ديكتاتوري شرّير يميل لتمجيد الذات ويحبّ كرة السلة.. كلّ ما تحتاج أن تعرفه عن الزعيم الغامض كيم جونغ أون قبل يومٍ من القمّة التاريخية

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/11 الساعة 13:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/11 الساعة 14:04 بتوقيت غرينتش

مع توجُّه الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى عقد القمّة التاريخية مع رئيس كوريا الشمالية، يُولي العالم اهتماماً وثيقاً بالدولة المُنعزلة وزعيمها الغامض والمُثير للجدل كيم جونغ أون.

كيم هو ثالث رئيس للدولة من سُلالة عائلته الديكتاتورية، وهي واحدة من آخر حكومات الملكية المُطلقة والموروثة على الأرض. ولكن، وعلى الرغم من قوّته التي لا تُضاهَى في كوريا الشمالية، وامتلاكه لأسلحةٍ نووية وقذائف باليستية عابرة للقارات، لا يُعرَف عنه سوى القليل.

فان جاكسون، وهو باحث في الأمن الكوري وأستاذ مُساعد في مركز آسيا والمحيط الهادئ للدراسات الأمنية، يقول لقناة ABC News إنَّ طبيعة كوريا الشمالية المُتكتمة تجعل من الصعب التحقّق من صحة مُعظم المعلومات الواردة من البلاد.

ويُضيف: "أي شخص يمكنه الإجابة عن جميع الأسئلة بثقةٍ، لديه ثقةٌ زائفة في معلوماته. اطلب منهم أن يُثبتوا إجاباتهم، ولن يكونوا قادرين على ذلك".

وفي غياب سيرة ذاتية رسمية موثوقة، فإنَّ المعلومات المُتاحة للجمهور عن الزعيم الكوري تعكس "إجماعاً واسع النطاق" من قِبل الخبراء الذين يراقبون النظام عن كثب، حسبما أوضح جاكسون.

وإليك كلُّ ما تحتاج أن تعرفه عن الزعيم الكوري الشمالي الغريب والمُنعزل، حسب خبراء مراقبين عن كثب:

النشأة

بحسب وسائل الإعلام التي تديرها الدولةـ فإنَّ كيم وُلد في 8 يناير/كانون الثاني 1982، رغم وجود تقارير أخرى تُشير إلى أنَّه قد ولد في عام 1983 أو 1984. هو ابن كيم جونغ إيل وحفيد كيم إيل سونغ، مُؤسِّس الجمهورية الديمقراطية الشعبية الكورية، وهو الاسم الرسمي للدولة الشيوعية الكورية الشمالية.

كيم هو الابن الثالث والأخير لوالده، ووُلد لزوجة والده الثالثة، كو يونغ هي. وفي التسعينيات، التحق بمدرستين خاصتين في سويسرا، وهما مدرسة برن الدولية في غومليغن، ومدرسة ليبفيلد شتاينهولزل بالقرب من مدينة برن السويسرية؛ وذلك وفقاً لما نشره الكاتب السياسي مارك بودين عن حياة كيم في مجلة Vanity Fair.

ثم عاد بعد ذلك إلى عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ، حيث ارتاد جامعة كيم إيل سونغ العسكرية، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

وقال الدكتور روبرت كيلي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بوسان الوطنية في كوريا الجنوبية، إنَّ كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق لكيم – والذي كان غير مقرّبٍ منه، وقُتِلَ في 13 فبراير/شباط في مطار كوالالمبور الدولي في ماليزيا – كان هو الوريث المفترض للعرش. إذ كان يجري إعداد كيم جونغ نام لهذا المنصب حتى العام 2009 تقريباً.

وأشار كيلي إلى أنَّ كيم جونغ أون "يفتقر إلى العلاقات المؤسَّسية والعاطفية العميقة مع نخبة بيونغ يانغ، التي كان والده وجدّه يتمتعان بها". وأضاف أنَّه "تولى المنصب في وقتٍ متأخر" عندما مرض والده.

الصعود إلى السلطة

في العام 2009، عُيَّن كيم في لجنة الدولة للدفاع الوطني. وفي العام التالي، رُقِّيَ إلى رتبة جنرال بأربعة نجوم، وعُيِّنَ نائباً لرئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري واللجنة العسكرية المركزية.

عندما توفي كيم جونغ إيل في ديسمبر/كانون الأول 2011، عُيِّنَ كيم جونغ أون على رأس الحزب والدولة والجيش في غضون أسابيع.

وفي العام 2012، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنَّ كيم كان متزوجاً من ري سول جو. ويُقال إنَّه يحبّ مشاهدة كرة السلة. وكان نجم الرابطة الوطنية لكرة السلة (NBA) السابق، دينيس رودمان، زار كوريا الشمالية، بدعوةٍ من كيم عدة مرات. ولاحقاً، أخبر رودمان صحيفة The Guardian أنّ كيم لديه ابنة تُدعى جو-ايه.

وفي العام ذاته، تولَّى كيم قيادة الجيش الكوري الشمالي، وهو أعلى رتبة عسكرية في البلاد. واختفى لفترةٍ قصيرة من الظهور أمام الجمهور في العام 2014، وعاد إلى الظهور في وقتٍ لاحق مع عُكاز.

ووصف تقرير وزارة الدفاع الأميركية لعام 2016 عن القدرة العسكرية لكوريا الشمالية الوسائل العنيفة، التي استخدمها كيم في اكتساب السلطة والسيطرة عليها، منذ تولّيه السيطرة في عام 2011.

وذكر التقرير أنَّ كيم "قد عزَّز قبضته على السلطة من خلال تبنّي الأدوات القسرية التي استخدمها والده وجدّه. فنظامه استخدم القوة والتهديد باستخدام القوة"، بالإضافة إلى قمع المُنشقّين، حتى يتمكن من ضمّ جيش الدولة والنُخب، وتنمية قدرات الدفاع العسكري، وتحدّي الولايات المتحدة، وحلفائها الكوريين الجنوبيين.

كيم، الذي يمتاز بتسريحة شعرٍ غريبة، قال عنه كيلي "هو شخصية نيرونية دكتاتورية كلاسيكية، شخصية شديدة الانغماس في الذات، وشرّيرة، تميل لتمجيد الذات؛ إلا أنه ليس غبياً أو غير عقلاني" بطريقةٍ قد تهدّد قبضته على السلطة.

البرنامج النووي السرّي

ووفقاً لوزارة الدفاع الأميركية، أعلن كيم عن سياسة التطوير المُشترك لبرنامج الأسلحة النووية والاقتصادية في البلاد في أبريل/نيسان 2013.

ومنذ ذلك الحين، واصلت كوريا الشمالية تطوير الصواريخ الباليستية متوسطة المدى وطويلة المدى، وذلك أثناء إجراء سلسلةٍ من التجارب النووية. وذكرت التقارير أنَّه، قبل أن يتولَّى كيم قيادة الدولة، كان والده قد اختبر أجهزةً مُتفجرة نووية في عامي 2006 و2009. ويُعتَقَد أنَّ نظام كيم قد تحدّى القواعد الدولية 6مرات لاختبار الأسلحة النووية، وكان آخر هذه الاختبارات في سبتمبر/أيلول 2017.

في الأشهر الأخيرة، كانت الولايات المتحدة تأمل في إبرام صفقة مع كوريا الشمالية، يتخلَّى بموجبها كيم عن برنامجه النووي. وأعلن البيت الأبيض في 10 مايو/أيار أنَّ قمة بين ترمب وكيم ستُعقد في 12 يونيو/حزيران في سنغافورة.

إلا أنَّ السلام الدبلوماسي لم يدم طويلاً. وهدّد كيم بالانسحاب من القمة، وانتقد الولايات المتحدة بتصريحاتٍ نموذجية نارية. ورداً على ذلك، ألغى ترمب القمة المُخطط لها في رسالةٍ مُوقعة رسمياً.

وبعد أسبوع، أعلن ترمب أنَّ القمة قد عادت بعد أن سلّمه مبعوثٌ من كوريا الشمالية رسالةً من كيم. ومن المُقرَّر عقد الاجتماع المُرتقب بشدة في فندق كابيلا الفاخر، في جزيرة سنتوسا في سنغافورة.

تحميل المزيد