ألمانية تبتكر للمسلمين أجندة غير مألوفة برمضان.. حتى المحلات التجارية ببرلين أقبلت على بيعها

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/21 الساعة 13:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/21 الساعة 13:17 بتوقيت غرينتش

أطفال يحملون تقويماً مزركش الألوان مليئاً بالرسوم الكرتونية كُتب أعلاه "رمضان كريم"، يفتحون والسعادة تغمرهم أحد أبوابه التي تحمل الشوكولاتة أو الحلوى مع سؤال متعلق بالدين الإسلامي كشأن "ما اسم الكتاب المقدس لدى المسلمين؟"، هكذا بدأ الإعلان الترويجي لأحد تقويمات شهر رمضان التي لاقت انتشاراً كبيراً في ألمانيا.

تشتهر ألمانيا بـ"الأدفنتسكالندر" وهو تقويم مسيحي يُهدى للأطفال ليفتحوا كل يوم باباً فيه يحتوي على حلوى، ابتداءً من الأول من شهر ديسمبر وحتى الـ ٢٤ منه، حتى الاحتفال بعيد الميلاد.

بدأت سيدتان من أصول عربية في العامين الماضين بإنتاج تقويمين إسلاميين، سُمي أحدهما "إفطارلندر"، والثاني "رمضان كالندر"، استوحتا فكرتهما من التقويم المسيحي، وأضافتا عليه طابعاً رمضانياً خاصاً، عبر زيادة عدد أبوابه إلى ٣٠ باباً، ما جعل وسائل إعلام ألمانية تعتبر أنهما غيرتا من شكل الاحتفال بالشهر الفضيل في البلاد.

"رمضان كالندر"

وكان "رمضان كالندر" يُباع سابقاً في المتاجر التركية والعربية أو على موقع المنتج في ألمانيا، لكنه ابتداءً من هذا العام يُباع في سلسلة متاجر "كاوفلاند" الشهيرة، بعد تزايد الطلب عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفقاً لمنتجته.

وتضع سيدة الأعمال المسلمة من أصول لبنانية "منال الداوود" في الباب الثلاثين من تقويمها، الذي يعد آخر يوم من الشهر أو يوم العيد، لعبة.

وباعت "منال" صاحبة شركة "غاما-تزوكرسوس" الموجودة في برلين، منذ إنشائها التقويم في العام ٢٠١٥، الآلاف من القطع، وباتت تصدرها إلى خارج ألمانيا.

في مقابلة مع موقع "بينتو" الألماني قالت منال إنها تعيش في ألمانيا منذ أن كان عمرها عاماً واحداً، وكانت تتمنى لو كان هناك تقويم كهذا عندما كانت صغيرة.

وروت كيف أن الأجواء الرمضانية لا تبدو بارزة في ألمانيا، على عكس ما عليه الأمر في شهر ديسمبر حيث الاحتفالات بالميلاد، وإنها بدأت عندما كانت ابنتها في الثانية من عمرها بتزيين شقتها بالأضواء والبالونات، وصنعت لها تقويماً لرمضان وضعت فيه الحلوى والألعاب، مشيرة إلى أن أطفالها أعجبوا به جداً، ففكرت بإمكانية أن يروق الأمر لبقية الأطفال المسلمين أيضاً.

وفيما إذا كانوا يقومون بإنتاج نسخ بلغات مختلفة، تقول "منال" إنهم ينتجون دفعات من التقويم بشكل فردي، ويصدّرون إلى بلدان كسويسرا والنمسا وتركيا وبلغاريا وهولندا، وتضيف أن هناك زبائن يطلبون بالقطعة، إلى جانب جهات كالمساجد والجمعيات تطلب كميات كبيرة.

Eine #Islamisierung findet nicht statt. Oder doch???#Ramadan #Ramadankalender #Kaufland

Posted by Dr. Malte Kaufmann on Tuesday, April 3, 2018

"رمضان كالندر ينتمي لألمانيا"

ساد جدل سياسي ومجتمعي واسع في الآونة الأخيرة بعد أن جدد وزير الداخلية الجديد القادم من بافاريا "هورست زيهوفر" النقاش حول فيما إذا كان الإسلام ينتمي إلى ألمانيا، إذ أن طابع البلاد مسيحي-يهودي.

وعن ذلك تقول "منال" إنها تعيش في ألمانيا منذ أن كانت صغيرة، وزوجها ذو الجذور اللبنانية ولد في نفس البلد أيضاً، وأنهما من فلسطينيي لبنان.

ولموقع  "تيليكوم أونلاين" أكدت منال إنها لا يمكنها أخذ النقاش الذي أثاره زيهوفر بجدية إذ أنها درست في جامعة برلين التقنية،  زوجها يعمل لدى شركة "تيليكوم" وأنهما يواظبان على العمل بجد يومياً واندمجا تماماً في المجتمع، مؤكدة أن الإسلام ينتمي لألمانيا كشأن بقية الأديان.

وبيّنت أن الإندماج بالنسبة لها يعني تأقلم المرء مع البلد الذي يعيش فيه، وجلب المرء قيماً من بلده إلى حيث يعيش، مشيرة إلى أن "تقويم رمضان (رمضان كالندر)" يرمز لذلك بشكل كبير، الربط بين ثقافتين ودينين.

منتجة "رمضان كالندر" تتحدث عن أصداء إيجابية له

تحدثت "منال" عن ردود أفعال إيجابية للمنتج من قبل المسلمين وغير المسلمين، مشيرة إلى أن سياسياً في حزب البديل لأجل ألمانيا،"حاول" التحريض ضدها.

وكانت تشير بذلك إلى السياسي مالته كاوفمان الذي نشر صورة للتقويم المعروض في متجر لـ"كاوفلاند"، زاعماً أن "أسلمة" تجري للبلاد. وعرضت النسخة الألمانية من "هاف بوست" حينها للكثير من التعليقات التي انتقدت "كاوفمان".

وتقول منال إنها ترغب في دعوته لتريه كيف يفطرون خلال رمضان، معبرة عن قناعتها بأنه لو جلس معهم على الطاولة لتفكر في أحكامه المسبقة.

ألمانية -مغربية تنتج تقويماً يضم تمراً مغطى بالشوكولاتة

وعلى النحو ذاته، كانت الألمانية المغربية الأصل، نادين دوكالي، من ولاية هيسن وسط ألمانيا، قد ابتكرت قبل ٣ أعوام "إفطارلندر" وضعت في كل من أبوابه الثلاثين تمراً مغطى بالشوكولاتة، صالحاً لمختلف الأعمار.

ونشرت على صفحة المنتج بموقع فيسبوك هذا العام عدة أنماط جديدة من التقويم، كان أحدها نمط "الحب" الذي يضم تمراً مغطى بمختلف أنواع الشوكولاتة، ونمط "سلام" الموجه للأشخاص النباتيين.

Iftarlender spotted Galeria Kaufhof und Hussel Confiserie Remscheid! Die kleine süße Maus freut sich auch – Danke an @…

Posted by Iftarlender on Friday, April 20, 2018

وعبرت "دوكالي" في منشور نشرته شهر نيسان الماضي، عن سعادتها لوجود أشخاص آخرين يتجهون لإنتاج منتجات شبيهة بتقويمها، متمنية لهم النجاح من قلبها، بعد أن تناهى إلى سمعها إنتاج شركة "غاما-تزوكرسوس" لتقويم "رمضان كالندر" المذكور وطرحه في السوق.

Bald ist Ramadan und der Iftarlender ist wieder zu haben!! Dieses Jahr in einen neuen, edlen Design. Für alle die den speziellen Kalender für den Ramadan noch nicht kennen hier ein kleines Video zur Aufklärung. Der Vorrat ist leider begrenzt also zugreifen!!Wir wünschen eine Frohe Zeit."

Posted by Iftarlender on Thursday, March 29, 2018