وهل تتوقع حرباً؟ السويد توزّع كُتيِّباً عن الحرب والكوارث فتثير المخاوف بدلاً من الطمأنينة

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/28 الساعة 13:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/28 الساعة 13:52 بتوقيت غرينتش

20 صفحة إن قرأتها قد تكون النقطة الفاصلة بين الحياة والموت في السويد. وكالة الدفاع المدني في السويد MSB أعلنت في بيان لها عن توزيع كُتيِّب بعنوان "في حالة الأزمة أو الحرب" على نحو 4.8 مليون أسرة بالسويد.

واعتباراً من 28 مايو/أيار 2018، حتى 3 يونيو/حزيران 2018، تقيم السويد "أسبوع التأهب لحالات الطوارئ". فهل تتوقع الدولة التي تتبع سياسة عدم الانحياز في السلم والحياد في زمن الحرب الأسوأ؟

يرى القائمون على إصدار الكتاب أن المواطنين السويديين بحاجة للاستعداد بشكل أفضل لتحمُّل العواقب التي قد تنتج من الحوادث الخطيرة، أو الكوارث الطبيعية، أو تقلبات المناخ القاسية، أو الهجمات التكنولوجية، أو الحروب على أسوأ تقدير. فالاستعداد ومعرفة كيفية إدارة الأفراد للأزمات يجعلان المجتمع بأكمله قادراً على تحمُّل الضغوط الشديدة وتخطِّيها.

رئيس وكالة الدفاع المدني، دان إلياسون، أشار إلى أن السويد أكثر أماناً من غيرها بكثير، إلا أن هذا لا يعني أنها بمأمن من التهديدات، وجدير بالذكر أن الكُتيِّب لم يُشر إلى المكان الذي قد يأتي منه الهجوم.

آخر كتيب صدر في العام 1943

كانت آخر حروب السويد مع النرويج في العام 1814، أي إنها لم تدخل في حرب منذ أكثر من قرنين من الزمان. وفي الحرب العالمية الثانية كان موقفها حيادياً.

وزَّعت وقتها السويد منشورات تتضمن نصائح للتعامل مع الطوارئ في العام 1943، واستمر إصدار تحديث لتلك المنشورات حتى عام 1961، آخر المنشورات الموجهة للعامة. إلا أنه صدرت تحديثات استمرت في الوصول للمسؤولين المحليين بالسويد حتى عام 1991.

وهذا الكتيب يتضمن سبل البقاء

يُعد الكتيب دليلاً للأُسر بشأن التعامل وقت الطوارئ، وما يتوجَّب تخزينه في مثل هذه الحالات التي تتعطل إثرها الخدمات العامة.

يتألف الكتيب من 20 صفحة، تضم صوراً توضيحية للجنود في الميدان، بالإضافة إلى نصائح بشأن تخصيص أماكن لحفظ المياه، وبعض المنتجات الغذائية القابلة للتخزين، وأكياس النوم؛ وكذلك الاحتفاظ بوسيلة للاتصال بالخارج، وكيفية العثور على ملاجئ القنابل، والتعرف على صافرات الإنذار.

وجاء في الكتيب بعض أنواع الطعام التي يمكن للسكان تخزينها استعداداً للحالات الطارئة؛ كلبن الشوفان، والصلصة، والسلمون، والسردين.

صدر الكتيب باللغة السويدية، إلا أنه من المقرر في نهاية مايو/أيار 2018، أن يتوافر منه إصدارات صوتية سويدية، وإنكليزية، كما ستتم ترجمته إلى 13 لغة مختلفة.

خيار الاستسلام غير موجود

يورد الكتيب أن جميع من تتراوح أعمارهم بين 16 و70 عاماً يمكن استدعاؤهم في حالة نشوب نزاعات مسلحة أو وجود تهديدات حربية. كما أكد الكتيب أنه في حال حدوث أي هجوم خارجي على السويد، فخيار الاستسلام غير مطروح إطلاقاً، وأي معلومات تقول غير ذلك فهي مزيفة وخادعة.

وهناك موقع إلكتروني لشرح الكتيب باستفاضة

وبالتوازي، يقدم موقع dinsakerhet.se خدمة توضيحية للمعلومات الواردة بالكتيب. وإلى جانب البقاء آمناً في المنزل، هناك نصائح أخرى بالنسبة لأوقات الأزمات والحروب، وكيفية التعرف على المعلومات المضللة.

يقدِّم الموقع نصائحه باللغة السويدية أيضاً لموضوعات تتعلق بالإسعافات الأولية، وتوفير الغذاء، وغيرها.

وصفحة خاصة لاستفسارات المواطنين

توفر وكالة MSB للدفاع المدني فرصة للمواطنين لطرح الأسئلة والاستفسارات من أجل التغلب على المخاوف، ويجيب الموظفون عن الأسئلة طوال أيام الأسبوع في الفترة ما بين 21 مايو/أيار، و29 يونيو/حزيران 2018.

يمكن لمن يريد الاستفسار أن يستخدم أياً من جهات الاتصال الموجودة أسفل الصفحة الخاصة بالوكالة، مثلما يتوافر الرد بـ9 لغات؛ منها السويدية، والإنكليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية.

لماذا تظهر هذه المعلومات الآن؟

تَعتبر السويد أن الخطر يكمن في عدة مواضع؛ منها:

  • الهجمات الإرهابية
  • والتدهور الأمني في باقي العالم
  • التغيرات المناخية القاسية
  • الهجمات الإلكترونية المستمرة

جدير بالذكر أن السويد ودولاً أخرى في المنطقة تعيش حالة تأهب قصوى، وذلك منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014. واتهمت السويد روسيا بانتهاك مجالها الجوي عدة مرات، وكذلك توغُّل الغواصات الروسية في المياه الإقليمية السويدية. إلا أن الكرملين الروسي نفى هذه الادعاءات، وقال إن القوى الغربية تروج لما يسمَّى "رهاب روسيا".

الاستعدادات الأخرى تشمل الدفاع الإلكتروني

ويأتي الكتيب انعكاساً لمخاوف السويد بشأن الأوضاع المتدهورة بمنطقة بحر البلطيق في السنوات الماضية.

وكانت بدأت منذ 2016 إجراءات احترازية عدة ، حينما قررت زيادة الإنفاق العسكري وإعادة التجنيد. أرسلت جنوداً إلى جزيرة غوتلاند السويدية في بحر البلطيق، ونظمت أكبر تدريباتها العسكرية منذ نحو ربع قرن؛ كما أمرت بإجراء مراجعة لملاجئ الحرب النووية في الجزيرة.

لم تكتفِ السويد بتلك الإجراءات فحسب؛ بل كشفت أيضاً عن وجود خطط مشتركة مع الدنمارك لمواجهة الهجمات الإلكترونية الروسية.

ماذا لو حدثت المواجهة بالفعل؟

تضم السويد، البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، نحو 20 ألف عسكري ناشط، وذلك في مقابل أكثر من مليون عسكري لدى روسيا، وهذا ما يجعل فرصة السويد أمام روسيا تكاد تكون منعدمة.

هي ليست ضمن حلف الناتو، ولكن يدور نقاش أمني حول إمكانية انضمامها. وتجري علاقات ثنائية مع الحلف من خلال "الشراكة من أجل السلام" و"مجلس الشراكة الأوروبي الأطلسي".

وهذه الدول الأوروبية تتحضر أيضاً

والسويد ليست الدولة الوحيدة التي تقوم بمثل هذا الإجراء؛ ففي عام 2016 قدمت الحكومة الألمانية نصائح لمواطنيها حول التصرف في فترات الطوارئ، وكانت هذه هي المرة الأولى منذ الحرب الباردة.

انتهجت لتوانيا الطريق ذاته عام 2016، حينما وجَّهت إرشادات لمواطنيها حول كيفية التعامل في حالة حدوث غزو روسي للبلاد، وكيفية البقاء على قيد الحياة في الظروف القاسية.

علامات:
تحميل المزيد