قطعوا أوروبا بالدراجات النارية وصولاً إلى روسيا.. شبان مغاربة يسافرون برّاً لتشجيع منتخبهم الوطني

شباب أعدوا العُدَّة لسفر استثنائي منذ أسابيع طويلة، هدفهم هو حضور مباريات مونديال روسيا، وتشجيع المنتخب الوطني المغربي، أما الوسيلة فسِت دراجات نارية من الحجم الكبير

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/14 الساعة 14:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/14 الساعة 14:41 بتوقيت غرينتش

يتفقّد تجهيزات رحلته الطويلة ويُلقي نظرة أخيرة على احتياجاته من الطعام والشراب المُحمَّلة جميعاً على دراجته النارية الضَّخمة مودعاً أسرته، يتوجه "محمد" قاصِداً معلمة أثرية تاريخية في قلب مدينة مكناس، نقطة التقاء وانطلاق، قبل أن يحُطَّ الرحال رفقة أصدقائه بروسيا.

6 شباب أعدوا العُدَّة لسفر استثنائي منذ أسابيع طويلة، هدفهم هو حضور مباريات مونديال روسيا، وتشجيع المنتخب الوطني المغربي، أما الوسيلة فسِت دراجات نارية من الحجم الكبير، وسيلة نقل تحتاج الكثير من اللياقة البدنية والاستعداد النفسي، خاصة أن المسافة المقطوعة انطلاقاً من المغرب وصولاً إلى روسيا تتجاوز الـ5500 كيلومتر.

مكناس.. سانت بيترسبورغ

ليس من السهل قطع هذه المسافة وتجشم كل هذا العناء، إلا أن الحماسة الظاهرة على وجوه الرحَّالة رغم التعب، ورغبتهم في تقديم الدعم والمساندة للاعِبي الفريق المغربي جعلتهم يخوضون هذه المغامرة، على أمل الوصول قبل أول مباراة تجمع المنتخب المغربي بنظيره الإيراني المزمع تنظيمها، يوم الجمعة 15 يونيو/حزيران الجاري.

لم تكن الفكرة وليدة اليوم، يقول محمد النابلسي، أحد هؤلاء المسافرين لـ"عربي بوست"، موضحاً أنه رفقة أصدقائه عزموا على خوض المغامرة منذ تأهل المنتخب المغربي لكأس العالم، ما تطلَّب استعدادات خاصة تُوِّجت بالتوجه صوب مدينة الناظور، ومنها صوب إسبانيا، انطلاقاً من مدينة مكناس العريقة.

أكثر من عشرة بلدان إذن سيقطعها الشُّبان بدراجاتهم، انطلاقاً من المغرب مروراً بمجموعة من الدول الأوروبية، إسبانيا، فرنسا، سويسرا، ألمانيا، السويد، الدنمارك، فلندا ثم روسيا.

في وقت توجَّه فيه محمد لوضع خوذة على رأسه وتسخين محرك دراجته، بادر ياسر إلى تعديل الأعلام الوطنية المعلقة على دراجته الخاصة، مُتفقِّدا الشارات المشجعة للمنتخب الوطني، وهو ما يقول عنه إنها فرصة للتعريف بالمغرب ومؤهلاته وبعراقة مدينة مكناس وتاريخها وحضارتها، خاصة أن مسار الرحلة الطويلة يمر من دول أوروبية عديدة.

بكل حب وحماس ظاهر، انطلقت الكوكبة الداعمة لأسود الأطلس، وسط تصفيقات شغوفين بكرة القدم، ومهتمين بالشأن الرياضي، وتشجيعات مسؤولين محليين جاؤوا خصيصاً لتوديع الأصدقاء المغامرين، فيما يرجو الجميع التوفيق للمنتخب الوطني، وتمكنه من المرور للدور الثاني وما بعده.

كل الطرق تؤدي إلى روسيا

محمد وأصدقاؤه ليسوا الوحيدين الذين كسروا طريقة السفر الكلاسيكية عبر الطائرة، مفضلين السَّفر برّاً إلى روسيا، فـ3 شبان مغاربة آخرون ساروا على نفس النهج، إلا أن وسيلة نقلهم هذه المرة كانت سيارة تخييم "كرافان" استقلوها انطلاقاً من مدينة الدار البيضاء، وعبروا بها نحو مدينة طريفة الإسبانية.

قفشات وضحكات متناثرة أثَّثت وداع الأصدقاء الثلاثة المتوجهين نحو روسيا، مروراً بإسبانيا وفرنسا وألمانيا وسويسرا وبولندا ولتوانيا وإستونيا لأقاربهم وأصدقائهم، روح مرحة وتشجيع حماسي أشاعتها رحلة الشاب طه وصديقيه علي وياسين.

متناوبين على قيادة سيارة التخييم قطع الأصدقاء  الثلاثة مسافة 5050 كيلومترا، من قال إن كرة القدم رياضة وكفى؟ بل هي شغف وحب للحياة والمغامرة، وفق طه "اليوتوبر" المغربي، الذي كان حريصاً على حضور المونديال ووثق عبر كاميرته تفاصيل رحلة عرفت متابعة عدد كبير من المغاربة.

في أول يوم من انطلاق مباريات كأس العالم لكرة القدم في روسيا، لا شك أن آلاف المغاربة حجُّوا صوب روسيا، التي ستكون محط أنظار العالم طيلة شهر من الزمان، ابتداء من 14 يونيو/حزيران 2018، إلى 15 يوليو/تموز، إلا أن محمد وياسر وطه وعلي وياسين وغيرهم فضلوا أن يجعلوا من هذه الرحلة تجربة لا تُنسى، تترسَّخ ذكرياتها في وجدانهم، وتعيش معهم ليحْكوها مستقبلاً لأبنائهم وأحفادهم.


إقرأ المزيد

السعودية قلبت الطاولة عبر مفاوضات اللحظات الأخيرة.. هكذا أجهضت الرياض أحلام المغاربة في تنظيم مونديال 2026 في اليوم الأخير

"أسود الأطلس" جاهزون يا إيران.. المغرب يختتم استعداداته بثلاثية في مرمى إستونيا

6 أسباب تدفع العرب للمراهنة على المنتخب المغربي