من الفرص الاقتصادية التي توفرها أوبر، فضلاً عن تلبية ماتفضله السائقات.

وقال بيير ديمتري جور كوتي، رئيس أوبر في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، عن إطلاق الخاصية الجديدة "يشرفنا أن نلعب دوراً في هذه اللحظة التاريخية للنساء في المملكة العربية السعودية، كما أننا نفخر بتوفير نفس الفرص الاقتصادية التي يتمتع بها السائقون الذكور لجميع النساء في أنحاء المملكة. لقد قمنا ببناء شراكات مع نساء سعوديات لاستكشاف أفضل الطرق للعمل معهن، وسنستمر بالسماع لآرائهن بينما نبني مستقبل التنقل في المملكة العربية السعودية."

كما أعلنت أوبر عن مركز الدعم الأول التابع لها المخصص للسيدات في الرياض، والذي سيساهم في دعم مجموعة السائقات السعوديات المتوقع انضمامهم للتطبيق.  وسيكون المركز الجديد الوجهة المثالية لدعم السائقات الجدد والرد على جميع أسئلتهن واستفساراتهن المتعلقة بالتطبيق.

وجاء إطلاق هذه الخاصية بعد سلسلة من المبادرات التي أطلقتها أوبر ضمن حملة "مساركِ"، وهي مبادرة تهدف إلى زيادة نسبة مشاركة النساء ضمن القوى العاملة من خلال تمكينهن من الوصول إلى وسائل تنقل بأسعار معقولة، بالإضافة إلى تقديم المزيد من الفرص المرنة للنساء والعمل بدوام جزئي من خلال تقنية أوبر.    

سعوديات يدخلن أسواق العمل

وكالة الأنباء الفرنسية أشارت في تقرير لها أمس الإثنين إلى دخول العديد من السيدات السعوديات إلى سوق العمل في قطاع التوصيل عبر تطبيقات مثل "أوبر" و"كريم".

وعبرت الشابة ريم عن فرحتها بحصولها على أول  طلب نقل ركاب في السيارة التي تقودها، وقالت إنها بكت مرتين فرحاً في يومها الأول في العمل كإحدى أولى سائقات السيارات مع تطبيق " كريم " في السعودية.

ومع رفع الحظر الأحد 24 يونيو/حزيران 2018، بدأت ريم عملها الجديد كـ"كابتنة" مع كريم، إلى جانب 12 امرأة سعودية أخرى.

وقالت ريم: "في الصباح، عندما بدأت بقيادة السيارة شعرت بالدموع تنهمر من عيني"، مضيفة "أوقفت السيارة وخرجت منها للبكاء (…)، لا أصدق أن بإمكاننا القيادة.. إنه حلم. اعتقدت بأنه سيكون أمراً طبيعياً للغاية وأنني سأدخل السيارة وأنطلق. فوجئت بردة فعلي". وتوقفت للحظة ثم تابعت  "لم أتوقع ذلك. أنا أقوم بهذا لأنني أستطيع. لأنه يتوجب على إحدانا أن تبدأ".

وبموجب إحصاءات صادرة عن شركة " كريم "، فإن 70% من الزبائن في السعودية هن من السيدات. وتقدر " أوبر " أن 80% من زبائنها هن من النساء في المملكة، ويعود سبب ذلك إلى أن السعودية كانت حتى منتصف ليل السبت-الأحد الماضي، البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات.

2000 سيدة يردن العمل في كريم!

ويشير عبد الله الياس، وهو شريك مؤسس في تطبيق "كريم"، إلى أن نحو 2000 سيدة تسجلن للحصول على رخصة "كريم" منذ أيلول/سبتمبر الماضي.

ويقول إلياس لوكالة الأنباء الفرنسية إن المتقدمات "يأتين من خلفيات متنوعة تماماً"، موضحاً "لدينا نساء يحملن شهادات جامعية. شهادات ماجيستير. ونساء لا يحملن أي شهادة. ولدينا نساء يرغبن بالقيام بذلك كعمل بدوام كامل. وأخريات يرغبن بالقيام به بدوام جزئي من أجل الحصول على دخل إضافي".

وتحمل غالبية السيدات اللواتي حصلن على رخص قيادة الأحد مثل ريم، رخص قيادة أجنبية، ما سمح لهن بتجنب دروس القيادة والتقديم للامتحان النهائي من أجل رخصة القيادة السعودية.

وبإمكان أي "كابتن" في "كريم" نقل أي زبون، سواء كان رجلاً أم امرأة، ويملك كل من السائق والراكب حق إنهاء الرحلة في أي وقت.

 

 

علامات:
تحميل المزيد