ستنطلق مباريات كأس العالم.. إذاً ابدأنَ بخبز “الكعك”.. ما قصة هذه العبارة التي أغضبت الكثيرات؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/14 الساعة 12:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/14 الساعة 12:49 بتوقيت غرينتش

تسبَّبت حملة إعلانية لشركة "دكتور أوتكر" الغذائية الألمانية في سويسرا، بدأتها قبيل انطلاق مونديال روسيا، كشأن الكثير من الشركات التي تحاول الاستفادة من هذه المناسبة، تسببت باستياء من مناصري حقوق المرأة، عندما اعتبر الكثيرون أن الشركة تفكر بطريقة متخلفة تعود لخمسينيات القرن الماضي، وتُميز جنسياً ضد المرأة، ووُصف الإعلان بـ"المخجل".

وكتبت الشركة في إعلان بمناسبة كأس العالم، يُظهر سيدة تحمل كعكة على شكل كرة قدم، كُتب عليها شعار: "اصنعي (اخبزي) سعادة زوجك.. وإن كان لديه حب آخر (في إشارة إلى كرة القدم)".

لكن هذا الإعلان لم يَرُق للكثيرين، وخاصة النساء، فكتبن تعليقات ناقدة على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك عندما قارنَّه بإعلان في خمسينيات القرن الماضي، وبدا أنه يقسم الأدوار وفقاً لما كان سائداً في ذلك الزمن، ويوحي بأن مكان الرجل الجلوس أمام التلفاز ومشاهدة المباريات، في وقت تبذل الزوجة قصار جهدها لإسعاده.

ويُقال في الإعلان القديم، إن لدى المرأة قضيتين حياتيتين، هما ما الذي ينبغي عليها لبسه، وما الذي عليها طبخه لإسعاد زوجها، وفقاً لموقع ميركور الألماني.

فكتبت مغردة تدعى ليزا هايدمان: "هل أنتم جادون في ذلك؟"، مرفقة إياه بعدة هاشتاغات منها التمييز الجنسي، فردَّ عليها أحد المعلقين، منتقداً اعتبار المرأة العصرية بأنها تلك التي لا تخبز أو تطبخ أو تنجب أطفالاً، واعتبار ذلك من صفات المهاجرين.

فردَّت ليزا بأنه يجوز للمرأة العصرية أن تخبز وتطبخ وتنجب أطفالاً كما يحلو لها، عندما تكون هي راغبة في ذلك، وليس لجعل زوجها سعيداً، وبيَّنت أن ما أزعجها فيما كُتب على الصورة كونها تعطي انطباعاً بأن المرأة لديها هذا الواجب بالتحديد، وهو إسعاد زوجها، وليست حرةً في الاختيار، لكن هذا ما هو متوقع منها، مشيرة إلى أنها تعلم أن هذه لم تكن نية المصنع، لكن على الرغم من عدم وجود نية سيئة لا يغير هذا من الأمر شيئاً، بأن هذا الانطباع المتخلف يصل للمشاهد، موضحة أن مواصلة نشر نماذج أدوار المرأة والرجل هذه لن يجعلها تختفي من تفكير الناس.

وكتبت المسؤولة في رابطة "بيتكوم" التكنولوجية ليندا فان رينينغس، على حسابها بموقع تويتر، إنكم تعلمون أن لدى المرأة قضيتين حياتيتين، هما ما الذي ينبغي عليها لبسه، ومن يستطيع أن يبوح لشركة "دكتور أوتكر" بسر، وهو أننا لم نعد نعيش في الخمسينيات، مضيفة "مخجل! مخجل!".

الشركة لم تعتذر وبقيت داعمة للإعلان

وجاء رد "دكتور أوتكر" داعماً للإعلان، ولم تعتذر على النحو الذي تفعله الشركات أحياناً عند ارتكاب خطأ، نافية ترسيخها هذه الصورة النمطية.

ورداً على سؤال من موقع "20 مينوتن" السويسري، قالت متحدثة باسم الشركة إنه بإمكانهم بوضوح نفي إطلاق هذا الإعلان المثير للجدل، أملاً في لفت الأنظار، وإنهم طوروا الحملة مع شركة إعلانية لحض السويسريين على خبز المعجنات.

وأكدت المتحدثة أنهم سيكونون سعداء حين يُسعد الرجل زوجته بخبز الكعك لها، أو الحفيد للجد، أو الأخت للأخ، لذا تُظهر الحملة لهذا السبب مختلفَ الأشخاص في مختلف المناسبات.

وقالت إنه رغم ردات الفعل السلبية، إلا أنهم يقفون وراءه 100%، مبينة أن حملة "كعكة الحب" الإعلانية، بما في ذلك فكرة كرة القدم التي أصبحت محل نقاش عام، تم تطويرها من قبل طاقم نسائي بحت، بعضهن من الأمهات العاملات بدوام جزئي.

وأشارت إلى أنهم فسروا فكرة كرة القدم في الإعلان بطريقة أخرى فيما يبدو، وفهموه على أن فيه نوعاً من السخرية.

علامات:
تحميل المزيد