صحراء مصر تخلو من مباني الكائنات الفضائية.. هذا تفسير ما تداولته الصحف البريطانية

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/13 الساعة 07:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/13 الساعة 07:43 بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة The Daily Star البريطانية تقريراً يتحدث عن تصوير لقطات غريبة من الصحراء الشرقية في مصر، بخدمة التصوير بالأقمار الاصطناعية التي تقدمها Google Maps، ووصفتها بأنها بقايا مباني مدينة فضائية!

الصحيفة البريطانية اعتمدت في تقريرها على فيديو نشرته قناة SecureTeam10 على يوتيوب، يتحدث عن بقايا مبانٍ بنتها كائنات فضائية؛ مفسرةً ذلك بشبه المباني من بعيدٍ بالمقص المفتوح، وهي مدبَّبة ويحاط بها عدد من الدوائر.

الفيديو الذي نشرته القناة في أبريل/نيسان 2016 تخطى المليون مشاهدة، فيما اختلفت التعليقات في تفسير هذه المباني الغريبة.

في الحقيقة، يصعب تصديق رواية  "مبنى الفضائيين"، بل يُتوقع أن تمثّل المباني الظاهرة قاعدةً عسكريةً لسلاح دفاع الجو المصري.

في صحراء مصر مبانٍ لكائنات فضائية.. صحف بريطانية تنشر تقارير، والدليل تُظهره خرائط جوجل

ليست مباني فضائيِّين

انقر المربع يسار أسفل الخريطة لمشاهدة التضاريس

يقع الموقع المثير للجدل، على بُعد أقل من 200 متر من الطريق الدائري المحيط بالقاهرة (القوس الشرقي)، وهذا يعني أنه يمكن مشاهدة المبنى بوضوح في أثناء المرور بجواره، كما أنه قريب نسبياً من أحياء "مدينتي" و"مدينة بدر" و"القاهرة الجديدة".

وإضافة إلى ذلك، يقع الموقع على بُعد أقل من كيلومتر واحد من "العاصمة الإدارية الجديدة" التي تقوم الحكومة المصرية ببنائها لنقل الوزارات الحكومية إليها، ويُستبعد أن تكون المباني الحكومية على بُعد كيلومتر من موقع مفترض للفضائيين!

وبالعودة بالتاريخ فترة زمنية بواسطة خرائط جوجل، لا يبدو الموقع موجوداً قديماً، ما يعني أنه بُني حديثاً فقط، ويقع بجواره موقع لمطار مفترض.

هل لدى الجيش المصري قدرات حديثة؟

يقول مقدم الفيديو إنه يستبعد أن يمتلك الجيش المصري قدرات حديثة لتصميم مبانٍ بهذه الطريقة، وهذا غير صحيح.

فقوات الدفاع الجوي المصرية هي أحد الفروع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، وتمتلك مصر منظومات دفاع جوي حديثة شرقية وغربية المنشأ، وتشمل صواريخ مضادة للطائرات بعيدة ومتوسطة وقصيرة ومدفعية ضد الطيران ومنظومات إنذار مبكر ورادارات.

الموقع ليس سرياً من الأساس!

في المنطقة الواقعة بين مدينة الرحاب والجامعة الأميركية ومدينة القاهرة الجديدة والتجمع الخامس، يوجد الشكل البنائي نفسه تماماً في قلب منطقة سكنية، محاطاً بمجمعات سكنية وبيوت فارهة وفنادق ونوادٍ رياضية معروفة، ويُستبعد تماماً وجود مبنى لكائنات فضائية في قلب منطقة سكنية حيوية في ضواحي القاهرة الجديدة.

وتوجد مواقع أخرى شبيهة وقريبة أيضاً

الفضائيون لم يزوروا مصر.. حسب علمنا!

يبدو الموقع إذاً مكاناً عسكرياً لنظام SA-2 SAM المطوّر؛ إذ تسمح المنحدرات الممدودة على المنصات المرتفعة بوضع أنظمة الرادار فوق المستودعات من أجل إعطاء الرادارات خطاً مباشراً أفضل للموقع لتهديدات محتملة منخفضة السرعة قد تحاول استخدام التضاريس المرتفعة المحيطة لإخفاء مكانها.

والسواتر الدائرية المحيطة الستة هي المكان الذي ستُوضع فيه قاذفات الصواريخ SA-2، ومنصات الإطلاق. كما أنه يوجد منحدر لكل منصة لسهولة سحب الرادار والمعدات لموضع تشغيله وإرجاعه إن تطلّب الأمر، وهذا بالتأكيد ليس من تصميم الفضائيين.

وهذه ليست المرة الأولى للفضائيين في مصر حسب الموقع البريطاني؛ إذ سبق أن نُشر موقع سياحي قريب من الغردقة يتكون من مسار حلزوني قريب من البحر الأحمر، أُنشئ في العام 1997 بالرمال كموقع فضائي للفضائيين.

وقبل شهر، وتحديداً في مارس/آذار 2018، نشرت صحيفة Sunday Express البريطانية تقريراً يتحدث عن الفيديو نفسه، والافتراضات التي قالها المغردون، ملمحةً إلى الشبه بين هذه المباني والأخرى في سلسلة أفلام Star Wars.

أنظمة الدفاع الجوي: SA-2 أو S-75 أو سام

هو نظام دفاع جوي سوفييتي، تم بناؤه ليتكون من صاروخ أرض/جو مع نظام توجيه. منذ نشرها الأول في العام 1957، أصبحت أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي انتشاراً في التاريخ. وقد سُجلت أول عملية تدمير لطائرة عدو بواسطة صاروخ أرض/جو، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1959، اكتسب هذا النظام شهرة نتيجة عدة نجاحات.

وبدأت قوات الدفاع الجوي السوفييتي في استبدال S-75 بنظام S-300 المتفوق إلى حد كبير في 1980. ولكن لا تزال S-75 في الخدمة بأماكن مختلفة حول العالم، وخاصة في فيتنام ومصر بكبرى عمليات نشر لـ 280 صاروخاً لكل منهما، وأيضاً تستخدمه كوريا الشمالية والصين.

وتتكون المنظومة من بطاريات صواريخ ومنصات إطلاق ومنحدرات ونظام رادار تحذير مبكر ومخبأ للتخزين.

واستُخدم نظام سام خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 بواسطة مصر، التي صارت تنتج نسخة خاصة منه. وتُستخدم صواريخ مضادة للطائرات "سام-2" بنية شبيهة بالهرم مع منحدرات ومخابئ شبيهة، إضافة إلى أن هناك مسارات في الرمال تصل للموقع المذكور، وهذا يعني أن الموقع المذكور ليس مهجوراً.

علامات:
تحميل المزيد