دراسة جديدة تكشف سراً خطيراً في الزلازل التي تضرب إسطنبول.. وتحذر من كارثة

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/04 الساعة 14:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/04 الساعة 14:25 بتوقيت غرينتش

حذرت دراسة جيولوجية جديدة من احتمالية وقوع زلزال قوي ومدمر أسفل بحر مرمرة في مدينة إسطنبول التركية المكتظة بالسكان، نظراً لقرب هذه المنطقة من ما يسمى بخزان الغاز في منطقة الأناضول.

وكشفت الدراسة التي نُشِرت الثلاثاء الماضي 1 مايو/أيار في مجلة Scientific Reports العلمية، أنَّ هناك صدعاً يقع بالقرب من حقول غازٍ، وهي النتيجة التي قد تساعد العلماء على التقدير الأفضل لمخاطر الزلازل، في المنطقة، بسبب تقرير لصحيفة  The New York Times الأميركية.

وكان العلماء يبحثون عن سر الصدع الكبير الموجود شمال منطقة الأناضول والذي تسبب في زلزال كبير عام 2011 بتركيا وخلف أكثر من مائتي قتيل ومئات المصابين.

وتظهر تداعيات هذا الصدع في عدد من المباني الشهيرة في المدينة القديمة في إسطنبول ومنها مثلاً الجدار المتداعي لجامع آيا صوفيا الصغير والذي يمتد من قاعدة القبة وحتى القمة. ويُعد هذا واحداً من الندوب الكثيرة المحفورة في جدران وقباب ومآذن المدينة القديمة، والتي تُعَد تذكيراً بالزلازل التي تضرب باستمرار تركيا والمنطقة المحيطة بها.

 

وتقع إسطنبول -التي يبلغ عدد سكانها نحو 15 مليوناً- فوق واحدٍ من أنشط خطوط الصدع الزلزالي في العالم. ويُتوقَّع أن ينشط هذا الصدع الزلزالي، الذي يقع مباشرةً تحت المياه الفيروزية لبحر مرمرة، في العقود المُقبلة مُسبِّباً زلزالاً مدمِّراً.

وبحسب الدراسة يحاول العلماء فهماً أفضل لصدع شمال الأناضول، إذ كشف لوي جيلي من معهد الأبحاث الفرنسي لاستغلال البحار وزملاؤه أنَّ الصدع يقع بالقرب من حقول غازٍ، وهي النتيجة التي قد تساعد العلماء على التقدير الأفضل لمخاطر الزلازل.

وتأتي تلك النتيجة بعد سلسلةٍ من توابع الزلازل التي وقعت في الأسابيع التي تلَت زلزالاً  ضرب الجزء الغربي من بحر مرمرة في 25 يوليو/تموز 2011. وعادةً ما تكون هذه التوابع الأصغر إشارةً مطمئنة، إذ تشير إلى أنَّ الصدع يُطلِق الطاقة المكبوتة. لكن حين يكون خط الصدع ساكِناً، يكون على العلماء الشعور بالقلق، لأنَّه ربما يكون كامِناً وقد يضرب فجأةً.

شيء غريب في الدراسة

وبحسب الصحيفة الأميركية حين حلَّل جيلي وزملاؤه هذه التوابع لاحظوا شيئاً غريباً، وهو أنَّ الهزات لم تحدث على العمق ذاته الذي حدث عنده الزلزال الرئيسي عميقاً عند صخر الأديم، بل حدثت على عمقٍ أقرب إلى سطح القشرة الأرضية عند الرواسب البحرية الطينية. ومفاجأةٌ كهذه قد تعني أنَّ هناك آليةً أخرى غير الضغط التكتوني تؤدي إلى هذه النتيجة.

ويعتقد العلماء الآن أنَّ الغازات الموجودة في باطن الأرض هي السبب، فعندما ضرب زلزالٌ أكبر منطقةً قريبةً من خزان (احتياطي) غازٍ، أطلق الزلزال الغازات التي تحرَّكت بدورها تجاه سطح الأرض مسببةً هزاتٍ أضعف. وقال جيلي إنَّ الاكتشاف يشير إلى أنَّ صدع شمال الأناضول ليس متسبّباً بشكلٍ مباشرٍ عن التوابع الزلزالية، ما قد يعني أنَّ المنطقة أكثر عرضةً لوقوع زلزالٍ كبير أكثر مما كان متوقَّعاَ من قبل، بحسب الصحيفة الأميركية.

لكن توم بارسونز، العالِم المتخصص في الفيزياء الجيولوجية بمركز المحيط الهادئ للعلوم الساحلية والبحرية، والذي لم يشارك في الدراسة، غير متأكدٍ من هذه النتيجة. ويحتجُّ بأنَّه في الوقت الذي يمكن أن تكون النتائج الأخيرة مُعلَّقةً على حركة الغاز، فإنَّ هذا لا يعني بالضرورة أنَّ خط الصدع كامنٌ. وتعوق مياه بحر مرمرة إجراء دراسات أكثر اكتمالاً على الصدع.

خطر إضافي

ومع ذلك، تُسلِّط النتائج الضوء على خطرٍ إضافي. إذ يرى المؤلِّف المشارك في الدراسة ماركو بونهوف من مركز الأبحاث الألماني للعلوم الجيولوجية أنَّه في حال ضرب زلزالٌ كبير احتياطي الغاز الطبيعي، فإنَّ ذلك قد يؤدي إلى تسرباتٍ غازية أو حتى إلى انفجارات. وقال: "هذا نوعٌ من المخاطر الزلزالية لم تُفكِّر به السلطات"، بحسب الصحيفة الأميركية.

ونظراً إلى أنَّ زلزال 2011 أطلق كمية كبيرة من الغازات، يوافق بارسونز على أنَّه من المرجح أن يؤدي زلزالٌ أكبر إلى نفث كمية أكبر من غاز الميثان. ويشعر بارسونز بالقلق أيضاً من أنَّ زلزالاً أكبر ربما يؤدي إلى انهياراتٍ أرضية تحت بحر مرمرة ويتسبَّب في موجات تسونامي.

وتُسلِّط النتائج بدرجةٍ كبيرة الضوء على حجم ما نجهله بخصوص هذا الأمر، وعلى الحاجة أيضاً للوصول إلى تقديرٍ أفضل للمخاطر الزلزالية بالمنطقة. قال بونهوف: "هذا وضع خاص ولا توجد نماذج (تُبيِّن) ما يمكن أن يحدث".

علامات:
تحميل المزيد