معطف ميلانيا الذي ارتدته وأشعل غضباً.. عبارة كُتبت عليه حولت زيارتها للمهاجرين الذين فصلهم زوجها عن عائلاتهم إلى نقمة (فيديو)

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/22 الساعة 11:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/22 الساعة 12:34 بتوقيت غرينتش

أثارت ميلانيا ترمب زوجة الرئيس الأميركي، عاصفة من الانتقادات لها، بسبب ارتدائها معطفاً مكتوباً عليه "أنا حقاً لا أبالي فهل تبالي أنت؟"، وذلك أثناء رحلتها لزيارة مركز احتجاز الأطفال المهاجرين في ولاية تكساس، وهي قضية حساسة في الأساس وأثارت انتقادات وغضباً عالمياً ضد زوجها.

وقالت صحيفة The New York Times الخميس 21 يونيو/حزيران 2018، إنه عندما مشت سيدة أميركا الأولى بمعطفها وهي متوجهة للمهاجرين، جعلت العالم الذي يشاهدها يشعر بما يمكن أن يُسمى بالغضب.

وعلى شبكة الإنترنت، استُخدمت بعض الكلمات مثل "عديمة الحسِّ"، و"متحجرة القلب" و"غبية أو غير منتبهة" فيما يتعلق باختيارها لهذه السترة.

ودافعت ستيفاني جريشام، مديرة اتصالات ميلانيا ترمب عن زوجة الرئيس، وقالت إنها مجرد "سترة لم تكن هناك أي رسالة مخفية"، بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

وعلقت الصحيفة الأميركية على هذا الرد بالقول: "هي محقة بالطبع. فالرسالة لم تكن مخفية. بل كانت مكتوبة بالحرف على ظهر السيدة الأولى. لكنَّ السؤال يبقى: من كان الجمهور المسهتدف؟".

وكان الافتراض الذي تضمنته الأصوات الغاضبة هو أنَّ الرسالة قُصِد بها أولئك الذين كانت ميلانيا ترمب ذاهبة للقائهم. لكن الأهم هو أنَّ السيدة الأولى كانت لديها بعض التجارب مع الاهتمام الذي تلقاه عندما تمشي لتستقل الطائرة.

ووفقاً لـ  The New York Times فإن ميلانيا تعرف أنَّ الجميع سيكون مهتماً بمشاهدتها. وذكّرت الصحيفة بما فعلته ميلانيا عندما مشت في شهر أغسطس/آب من السنة الماضية على المدرج في قاعدة أندروز الجوية المشتركة، مرتديةً حذاءً بكعبٍ عالٍ رفيعٍ جداً من ماركة مانولو، أثناء الفيضانات التي اجتاحت تكساس!.

وفي ذلك الوقت، بدا أنَّ اختيارها لهذا الحذاء يرمز لبعدها الكبير عن الأذى الذي حصل للسكان، وأصبحت هدفاً لموجة كبيرة من الانتقادات القاسية بسبب اختيارها هذا.

وأضافت الصحيفة أن زوجة الرئيس مدركة تماماً أنَّه لا يوجد شيء ترتديه السيدة الأولى يُمكن أن يعدَّ "ببساطة" بلا معنى، وبالأخص ما ترتديه أثناء حدثٍ عامٍ ستبقى في معظمه صامتة. لكنَّها تعرف أن الصور ستلتقط، مثلما علمتها تجرتبتها (وعلمت مستشاريها) بعد ارتداء الكعب العالي أثناء فيضانات تكساس.

أنه لا يُمكن تصديق أنَّ ما قامت به هو ببساطة ارتداء السترة بسرعة ودون تفكير لأنها كانت في متناول اليد أو لأنها كانت تشعر بالبرد، لا سيما وأن الأمر هنا هنا يدور حول اختيارها ارتداء شيء من زارا وهي المحلات التي يشتري منها الجميع في أميركا، عوضاً عن دولتشي أند غابانا أو رالف لورين مثلما اعتادت.

إذن، كيف نفسِّر اختيار سترة زارا بطريقة أخرى (وهي سترةٌ تتماشى مع الصورة الجمالية التي تميزها والتي طوّرتها منذ دخولها إلى البيت الأبيض) عدا عن كون السترة إشارة إلى أنَّ ميلانيا ترمب أرادت معرفة كيف سيقرأ الناس الملابس التي اختارت ارتداءها في زيارة إلى أطفال تُركوا، حرفياً، بدون شيء؟

تُباع السترة التي يُقال أنَّها نفذت من الأسواق، وأنَّها ليست من الموسم الحالي، بـ 39 دولاراً في المتاجر. وقد تكون هذه السترة أرخص الملابس التي ارتدتها السيدة الأولى مذ بدأت بتمثيل الإدارة الأميركية الحالية.

وبالإضافة إلى حقيقة أنَّ ميلانيا لم تخجل أبداً من الرسائل المضمَّنة التي تحتويها خزانة ملابسها والتي تخاطب بها الجميع. فقد ارتدت بذلة ببنطلون ذي لون أبيض- وهو الزي الرسمي للمعارضة التي تقودها كلينتون- في أول خطاب ألقاه زوجها عن حالة الاتحاد.

ورأت الصحيفة الأميركية أن هذا كله يشير إلى انعدام احتمالية أنَّها لم تكن تعرف ما الذي تفعله لدى ارتدائها سترة "أنا حقاً لا أهتم".

إذن من هو المستهدف من هذه الرسالة غير المخفية كثيراً؟

قد يشير تغيير السيدة الأولى السترة عندما وصلت إلى تكساس إلى أنَّ المستهدف لم يكن العائلات التي تقع في قلب مشكلة الهجرة. بالإضافة إلى أنَّ هناك الكثير من الاحتمالات الأخرى عندما تبدأ في التفكير في الأمر.

وقالت الصحيفة الأميركية في هذا السياق: "يوجد لدينا التفسير الذي قدّمه لنا زوجها، مستخدماً وسيلة التواصل المفضلة لديه: تويتر.

حيث قال ترمب على حسابه: "تشير عبارة أنا حقاً لا أهتم، هل تهتم أنت؟" المكتوبة على ظهر سترة ميلانيا إلى الإعلام الذي يبثّ أخباراً كاذبة. لقد عرفت ميلانيا كم هم كاذبون، وهي بالفعل لا تهتم لهم بعد الآن!"

أو ربما كانت عبارة "أنا حقاً لا أهتم" موجهةً لأولئك الذين ينتقدون سياسة زوجها. وربما كانت تريد أن تخبر الجميع بأنَّها ليست جزءاً من هذه السياسة، أو ليست مسؤولة عن إيصال غضب الجميع من هذه السياسة.

أو قد يكون المستهدف هو زوجها نفسه. (سيعجب هذا التفسير الناس المقتنعين بهاشتاغ "حرروا ميلانيا Free Melania").

أو ربما -فقط ربما- تكون هذه رسالة لأولئك المهتمين بقراءة الرسائل المكتوبة على ملابسها. أي كما لو أنَّ العبارة تقول "سوف أرتدي ما أريد، ولا أهتم لرأيكم به".

واللافت أن ميلانيا ارتدت السترة مجدداً لدى نزولها من الطائرة في مطار أندروز بعد عودتها. وكان ارتداؤها للسترة بطريقة لا تقدم اعتذارات، رغم إدراكها لكلّ الضجة التي سببتها، ولكلّ الاستياء والامتعاض، وانصراف الاهتمام عما قالته، وهو رسالتها الأساسية لإبداء التعاطف.

ورأت وسائل إعلام أميركية أن ميلانيا ارتدت السترة كما لو أنَّها تقدم إثباتاً مباشراً للكلمات التي على ظهرها. وقد يكون هذا نوعاً من الارتقاء أو الفوقية.

تحميل المزيد