مجرد الإعلان عن زيارته أثار الجدل.. عدنان إبراهيم في المغرب ليلقي محاضرات

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/03 الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/03 الساعة 19:04 بتوقيت غرينتش
  • لأول مرة في المغرب، سيتمكن عدد من محبّي ومتابعي المفكر الإسلامي المثير للجدل، عدنان إبراهيم، من لقائه وحضور محاضراته ودروسه، بعد أن حلَّ ضيفاً بالمغرب، في اليومين الماضيين، كما أعلن على صفحاته الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي.

لكن زيارة عدنان إبراهيم للمغرب، لم تسلم من جدل واسع، خصوصاً في صفوف مَن يختلفون معه من شيوخ السلفية في المغرب.

رسمياً في المغرب.. ضيف مثير

زيارة المفكر الإسلامي، عدنان إبراهيم، المعروف بآرائه ومواقفه المثيرة للجدل في العالم العربي والإسلامي، جاءت بدعوة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.

وتندرج الزيارة في إطار الأنشطة الموازية للدروس الحسنية، التي ستُلقى في رحاب مساجد المملكة، خلال النصف الثاني من شهر رمضان.

إدارة الصفحة | بدعوة كريمة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، حل فضيلة الدكتور #عدنان_إبراهيم بـ…

Posted by ‎Adnan Ibrahim عدنان إبراهيم‎ on Friday, June 1, 2018

إلى الآن، لم تكشف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن البرنامج الخاص بإبراهيم، ولم تُشر إلى استضافته على موقعها الإلكتروني الرسمي.

واكتفت الوزارة بنشر برنامج الأنشطة الثقافية الموازية للدروس الحسنية الرمضانية، خلال النصف الأول من رمضان للعام 2018/1439، والتي لا تشمل أيّاً من العلماء أو الدعاة أو المفكرين الأجانب.

لكن مصدراً مقرباً من المفكر الإسلامي -رفض الكشف عن اسمه- أكد لـ"عربي بوست"، أن وزارة الأوقاف هي مَن وجَّهت فعلاً الدعوة لإبراهيم.

موضحاً أن الزيارة التي يقوم بها المفكر الإسلامي، وخطيب مسجد الشورى بالعاصمة النمساوية، في إطار الدروس الحسنية "لا تعني إلقاء درس أمام الملك، لكنه من المحتمل أن يكون بين الحاضرين كباقي العلماء".

كما أشار المصدر، إلى أن "الوزارة هي المكلفة ببرنامج المفكر الإسلامي، الذي يجهل تفاصيله إلى الآن".

دروس حسنية.. تاريخ وطقوس

عادة ما تسطّر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في كل رمضان، أنشطةً توازي الدروس الحسنية الرمضانية، التي سنَّها الملك الراحل الحسن الثاني منذ ستينيات القرن الماضي، وحافظ عليها العاهل المغربي محمد السادس بعده.

وتُلقى الدروس بحضرة العاهل المغربي في القصر الملكي، وتحت رئاسته الفعلية، وبحضور كوكبة من العلماء والمشايخ والدعاة والقراء وأصحاب الفكر والثقافة، من المغرب وخارجه، طيلة أيام شهر رمضان.

كما تتحول الدروس الحسنية الرمضانية إلى مناسبة لضيوف المغرب القادمين من مختلف البلدان، لإلقاء الدروس والمحاضرات في بعض المساجد والجامعات والمؤسسات التابعة لوزارة الأوقاف، سواء بالعاصمة الرباط أو في مدن أخرى.

هؤلاء الضيوف، يتم تعويضهم بمبالغ مالية لكل منهم، في مقابل كل درس يحضره، مع تغطية مصاريف الفندق والأكل في حال المبيت، كما كشفت صحيفة مغربية.

أما العلماء الذين يلقون الدروس الحسنية أمام العاهل المغربي، فيتم تعويضهم بمبلغ يصل إلى 10 ملايين سنتيم، فضلاً عن هدايا ثمينة تقدم للبعض منهم.

عدنان إبراهيم.. بين مرحب وممتعض

زيارة عدنان إبراهيم، بقدر ما رحَّب بها الكثير من محبّيه ومتابعيه، إلا أنها كانت سبباً في امتعاض آخرين من مخالفيه، خصوصاً من التيار السلفي في المغرب.

الشيخ السلفي، الحسن الكتاني، اعتبر في تدوينة على صفحته الشخصية بفيسبوك، أن "الرجل منحرف بأفكاره، ومتذبذب المنهج، إضافة لأنه ليس أهلاً لأن يحاضر في بلد العلم والعلماء".

حوار هادئ مع من يرون أن من "حق" عدنان إبراهيم أن يحاضر بيننا لأنه عالم لا يشق له غبار.1. الرجل يطعن بشكل فج تهكمي في…

Posted by ‎الصفحه الرسمية : الشيخ الحسن بن علي الكتاني الحسني‎ on Sunday, June 3, 2018

وانتشر هاشتاغ: #‏لا_لزيارة_عدنان_إبراهيم_للمغرب، بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، يطالب من خلاله الرافضون لزيارة المفكر الإسلامي، بمحاسبة مَن استدعاه، ومنعه من إلقاء أي درس أو كلمة داخل مساجد المغرب، حتى لا يبثّ أفكاره المنحرفة، التي تُشكك في العديد من المُسلَّمات، على حد وصفهم.

في المقابل، يرى محمد أمين السقال، الباحث في الدراسات الإسلامية، في تدوينة على صفحته على فيسبوك، أن "عدنان يشرّف المغاربة بزيارة المغرب الأقصى".

مضيفاً "هو صاحب اتجاه تأصيلي تجديدي، وذو نزعة عقلانية إنسانية، مع التسنّن والتجمّل باتّباع السّلف واحترام رموز الأمة".

عدنان إبراهيم؛ العالم المفكر يشرف المغاربة بزيارة المغرب الأقصى.خلافا لرأي مجموعة من الأفاضل، وصدرا عن مبادى التجرد…

Posted by ‎محمد أمين السقال‎ on Saturday, June 2, 2018

زيارة عدنان.. مكسب للتنوع

من جهته، أكد رئيس المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث لمنتصر حمادة في حديث لـ"عربي بوست، أن زيارة عدنان إبراهيم إلى المغرب "مكسب للتنوع الفكري في الساحة، لأن الرجل يحظى بشعبية كبيرة في المغرب لدى الشباب على الخصوص، وخاصة الشباب الذين مرّوا بتجارب إسلامية حركية سابقة (سلفية وهابية وإخوانية)".

مضيفاً "لأن الأمر يتعلق بشخصية جدلية، فطبيعي أن نجد تبايناً واضحاً في التفاعل مع الدعوة، بين مؤيد ومعارض لها، سواء تعلق الأمر بمحبيه أو أتباعه، أو اتجاه مضاد ينتقد حضوره. هذا التباين في التفاعل، في نظر "حمادة"، يبقى ظاهرة صحية، ويُعبر عن معالم وتوجّهات فكرية ودينية تعجّ بها الساحة المغربية، رغم أنها لم تكن بهذه الحدّة من قبل".

 

علامات:
تحميل المزيد