بدأ “جرسوناً” بمطعم ثم أصبح “مترجماً للملوك”.. نصائح ثمينة لتعلُّم لغة جديدة يقدمها سعودي يجيد 7 لغات  

عمِل مترجماً لضيوف الملوك من وزراء وزعماء دول، ويعمل حالياً مترجماً للنادي الأهلي السعودي، إنه الشاب مشاري الغامدي (26 عاماً)، ويجيد 7 لغات، بالإضافة إلى لغة الإشارة.

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/25 الساعة 20:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/14 الساعة 17:23 بتوقيت غرينتش

عمِل مترجماً لضيوف الملوك من وزراء وزعماء دول، ويعمل حالياً مترجماً للنادي الأهلي السعودي، إنه الشاب مشاري الغامدي (26 عاماً)، ويجيد 7 لغات، بالإضافة إلى لغة الإشارة.

درس مشاري الابتدائية بالسعودية، وبدأ مشواره العلمي مع اللغات في المرحلة المتوسطة والثانوية، حيث كان يدرس في دولة نيوزيلندا باللغة الإنكليزية، قبل أن يلتحق بالجامعة في دولة تشيلي، التي اكتسب فيها بقية اللغات بطريقة درامية.
البداية كانت مع اللغة الإنكليزية، التي تعلمها خلال دراسته بالمرحلة المتوسطة في نيوزيلندا، ليُتقن بعدها اللغتين الإسبانية والبرتغالية في أثناء اضطراره إلى العمل مدة عام مقدِمَ طعامٍ في أحد المطاعم بدولة تشيلي، وعامين مقدِمَ مأكولات ومشروبات للمدعوين في حفلات الزفاف، ليؤمِن قوت يومه ومصاريفه الدراسية، "بحكم العمالة الذين كانوا يتحدثون اللغة البرتغالية، أتقنتها منهم وتطورت فيها، وكذلك تعلمت الإسبانية من سكان تشيلي الأصليين"، يقول مشاري لـ"عربي بوست".

أما اللغة الفرنسية، فقد اكتسبها مشاري خلال عمله 3 أعوام في مجال الدهان وطلاء الجدران بشركة فرنسية، حيث كان زملاؤه في العمل من الجنسية الفرنسية، فاكتسب اللغة منهم في الوقت الذي كان يدرس فيه تخصص اللغات بالجامعة، التي تخرج فيها بعد 5 سنوات.

وفي وقتٍ لاحق، تمكن مشاري من إتقان اللغتين الإيطالية والألمانية، بالإضافة إلى لغة الإشارة الخاصة بفئة الصم والبكم وضعفاء السمع، وذلك خلال حصوله على درجة الماجستير في العلوم السياسية.

نصائح مشاري لتعلُم لغة جديدة

هل عانيت من تعلُّم لغة ما رغم حاجتك لتعلُّمها أو رغبتك في ذلك؟ حسناً، لا تقلق، فهذه المشكلة شائعة والكثيرون قد عانوها، لكن يمكنك التغلب على ذلك عبر اتباع هذه النصائح التي يقدمها مترجم الملوك.

أثبتت الطريقة التقليدية المتمثلة بـ"أستاذ يشرح وطالب شارد الذهن" فشلها وعدم كفايتها لتعلُم اللغة الجديدة، فمن المتفق عليه أن أي لغة جديدة تريد تعلُّمها لا بد من القيام بـ4 أمور؛ هي: التحدث والاستماع والقراءة والكتابة.

1- التحدث

وهو الممارسة "المفيدة" للغة، فيمكنك من خلالها التواصل حتى وإن كنت لا تجيد الكتابة ولا القراءة.

ويفضَل أن يتم التحدث مع أشخاص يتحدثون اللغة نفسها؛ ليفهموا ما تقول، ويمكن ذلك بالتواصل مع محيطك إن كنت ترغب في تعلُم لغة بلد أجنبي تقيم فيه، أو التواصل عبر الإنترنت حال تعذر التواصل المباشر، أو الحديث مع نفسك، وذلك عبر محاولة سرد أحداث يومك باللغة التي تتعلمها وتصحِح لنفسك ما تقع فيه من أخطاء.

2- الاستماع

السمع هو الأساس في اكتساب اللغة، فهو المصدر الذي تتلقاها من خلاله، وإتقانه بشكلٍ مبكر سيسهل عليك مسيرتك في تحقيق أفضل النتائج.

كيف تكون مستمعاً جيداً؟ ببساطة، بأن تستمر في الاستماع، لا تظن أنك ستستطيع تكرار جميع الكلمات التي تسمعها من أول مرة، فمن الطبيعي أن تجد صعوبة في تجميع حروف أو فهم العديد من الكلمات، والطريقة الأمثل هي التكرار؛ حتى تتمكن من فهم ما سمعته مع محاولة نطقه.

ويجب عليك أن تستمع لما تحبه، فإن كنت من محبي السياسة فاسمع الخطابات المطولة لزعماء الدول الناطقة باللغة التي ترغب في تعلُّمها، وإن كنت رياضياً فابحث عن المعلِّقين الرياضيين المهرة في اللغة التي تتعلمها واستمع إليهم، وإن كانت الموسيقى هي الأقرب لقلبك فستجد الكثير من الأغاني التي ترغب في تعلمها.

يقول مشاري: "أنا شخصياً أسمع خطابات مطولة لزعماء الدول الناطقة باللغة التي أريد تعلُّمها، فالخطابات غالباً ما تكون واضحة ومنمَّقة ويكون المتحدث فيها لبقاً وحذراً، ويتحدث بأسلوب مهذب، فتكون الفائدة أفضل وأجمل، وفي بعض الأحيان أواصل الاستماع للخطاب نفسه أكثر من شهر، ثم أقوم بترجمته، وبعد ذلك أحاول التحدث به، أستمع وأتحدث، أستمع وأتحدث، وأكرر الأمر حتى أنجح في إتقان الكلام بشكلٍ جيد".

3-الكتابة

بمجرد أن تتحدث بعض الكلمات انظر إلى طريقة كتابتها واحفظها على الفور، قبل أن تتعلم القواعد، فليس من الضروري أن تفهم القاعدة، المهم أن تكتب بشكلٍ صحيح.

وبمجرد أن تتمكن من كتابة جُمل رصينة طوِّر نفسك عبر كتابة القصص باللغة التي تتعلمها، او اكتب يومياتك وانشر مشاركاتك في مواقع التواصل الاجتماعي باللغة التي تحاول أن تتعلمها.

4- القراءة  

اختر المجال الذي تحبه وطالِع كتاباً فيه، ليس من الضروري أن تقرأ عن اللغة نفسها؛ بل المهم أن تقرأ باستخدامها.

5- أخطِئ

من لا يخطِئ لا يتعلم، فالخبرة تأتي من الأخطاء، فلا تيأس وتعزف عن تعلُّم اللغة بسبب بعض الأخطاء التي تقع فيها، لا بد لك من أن تخطئ في البداية حتى يتحسن نطقك وكتابتك.

عندما تتعلم اللغة لا تقارن نطقك وكتابتك بمُتحدثي اللغة الأصليين في البداية، ولا تخف كيف سيبدو شكلك حال نطقك بشكلٍ خاطئ؛ بل انظر إلى الأجانب الذين يتعلمون العربية، كيف يبدون في البداية؟ وكيف يصبحون بعد المواظبة على التكرار رغم الأخطاء التي يقعون فيها في البداية؟ فالاستمرار في الخطأ عند تعلُّم اللغة أمرٌ صحيح؛ لذلك أخطِئ، لكن تعلَّم من خطئك.

المسيرة العملية لمشاري

بعد سنوات من العمل كمقدِّم طعام في أحد المطاعم وطلاء الجدران، عاد مشاري إلى بلاده السعودية عام 2013، ليبدأ رحلة عملية جديدة بدأها في خدمة العملاء ببنك البلاد، ثم مترجماً لضيوف خادم الحرمين الشريفين إبان عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وصولاً إلى عمله مترجماً مدنياً في وزارة الحرس الوطني السعودية.

كما عمِل مشاري مترجماً لنادي الوحدة السعودي، ويعمل حالياً مترجم الفريق الأول في النادي الأهلي السعودي لكرة القدم.

وعن طبيعة عمله في الترجمة للملوك وزعماء الدول، أوضح مشاري أنه عمل بالترجمة للعاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز وضيوفه الذين كان يستقبلهم، كما عمل بالترجمة الفورية في الحديث والحوارات، وكذلك كان يترجم في المؤتمرات من خلال السماعات التي يرتديها ضيوف المؤتمرات، التي غالباً ما كانت تُنقل على الهواء مباشرة.

وحظي الشاب السعودي بتكريم من خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة ومستشار العاهل السعودي؛ وذلك نظير ثقافته العالية وكونه مثالاً يُحتذى به بين الشباب.

كما حظي بتكريم من وزير الشباب والرياضة لدولة أذربيجان؛ بسبب تميُّزه وترجمته المؤتمر الإسلامي الثاني في جدة.

الفضل لوالدي وزوجتي

وفي نهاية حديثه مع "عربي بوست"، أكد مشاري أن الفضل في تطور مسيرته العلمية والعملية يعود إلى والديه اللذين شجَّعاه ومنحاه الدعم اللازم والممكن ليصل إلى ما هو عليه، بالإضافة إلى زوجته التي وثقت به وبقدرته على أن يكون أفضل، متقدِّماً بالشكر لهم ولجميع من ساندوه ليضع بصمته الإيجابية في المجالات التي عمل فيها، ولا سيما المجال الرياضي.

علامات:
تحميل المزيد