طَرَقَ بيوت أسرهن وأقنعهن بالانضمام إلى فريقه ليحقق حلمه.. أول فريق كرة قدم نسائي بصعيد مصر

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/11 الساعة 21:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/12 الساعة 10:04 بتوقيت غرينتش

في قرية البرجاية بقلب محافظة المنيا(جنوب مصر)، وعلى الشارع الرئيسي مبنى من طابق واحد رسم على بابه العلم المصري علقت عليه لافتة مكتوب عليها "مركز شباب برجاية"، في الداخل ملعب كرة القدم وقف وسطه أيمن طه، المدير الفني للكرة النسائية بالمركز وهو يشرف على حصة تدريبية جديدة لفريق كرة القدم مكون فقط من البنات.

ورغم الجو الحار وصيام رمضان فإن اللاعبات كن حريصات على أداء تماريم الرفع من لياقتهن البدنية، بلباسهن الرياضي المحتشم وبعضهن بالحجاب يحركن الكرة بلياقة مدهشة ويتبعن تعليمات المدرب.

فكرة الفريق النسائي للكرة بالصعيد مطروحة لدى أيمن طه منذ 10 أعوام، لكنها لم تلق قبولاً ولا إمكانات حتى تخرج الفكرة إلى حيز التنفيذ على أرض الواقع، 7 أعوام وعادت تراوده من جديد، فعزم على أن يأخذ الخطوة، وكانت البداية.

 بدأت باستنكار وتحولت لفخر

من قلب الصعيد، المحصن جداً بالعادات والتقاليد، المتحسس من أي ذكر للمرأة في الخفاء والعلن؛ لما فرضته عليه الحياة الاجتماعية بأطرها، ورغم كل مظاهر الحداثة التي صاحبت تغلغل التكنولوجيا، فإن الصعيد ظل متماسكاً، متمسكاً بكل قيوده.

لم يكن من السهل إذاً أن يخرج فريق نسائي يلعب كرة القدم وينافس الرجال ويقضي ساعات يومه في التمرينات، متحدياً كل نبرات التهكم والاستنكار التي تطولهم، لاهثين وراء أحلامهم بالاحتراف.

كوّن طه الفريق وشرع في التدريبات، وقبلها كان قد لعب في نادي المنيا وأندية كثيرة أخرى بالصعيد وبحري، وبعد أن اعتزل لعب الكرة اتجهت إلى كرة الصالات ثم إلى التدريب بمجال الكرة النسائية.

وأضاف في حديثه لـ"عربي بوست" أن الفكرة واجهت في البداية معوقات كثيرة مع أولياء أمور اللاعبات، "استطعنا حل الأمر بالذهاب إلى بيوتهم وإقناعهم بانضمام بناتهن إلى الفريق، كان هناك ثقة كبيرة ومصداقية بيني وبين اللاعبات، فقبِلن أن أكون مدرباً لهن وأخاً أكبر".

ووسط الملعب كانت اللاعبات يساعدن مدربهن بكل حماسة والتزام في التدريب، ويستعددن حالياً لدورة الترقي للصعود إلى الدوري الممتاز.

 

جهود ذاتية

يدرب طه فريقين؛ فريق للناشئات الذي كسب بطولة الجمهورية من بورسعيد، والفريق الآخر في مرحلة الترقي للدوري الممتاز.

راندة محمد علي، مسؤولة التأهيل في الفرقة، تقول لـ"عربي بوست"، إنها درست كيفية تأهيل اللاعبين بعد الإصابة، مشيرة إلى أن التخصص جديد، حيث كانت تلعب في خط الدفاع بالفرقة، وعندما تأكد المدرب من دراستها الجيدة في التأهيل جعلها المسؤولة عنه، مؤكدة أن حلم حياتها أن تفتتح مركزاً طبياً كبيراً للتأهيل.

وأشارت كابتن راندة إلى أنها التحقت بالنادي منذ عام، وواجهت رفض أهلها في بادئ الأمر لعبها كرة القدم، ولكن عندما بدأت العمل في مجال التأهيل اقتنعوا بأنه تخصصها، مؤكدة أن أهالي الصعيد أصبحوا يتفهمون الأمر ويتقبلونه.

أما هناء جمال عتريس، كابتن فريق البرجاية، والتي تبلغ من العمر 23 عاماً، وتدرس في آخر عام لها بكلية التربية، فأشارت إلى أنها التحقت بالفريق منذ عامين، واجهت في بدايتها صعوبات كثيرة، اهمها أن الفريق قائم بالجهود الذاتية وأنهن يفتقدن الدعم المادي.

التأسيس والأدوات والملابس وتأجير الملاعب قائم على الجهود الفردية، التي تتضافر ليخرج الفريق بهذا الشكل، تضيف "عتريس": "أتمنى ألا يعترض الناس على ممارسة البنات كرة القدم، وأن يتقبلون فكرة لعبهن، حيث إنها مثل أي رياضة أخرى"، مؤكدة أن أهل قريتها كانوا معترضين في البداية، ولكن الآن تحول الأمر وأصبحوا الآن يفخرون باللاعبات ويأتون لمشاهدة المباريات وتشجعيهن".

الصعيد يتحدى العادات

وافتتحت قبل عامين، أول أكاديمية لكرة القدم للفتيات بالصعيد في مركز نجع حمادي، بشمال محافظة قنا، أشرف عليها مجموعة من المدربات والمدربين المعتمدين من الاتحاد الإنكليزي مثل أحمد قابول، ومروة جمال عبد الناصر، وسمية محمد، ونهلة صلاح.

وبدأت الفكرة بإعداد فريق نسائى في القرية بهدف كسر العادات، وإطلاق حرية الفتيات في التعبير عن هواياتهن وأفكارهن وممارسة الرياضة، وفق المؤسِّسين.

ونجحت الأكاديمية، بالاشتراك مع الاتحاد المصري، في تدريب الفتيات بالجهود الذاتية، مطالبين وزير الشباب بدعم الفريق المكون من 22 لاعبة، تتراوح أعمارهن بين 14 و 19 عاماً، مالياً.

علامات:
تحميل المزيد