بدأت القصة حين عَرض مواطن مغربي مقيم بالرباط دراجة هوائية للبيع على موقع إلكتروني مُتخصِّص لإعلانات البيع والشراء، من دون أن يعلم أنه يُعرض نفسه بهذه الصورة إلى مساءلة قانونية.
انتشرت صور الدراجة بشكلٍ كبيرٍ على الشبكات الاجتماعية مصحوبة بسؤال، كيف وصلت الدراجة الهوائية لسكان الرباط!
خدمة خاصة بسكان مونتريال
La saga du BIXI marocain se poursuit.
Gepostet von Le Journal de Montréal am Montag, 23. April 2018
أثير هذا السؤال لأن نوع الدراجة المعروضة خاصة فقط بسكان مدينة مونتريال الكندية، حيث تقدمها لهم البلدية ومخصصة للإيجار بطريقة ذاتية، لا يتم تصنيع هذا النوع إلا داخل المدينة الكندية، كما لا يتم تسويقه خارجها، الأمر الذي يجعل بيعها خارج حدود مونتريال مخالفة قانونية.
دارت تساؤلات لمعرفة ما إذا كانت الصورة مفبركة والخبر عارياً عن الصحة، إلا أن مدير التسويق لدراجات البيكسي في مونتريال علّق قائلاً إنه يجهل كيف وصلت الدراجة إلى شمال إفريقيا وأن 0,1% من دراجات البيكسي تختفي في مونتريال ومن النادر جداً أن توجد تلك الدراجات المختفية في دول أخرى على غرار المغرب.
واعتبر المسؤول بالشركة، أن بيع الدراجة التي يعود تصميمها لأربع سنوات على الأقل غير قانوني، خاصة وأن سعرها الحقيقي يبلغ 2000 دولار كندي. كما أبدى استغرابة لاختفاء عدد قليل من الدراجات في العام 2017، مقابل 125 دراجة فُقدت في العام 2010.
دراجة مسروقة!
عندما نشر عبد العالي، صاحب الدراجة الجديد، صورة "بيكسي" لم يكن يخطر بِباله أنها مسروقة، بعد أن عمل أحدهم على نقلها من مونتريال إلى المغرب، مؤكداً أنه قام باقتنائها من أحد الأسواق الشعبية، قبل أن يعود لعرضها للبيع من جديد عليه بمبلغ 2500 درهم مغربي ما يعادل 265 دولاراً.
ما إن علم عبد العالي، حقيقة الدراجة المعروضة والتي أُخبر بداية أنها من صنع أوروبي، حتى عدل عن فكرة بيعها، ليسحب عرضه، مقرراً الاحتفاظ بها لنفسه وفق ما أكده لجريدة 24Heures، موضحاً أنه لا يعلم الطريقة التي وصلت بها هذه الدراجة التي يستعملها للتنقل من وإلى العمل للمغرب.
الشركة لن تحقق في السرقة
ولأنها واقعة نادرة الحدوث، لا تعتزم شركة "بيكسي مونتريال" فتح تحقيق أو السعي لاستعادة الدراجة التي لا تزال مجهولاً طريقة نقلها ما بين ضفَّتي الأطلسي، إلا أن مهتمين مغاربة رجَّحوا أن يكون سارقها قد عمد إلى تفكيكها إلى قطع صغيرة وشحنها صوب المغرب قبل أن يتم تركيبها من جديد وبيعها بأحد أسواق الرباط لتصل لعبد العالي الذي عرضها على الإنترنت.
وبالرغم من تساهل مسؤولي الشركة ورفضهم المتابعة القانونية، ألقت الواقعة بظلالها على المهاجرين المغاربة بكندا، ممن أبدَوا أسفَهم لهذا التَّصرف الذي يسيء إليهم ويسعى لتكريس انطباع سيئ عنهم، وهذا بالضبط ما سارت إليه المواطنة المغربية نزهة العبرطة، القاطنة بإقليم الكيبيك، مؤكدة أن الأمر "محرج للغاية خاصة وأن الدراجة ذات ملكية عامة لا يجوز بأي حال من الأحوال استغلالها بهذه الطريقة".
وقالت الشابة المغربية خلال حديثها لـ"عربي بوست"، إن مثل هذه التصرفات وغيرها تسيء للمهاجرين المغاربة عموماً، لافتة إلى أن "هذه الطرق باتت منتشرة أكثر وفي مجالات مختلفة كما يحدث حين يعمد مهاجرون من جنسيات مغاربية إلى الاستفادة من مساعدات اجتماعية شهرية وسنوية بسبب البطالة، عامدين في الوقت نفسه إلى العمل غير المُصرح للتهرب من الضرائب"، حسب رأيها.
خبر ظهور الدراجة الهوائية المونتريالية بالمغرب، لاقى سخرية عارمة من طرف مدونين ونشطاء، وانبرى آخرون إلى التعبير عن غضبهم وحرجهم بسبب ما وقع، فيما سار البعض إلى التَّشكيك في صحة الصورة المنشورة.
دراجات البيكسي في مونتريال
BIXI célèbre son 10e anniversaire!
? SURPRISE! Cette année, la saison débute 5 jours plus tôt. Les BIXI sont officiellement en service! ? Pour donner le coup d'envoi de cette 10e saison, revivez avec nous les moments marquants de notre histoire! ? This year, the season starts 5 days earlier. The BIXI service is officially rolling!? To kick off this 10th season, relive the highlights of our history with us!
Gepostet von BIXI Montréal am Dienstag, 10. April 2018
وبالعودة إلى تاريخ بداية هذه الخدمة في مونتريال، فقد بدأ نظام دراجات الخدمة الذاتية الخاص بهذه المدينة، في 12 مايو/أيار 2009 من طرف شركة BSC Solutions Urbaines، والتي تحتفي بعيدها العاشر هذا الشهر بعرض مجموعة جديدة من الدراجات معززة بخدمات أكثر تطوراً وراحة.
فيما يبلغ أسطول دراجات الشركة 6200 دراجة موزعة على 540 محطة مثبتة على جزيرة مونتريال وشاطئها الجنوبي، ويستفيد سكان المدينة من هذه الخدمة بالأساس خلال فصلي الربيع والصيف، ويُنظر إليها باعتبارها وسيلة نقل تسهل التنقل وتخفف من زحمة السير والأهم أنها تحافظ على البيئة.
وكانت شركة "بيكسي مونتريال" قد أعلنت تزايد الطلب على خدمات الدراجات، ما دفع بالمسؤولين إلى العمل على توسيع رقعة الخدمات بالمدينة ابتداء من عام 2019، فيما رصدت البلدية مبلغ 9,4 مليون دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة لتوسيع المشروع بمدينة مونتريال
دراجات مشابهة بمراكش
هذا النوع من الدراجات الهوائية ليس غريباً على المغاربة، إذ انطلقت هذه الخدمة بمدينة مراكش، جنوب البلاد، تزامناً مع انطلاق فعاليات الدورة الـ22 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 22) التي استضافها المغرب في الفترة ما بين 7 و18 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
هذا المشروع جعل مدينة مراكش أول مدينة إفريقية تتوفر فيها خدمة الدراجات الهوائية ذاتية الخدمة، حيث تضم المدينة 320 دراجة موزعة على 12 محطة، فيما تشرف عليه شركة "ميدينا بايك" المغربية.