لرفع الحرج عنهم وليختاروا ما يناسبهم.. محل يقدِّم “الملابس المجانية” للمحتاجين خلال رمضان في السعودية

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/11 الساعة 19:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/11 الساعة 19:57 بتوقيت غرينتش

 "لامستُ حاجة الناس للملابس، وقدّرت حرية اختيار المحتاج لما يريده"، من هنا جاءت الفكرة للشاب السعودي مالك العنزي لافتتاح محلٍ يقدم الملابس المجانية المرتَّبة والنظيفة للمحتاجين، خلال شهر رمضان، في مدينة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية في السعودية.

صاحب المبادرة يضيف أنه عادةً ما تقدم الجمعيات الخيرية مساهمتها للعوائل المحتاجة، وقد لا تكون الملابس المقدمة مناسبة للعائلة شكلاً أو مقاساً؛ لذا تحدث مع والديه وعرض عليهما فكرته بإنشاء محل يستقبل الملابس من المتبرعين ويهتم بتنظيفها وترتيبها وتقديمها للمحتاجين، فشجَّعه والده على الفكرة، لكنه لم يجد قبل عامين من يؤيده، فضلاً عن قلة الإمكانات حينها.

أصل الفكرة

لكنّ مالك لم ينس فكرته، وأخذ عهداً على نفسه بتطبيقها هذا العام (2018)، وإن جاءت متأخرة قليلاً فإن "أبدأ متأخراً خير من ألا أبدأ".

بادر الشاب السعودي وناقش مع أصدقائه مبادرته، فلقي منهم تشجيعاً وحماسة دفعاه للحديث مع والده في الموضوع مجدداً، فقدّم والده محلاً مستأجَراً لتنفيذ خطّته، وعندما علم صاحب المحلات بمقصدهم النبيل منحهم محلاً ثانياً لاستخدامه حتى انتهاء المشروع، الذي سيستمر طيلة شهر رمضان، وعرض عليهم تقديم أي مساعدات يحتاجونها.   

كذلك، تعاونت مغسلة قريبة من المحل الذي تم استئجاره مع مالك وأصدقائه في تنظيم الملابس المستعملة التي يستقبلونها من المتبرعين؛ لتقديمها نظيفة لأصحاب الحاجة.  

تكلّف مالك وأصدقاؤه 30 ريالاً (نحو 8 دولارات) ثمن منظفات للمحل وستاند لتعليق الملابس، وكان أول التبرعات من ملابس أهله وأصدقائه، لتنهال عليهم لاحقاً التبرعات من مئات الأشخاص الذين سمعوا بهم عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

مساهمات غير متوقعة

كان حضور الناس وإقبالهم غير متوقّع، بدأ بملابس أهله والأصدقاء، ثم بدأت الناس تتوافد عليهم من كل حدبٍ وصوب، وأتتهم تبرعات من جميع الأنواع حقائب يدوية ومدرسية، وأحذية بمختلف أنواعها ومقاساتها ومناسِبة لجميع الأجناس والأعمار وبعضها غير مستخدم، كما أقبل عدد كبير من المحتاجين، للحصول على ملابس لهم، لا سيما أن العيد قد اقترب.  

وأكد مالك أنه بعد افتتاح المحل، تأكّد له صدق إحساسه وما لامسه سابقاً من حاجة العديد من أهالي المنطقة لمثل هذه الأعمال التي تقدِّم لهم المعونة بشكلٍ حضاري ومناسب؛ إذ أقبلت العديد من الأسر على أخذ ما تحتاجه دون حرج، مشيراً إلى أن المحل الآن ممتلئ، وهناك مستودع أيضاً ممتلئ بالملابس رغم عدم مرور وقت طويل على طرح الفكرة، آملاً في الوقت ذاته أن تذهب كل التبرعات التي تلقّاها خلال أيام قليلة، إلى المحتاجين بالفعل للملابس، لا سيما أنها ستقدَّم لهم نظيفةً، وسيتم استبعاد الملابس الرديئة وغير الصالحة للبس.   

وأعرب العنزي في نهاية حواره مع "عربي بوست"، عن أمله في تطبيق مثل هذه الأفكار بجميع مدن المملكة؛ لحاجة الأهالي لمثل هذه الأعمال، متقدماً بطلب لإمارة منطقة الحدود الشمالية بالحصول على تصريح رسمي للاستمرار في القيام بهذا العمل في رمضان القادم وكل رمضان بعد الآن.  

وكانت مبادرة مالك حظيت بإشادة واسعة وانتشار كبير على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"؛ إذ تفاعل أكثر من 20 ألف شخص مع تغريداته التي أعلن فيها إطلاق مشروعه.

وعبّر الشاب عن سعادته بالثناءات التي تلقّاها من مختلف الأشخاص عبر تويتر أو الاتصال به، معرباً عن سعادته برسالة وصلت له من أستاذ له، شاهدَ نشاطه بالصدفة فراسله وعبَّر عن تقديره لمبادرته.