صرَّح علماء فلك، الإثنين 21 مايو/أيار 2018، بأنهم اكتشفوا كويكباً غازياً جديداً جاء من خارج المجوعة الشمسية، ويدور حول الشمس بشكل معكوس في مدار كوكب المشتري، في ظاهرة ترقى لدرجة "معجزة"، لأنه لا يرتطم بالمشتري بحسب القوانين الفيزيائية.
وبحسب تقرير لصحيفة The New York Times الأميركية، فإن الكويكب الذي يُرمز إليه بـ"BZ" ظل بين كواكبنا، وفقاً لدراسةٍ جديدة نُشرت الإثنين 21 مايو/أيار 2018 في مجلة Monthly Notices of the Royal Astronomical Society: Letters.
وكشفت الدراسة أيضاً أن هذا الكويكب، المعروف باسم 2015 BZ509 واختصاره "BZ"، لم يثِر ضجّة مثل كويكب أومواموا، وهو صخرة على شكل سيجار، تسبَّب في إحداث ضجة كبيرة؛ إذ طاف عبر النظام الشمسي الداخلي ثم عاد إلى الفضاء البينجمي في الشتاء الماضي.
وفي عام 2014، اكتُشِفَ "BZ"، وكان يتشارك الفضاء المداري مع كوكب المشتري ويُتم دورةً كاملة حول الشمس كل 11.6 عام. لكنه يدور حولها في اتجاهٍ معاكس للمشتري والكواكب الأخرى ضمن ما يسمى "المدار المتراجع". يعود السبب الوحيد وراء تجنُّبه الارتطام بالمشتري هو أن مداره على شكل بيضاوي؛ ومن ثم تنزلق الصخرة داخل مدار الكوكب العملاق وخارجه بينما يدور، بحسب الصحيفة الأميركية.
كان يحاول كل من فتحي نعموني، من مرصد Observatoire de la Côte d'Azur بفرنسا، وزميلته هيلينا موريس، من جامعة Universidade Estadual Paulista، اكتشاف سبب اتخاذ الكويكب هذا المسار حينما اكتشفوا أنه لا يمكن أن يكون قد وصل إلى مكانه الآن على الأقل وفقاً لتاريخ النظام الشمسي كما نفهمه. كان ينبغي أن يكون "BZ" كويكباً دخيلاً منذ البداية.
وقال نعموني للصحيفة الأميركية، إن ما أثار فضولهما هو الاكتشاف الإضافي العام الماضي (2017) أن الكوكب والكويكب محجوزيا معاً ضمن نطاق رنين تجاذبي ومداري؛ إذ يستغرق الكويكب ليكمل دورة كاملة في المدار الوقت نفسه الذي يستغرقه كوكب المشتري؛ ومن ثم يتجاذب الاثنان بانتظام. هذا يعني أن مدار الكويكب لا بد أن يكون مستقراً.
وأوضح: "لكن في بداية هذا البحث، لم نشك في أن يكون BZ من أصل بينجمي، ولقد طوَّرنا طريقةً جديدة تسمح لنا بتتبُّع الكويكب في الوقت المناسب، لنكتشف من أي جزء من النظام الشمسي أتى".