جاءت السيول فجرفت أحلامهم.. مزارعو التبغ في الساحل السوري خسروا جهد عام كامل بسبب الأمطار

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/18 الساعة 15:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/18 الساعة 15:49 بتوقيت غرينتش

بساتين خضراء من التبغ على امتداد النظر كان من المفترض أن ينتهي بها المطاف في أيدي الملايين كي يشعلوها ويتذوقوها على شكل سجائر محلية الصنع، لكن سوء الحظ وسوء الأحوال الجوية سيحول دون ذلك، وفي أحسن الأحوال سيصل منها مقدار قليل من الوريقات الخضراء لنهاية المشوار.

فقبل أيام تعرضت قرى في اللاذقية وطرطوس -وتحديداً أرياف مناطق جبل والقرداحة والحفة وبانياس وطرطوس – لأمطار شديدة رافقها تساقط حبات من البرد، وبعدها تشكلت سيول جرفت الكثير من الأراضي الزراعية التي أمضى أصحابها قرابة العام وهم يزرعونها، ومع المحاصيل ضاعت أموال كثيرة دفعت وجهد طويل صرفه مزارعو التبغ.

وكرد فعل على هذه الصدمة التقط أحد الفلاحين صورة له وسط حقله الموجود بقرية "بارمايا"، وحمل لافتة كتب عليها "المزارع المنحوس"، كتوصيف لوضعه وظرفه، وعلى الفور لاقت الصورة تفاعلاً كبيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

#قرية_بارمايا المزارع المنحوس

Posted by ‎بانياس اليوم‎ on Monday, May 14, 2018

فرحة لم تكتمل

في قرية "الرباصة" كانت إحدى السيدات تتحسر على ضياع ما زرعته، الموسم تضرر بشكل كامل بالنسبة لها، وخسرت كل ما قامت به بسبب حبات البرد التي أتلفت الوريقات وتركها بوضع سيئ، ولا تعرف إن كانت الجهات الحكومية ستعوضهم وما مقدار التعويض الذي قد ينالونه.

إلى جانب حقل السيدة كان جارها يتفقد خسائر حقله التي تتفاقم يومًا عن يوم، فالخسارة التي لحقتهم جاءت على مراحل، في البداية تأثر الزرع بسبب حبات البرد الكبيرة، ثم جاءت السيول فجرفت ما بقي سليماً منه.

ويقدر الرجل خسارة موسمه في حدود الـ80%، مضيفاً بأن التبغ هو محصولهم الأساسي ولا يمكلون أي محصول آخر، فرحتهم لم تكتمل بعدما وعدتهم الحكومة برفع سعر التبغ وشجعتهم على العودة لزراعته جاءت هذه الكارثة الجوية لتسرق منهم حلمهم.

تحركات حكومية

مدير زراعة اللاذقية منذر خيربيك أكد في تصريح له أن العاصفة المطرية والبرد ألحقا أضراراً بـ 1000 هكتار تبغ، بنسبة تتراوح بين 50% و90 %، كما أن المساحة المتضررة بالنسبة لأشجار التفاح بلغت 1300 هكتار ، وذلك بنسبة 60 % الى 70 % ، فيما بلغت مساحة محصول الكرز المتضررة في المناطق الثلاث 400 هكتار .  

رئيس الحكومة في سوريا عماد خميس أمر بإحصاء الأضرار من أجل التعويض كما شكل محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم لجاناً للمتابعة، وأعلنت المؤسسة العامة للتبغ –الجهة المسؤولة عن شراء المحصول عادة- أنها ستعفي المتضررين من قيمة الشتائل المأخوذة من مشاتلها، وستقدم لمن يرغب بالزراعة مجدداً شتائل مجانية، وستقوم أيضاً بتأجيل ديونها على المزارعين والتي مواد الخطة الزراعية للموسم الحالي كالمبيدات والأسمدة والرقائق البلاستيكية".

وكانت حكومة بشار الأسد، قررت نهاية العام الماضي زيادة أسعار شراء محصول التبغ من المزارعين، اعتباراً من موسم 2017-2018، وتنوعت الزيادة باختلاف الأنواع، إذ بلغت 100% لنوع الفرجينيا، ورفعت سعر نوع البرلي بنسبة 125%، ونوع شك البنت بنسبة 125%، ونوع كاتريني بنسبة 150%، كمارفعت نوع البصما بنسبة 160%، ونوع البريليب بنسبة 260%, ونوع التنباك بنسبة 250%.