قد لا يكترث الكثيرون بشأن ما يجري خارج الأرض، ولكن ذلك قد يتغير قليلاً عند معرفة أن التهديد المتمثّل في اصطدام كويكب بالأرض قد يشبه ملحمة نهاية العالم -التي وردت في فيلم Armageddon- أكثر واقعية مما يظنّون، حسب موقع Business Insider الأميركي.
وبحسب ما نقلت صحيفة Business Insider، ورغم أنه من غير المحتمل من الناحية الإحصائية أن تتحقق رواية Armageddon التي كان يحاول فيها فريق بقيادة بروس ويليس وبن أفليك منع كويكب عملاق من الاصطدام بالأرض عن طريق قنبلة نووية، فإن وكالة ناسا تأخذ تهديدات الأجسام الأصغر حجماً والأقرب إلى الأرض على محمل الجد.
ناسا تطلق مشروعاً جديداً لحماية الأرض
وبحسب تقرير جديد أصدرته الوكالة الأميركية في مطلع يونيو/حزيران 2018 -وهو يستند على تقرير نُشر في عام 2016– تسعى وكالة ناسا إلى تنسيق استراتيجية عبر عدد من الوكالات الفيدرالية لتحديد مواقع الكويكبات التي قد تمثّل خطراً على الأرض، وتتبّع حركتها وتدميرها.
وقد كُلِّفت الوكالة بتلك المهمّة من قبل الكونغرس الأميركي، الذي أقر قانوناً في عام 2015 يضع على عاتق وكالة ناسا إيجاد الأجسام القريبة من الأرض، والمُحتمل أن تشكّل تهديداً.
كل الخيارات متاحة
وقال ليندلي جونسون، مسؤول الدفاع الفضائي لدى ناسا، في بيان صحفي موجز إنه "إذا ظهر تهديدٌ حقيقي، فنحن مستعدّون لجمع المعلومات حول الخيارات التي قد تفلح في التعامل معه، وإمداد صنّاع القرار بالمعلومات".
نحن في مرمى الكويكبات "قتلة المدن"
وتركّز وكالة ناسا على إيجاد الكويكبات التي يزيد قطرها على 450 قدماً، والتي تُعرف باسم "قَتَلة المدن".
فنحن -بشكل أساسي- نجلس فوق هدف متحرّك بالنسبة لتلك الصخور الفضائية.
يصعب اكتشافها، وتدميرها في غلافنا الجوي سيُدمرنا
ومن الصعب اكتشاف كويكبات بهذا الحجم، على الرغم من أنها قد تُسدد لكوكبنا ضربة قاتلة؛ فإذا اصطدم أحد هذه الكويكبات بالأرض، أو حتّى دخل إلى نطاق غلافها الجوّي، فبإمكانها أن تنفجر بطاقة 60 ميغاطن من مادة تي إن تي على الأقل، أي أشد من أقوى سلاح نووي انفجر في أي وقت بالتاريخ.
في حديث سابق مع Business Insider، قال مارك سايكس، مدير معهد علوم الكواكب إنه "إذا حدث ذلك فوق مدينة، فسيكون هذا يوماً مشؤوماً جداً جداً".
ويوجد مليون منها في الفضاء
وتشير تقديرات العلماء إلى أن هناك أكثر من مليون من تلك الأجسام المدمّرة للمدن، وهي تقع وراء حدود قدراتنا على الاستشعار، وقد اكتشفنا فقط ثلث هذه الأجسام.
وقد تُمثِّل الكويكبات الصغيرة خطراً أيضاً؛ على سبيل المثال، ذلك الكويكب الذي انفجر فوق مدينة تشيليابينسك الروسية في عام 2013، وبسبب حجمه الصغير، لم تكتشفه أي وكالة فضاء قبل دخوله الغلاف الجوّي للأرض. وقد تسبب في تحطيم النوافذ وعددٍ من الإصابات.
وواحد منها أصابنا قبل قرن تقريباً
وفي عام 1908، دمَّر كويكب قطره 150 قدماً مساحة مماثلة تقريباً لمدينة لندن أو نيويورك، حين سقط فوق مدينة تونغوسكا الروسية بقوة تعادل 1000 قنبلة نووية من التي ضربت هيروشيما. ولو ضرب ذلك الكويكب مدينة أخرى كبيرة، فربما كان تسبب في سقوط ملايين الضحايا.
وتحاول ناسا العثور عليها قبل فوات الأوان
وإحدى الطرق التي يرغب العلماء في اتباعها للعثور على تلك الكويكبات تتمثل في كاميرا تصوير الأجسام القريبة من الأرض (NEOCam)، وهي عبارة عن تلسكوب فضائي بإمكانه إيجاد تلك الكويكبات الخطرة باستخدام كاميرا تعمل بالأشعّة تحت الحمراء.
وفي العام الماضي، تعهَّدت ناسا بتمويل مشروع كاميرا الأجسام القريبة من الأرض، إلا أن مستقبل المشروع ليس مؤكّداً، حيث لا تزال تلك التكنولوجيا في مرحلة الدراسة الموسّعة، بحسب ما أورد موقع SpaceNews.
نحن في حاجة للعثور على تلك الكويكبات قبل فوات الأوان؛ ففي مايو/أيّار، أخطأ كويكب بحجم تمثال الحرّية -يبلغ قطره بين 200 و400 قدم- الأرض، وكان أكبر كويكب يقترب على هذا النحو من كوكبنا منذ مئات السنين.
وإقرأ أيضاً..
باستخدام تلسكوب ناسا.. العلماء يكتشفون أنظمة شمسية جديدة تضم كواكب بنفس حجم كواكبنا
مخابئ سرية مذهلة للصمود خلال الحرب النووية.. شاهد أين سيحتمي الموظفون الأميركيون من نهاية العالم