أثار القس مايكل كاري، الأميركي من أصل إفريقي، إعجابَ الحضور في حفل زفاف الأمير هاري وميجان ماركل بعظةٍ حماسية عن "قوة الحب"، اجتذبت ابتسامات في الكنيسة البريطانية العتيقة، وأثارت فيضاً من الإشادات على الإنترنت.
وبدأ كاري، وهو أول أسود يترأس الكنيسة الأسقفية في الولايات المتحدة، عظته باقتباس من مأثورات بطل الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج، ثم بالاقتباس من نصوص دينية وأشعار تعود للعصور الوسطى وتجارب العبيد في جنوب أميركا.
وقال في بداية العظة "هناك قوة في الحب. لا تستهينوا بها… إذا لم تصدقونني فكروا في الوقت الذي وقعتم فيه في الحب لأول مرة".
وبنهاية الخطبة كان القس يشير إلى هاري وميجان "بأخي وأختي"، وقال لهما "الرب يحبكما.. فليباركما الرب"، قبل أن تتردد في القاعة ألحان أغنية (ستاند باي مي).
وابتسمت ميجان خلال استماعها للعظة، في حين كان هاري يصغي باهتمام.
وقالت كارين لونج من هيوستن في تكساس، التي جاءت إلى وندسور مع شقيقتها وصديقتها، وارتدين ملابس اشبينات "كانت لحظة فريدة بالنسبة للأميركيين من أصل إفريقي. كما لو كنا داخل الكنيسة. كان المعنى الكامن في الكلمة هو أن الحب يتغلب على كل شيء… كان المزيج المثالي بين ثقافتها والثقافة الملكية. وبالنسبة لامرأة أميركية من أصل إفريقي كان ذلك مزيجاً من الجنة".
وغلبت التعليقات الإيجابية على ردود الفعل على عظة الأسقف كاري على شبكات التواصل الاجتماعي.
وشوهد الأمير وليام وهو يبتسم خلال الخطبة المطولة، فيما أومأت دوريا راجلاند والدة ميجان برأسها عدة مرات وهو يتحدث.
وأثارت تعبيرات وجوه الحاضرين، خاصة من الأسرة المالكة، أثناء العظة اهتمام المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي جزء من العظة خرج كاري عن النص المعد سلفاً، وقال للحضور إن الحب ليس للشباب فقط، بل إنه جزء من ترتيب الله، وله قوة تكفي لتغيير العالم.
احتفالات بين الأميركيين
وعمَّت الاحتفالات بين الأميركيين من أصل إفريقي عبر الولايات المتحدة اليوم السبت، ابتداء من حفلات أقيمت قبل الفجر في لوس أنغليس، إلى تغريدات على تويتر من ميامي إلى انديانابوليس، ابتهاجاً بزواج الأمير هاري من عروسه الأميركية ميجان ماركل.
وهلّلت حشود تجمعت في الفناء الخارجي لحانة كات أند فيدل في لوس أنغليس قبل الفجر، أثناء بث التلفزيون لمراسم زواج الأمير هاري من ماركل المولودة لأب أبيض وأم أميركية من أصل إفريقي.
وزاد حماس الأميركيين من أصل إفريقي مع كل لفتة كانت تعترف بالتراث الإفريقي الأميركي، ابتداء من العظة الحماسية التي ألقاها القس مايكل بروس كاري إلى الجوقة التي غنَّت أناشيد إفريقية، وأداء عازف التشيلو شيكو كانيه ماسون، أول موسيقي أسود يفوز بجائزة هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) لأصغر موسيقي خلال العام.
ووالدة ماركل أميركية إفريقية، وكانت هي الوحيدة من أفراد أسرتها التي حضرت حفل الزفاف.
وأصبحت ماركل مصدر إلهام لبعض الأميركيين السود الذين يعتبرون وضعها الاجتماعي الجديد دليلاً على ضرورة ألا تفرض الأفكار المسبقة والحواجز الاجتماعية قيوداً على الحياة.
وتناولت عظة القس كاري تاريخ العبودية المؤلم والنضال، من أجل حقوق الإنسان في أميركا لتأكيد سطوة الحب.