لأول مرة أسقف مصري يشارك في حفل زواج ملكي بريطاني.. هل خالف هذا الضيف عقيدته كما اتهمه مصريون؟!

600 مدعوٍّ في كنيسة القديس سان جورج الإنجيليكية كانوا من بين الحاضرين في حفل الزفاف الذي خطف أنظار المتابعين بكل تفاصيله، لكن اللافت في زفاف الأمير هاري، حفيد ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، إلى الممثلة الأميركية ميغان ماركل، تلك المشاركةُ التي غابت الكاميرات عن رصدها بشكل كبير وهي حضور أسقف مصري في حفل زواج ملكي ببريطانيا.

حضر الأنبا أنجيليوس، أسقف الكنيسة المصرية الأرثوذكسية لأبرشية لندن، مراسم الزفاف. تلك هي المرة الأولى التي يشارك فيها أسقف مصري في حفل زواج ملكي ببريطانيا، والمرة الأولى أيضاً التي يشارك فيها قيادي كنسي ينتمي إلى الأقباط الأرثوذكس في مراسم زفاف بروتستانتي ملكي.

HE Archbishop Angaelos @BishopAngaelos joins The Revd Prebendary Rose Hudson-Wilkin, Chaplain to HM The Queen, in praying for #PrinceHarryAndMeghan during #RoyalWedding  ceremony in St George's Chapel, Windsor Castle. Congratulations to the Royal Couple from all @CopticMediaUK ! pic.twitter.com/hbWkqQz3ul

— CopticMediaUK (@CopticMediaUK) May 19, 2018

مراسم الزواج ترأَّسها رئيس أساقفة كانتربيري جوستين ويلبي، وألقى العظة رئيس الكنيسة الأسقفية الأميركية، وكانت مشاركة الأسقف المصري مهمة ولافتة؛ إذ خُصصت له بعض الطقوس كي يؤديها، ليصبح أول كنسي مصري يشارك في مراسم زفاف ملكي ببريطانيا.

لكن المشاركة هذه لم ترُق للبعض ممن اعتبروها – ووفقاً للمذهب الأرثوذكسي – منافيةً للعقيدة، التي لا تسمح بأداء صلوات على طريقة عقيدة أخرى.

عبد المسيح باس كاهن كنيسة العذراء بمسطرد، قال لـ "عربي بوست"، إن حضور الأنبا أنجيليوس لا يتنافى مع العقيدة، وإنه يرى أن حضوره أمر ضروري ولازم، "ولا أرى أن هناك مشكلة في حضوره حفل الزفاف؛ لأنه لم يؤدِ صلوات دينية تتعارض مع العقيدة الأرثوذكسية، وإنه فقط ذهب للمجاملة، الأمر الذي لا يتعارض مع العقيدة بأي شكل، كثير من المسلمين يحضرون مراسم زفاف لأصدقائهم المسيحيين ونحن أيضاً نحضر الحفلات الخاصة بزواج إخواننا المسلمين كنوع من أنواع المجاملة، فهل هذا يغير من عقيدتنا أو من عقيدتهم الإسلامية؟ بالعكس، هذه المجاملات مطلوبة وضرورية؛ بل ولازمة في بعض الأحيان".

وأشار عبد المسيح إلى أن حضور الأنبا أنجيليوس، أسقف الكنيسة المصرية بلندن، مثل هذه المناسبات يعزز من الترابط بين رجال الدين في المجتمعات التي يوجدون فيها، معتبراً إياهم "سفراء لدينهم وجنسيتهم".

إلا إن متابعين على الشبكات الاجتماعية رأوا أن حضوره يعزز الفارق في التعامل مع أبناء الطبقات المتوسطة والزيجات الملكية؛ لأنه يعارض تطليق المتزوجات إلا لأسباب قهرية، ومع هذا بارك زفاف ميغان والمطلقة من المنتج ترافور أنجليسون، الذي انفصلت عنه بعد عامين من زواجهما.

والأنبا أنجيليوس هو أسقف الكنيسة المصرية بلندن، وسبق أن منحته ملكة بريطانيا في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وساماً رفيعاً؛ لدوره في تعزيز الحرية الدينية.

كما أنه حاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية بدرجة ضابط، وهي رتبة فائقة الامتياز، نظير جهوده في خدمة الحريات الدينية بالعالم.

ويتميز بعلاقاته الوثيقة مع المسؤولين البريطانيين وبعلمه العقائدي واللغوي الواسع وبثقافته الكبيرة، وهو من الذين يحظون بثقة البابا تواضروس، بابا الأقباط في مصر.

هاجرت أسرته وهو طفل في العام 1973 إلى أستراليا، لكنه عاد إلى مصر في العام 1990، وترهبن في دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون. وفي أثناء خدمته بالدير، أصبح مسؤولاً عن إدارة المقر البابوي، وقاعة المؤتمرات في مقر الدير، وكان أيضاً يخدم كسكرتيراً للبابا شنودة الثالث 6 سنوات.

أصبح مسؤولاً عن إصدار النسخة الإنكليزية لمجلة الكرازة التي تصدرها الكنيسة، ووصل لكونه أسقفاً عاماً بعد أن عيَّنه البابا شنودة أسقفاً عاماً في إنكلترا في العام 1999.

يتولى الأنبا أنجيليوس الإشراف على أبراشية لندن للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى إنكلترا ورئيس جمعية الكتاب المقدس العالمية.