هل أصبح خبز الإليزيه تخصصا مغاربيا؟ تونسي جديد يدخل مطبخ الرئيس الفرنسي، هذه قصته

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/30 الساعة 07:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/30 الساعة 07:18 بتوقيت غرينتش

للمرة الرابعة خلال الست سنوات الأخيرة يفوز خباز فرنسي من أصول شمال إفريقية بعقد لتزويد مطابخ قصر الإليزيه بالرغيف الفرنسي التقليدي Baguette، لكن ما يثير الانتباه هو سيطرة الخبازين من أصول تونسية على تزيين موائد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالخبز الفرنسي.

فتزامناً مع وصول الرئيس الفرنسي ماكرون إلى قصر الإليزيه شهر ماي من سنة 2017، منحت مدينة باريس مهمة تزويد مطابخ القصر بالرغيف الفرنسي التقليدي العريق Baguette، لخباز جديد من أصول تونسية، وكان يتعلق الأمر بالفرنسي التونسي الأصل سامي بوعتور.

ومع اقتراب دخول ماكرون لعهدته الثانية من رئاسة فرنسا، منحت عمادة العاصمة باريس خبازاً جديداً مهمة تزويد قصر الإليزيه بالرغيف الفرنسي، وللسنة الثانية على التوالي ستكون الصفقة من نصيب خباز من أصول تونسية، وهو محمود المسدي الذي يعتبر رابع خباز من شمال إفريقيا يفوز بالعقد في الستة أعوام الماضية.

ما هو سر تألق الخباز التونسي؟

يقول الخباز التونسي الأصل، محمود المسدي، الذي فاز بعقد لتزويد الرئاسة الفرنسية بالخبز لمدة عام، إن سر جودة صناعته، التي جعلته يتميز عن منافسيه، هو طريقة العجن.

وأوضح، محمود المسدي، في تصريح لبي بي سي، أن "الكثيرين يتسرعون في العجن".

وسيزور المسدي قصر الإليزيه لأول مرة الجمعة 4 ماي المقبل، ثم يشرع في توصيل طلبات الخبز، ويرى المسدي في هذا الأمر مجرد صدفة أو لأن أغلب المخابز التقليدية في منطقة باريس أصحابها من المغرب العربي.

ويأمل أن يلتقي صدفة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زياراته للقصر الرئاسي، وقال لبي بي سي: "أتمنى أن ألتقي الرئيس ماكرون، وربما التقطت معه صورة".

ويستيقظ محمود باكراً ليتأكد من تخمر العجين لأن عملية التخمر بالغة الأهمية في جودة الخبز، ويرى أن "الكثيرين لا يتركون العجين مدة كافية للتخمر".

ويضيف: "ينبغي أن يأخذ العجين الوقت الكافي للتخمر طبيعياً، فأستيقظ باكراً جداً، أو أتركه لليوم التالي".

أصغر فائز يتوج بجائزة أفضل الخبازين

سيحصل الشاب محمود المسدي، البالغ من العمر 27 عاماً، على جائزة نقدية قدرها 5 آلاف جنيه إسترليني من عمدة باريس، آن هيدالغو، في مايو/أيار، خلال مهرجان الخبز.

وعبر محمود عن سعادته الكبيرة بالفوز، قائلاً: إنها سعادة لا توصف أن تكون الأفضل، خاصة أنني أصغر فائز بالجائزة سناً".

وجاء في صحيفة لوباريزيان أن لجنة من 15 شخصاً، بمن فيهم الفائز بجائزة العام الماضي، سامي بوعتور، تذوقوا 138 باغيتاً خلال أربع ساعات لتحديد الفائز. وقال إنه حضر لهذه المسابقة عاماً كاملاً وجهوده لم تذهب سدى.

وهذه ليست المرة الأولى التي يفوز فيها خباز تونسي بهذه الجائزة، فقد اختار أعضاء لجنة التحكيم للجائزة الكبرى للرغيف الفرنسي التقليدي لسنة 2017، الخباز التونسي سامي بوعتور من بين مئات المتنافسين، ليمنح إلى جانب المكافأة المالية للجائزة المقدرة بأربعة ألاف يورو، حق تزويد القصر الرئاسي الفرنسي بكافة أنواع الخبز لمدة عام كامل.

وفي العام 2013 فاز المهاجر التونسي رضا خضر صاحب مخبز Au Paradis Gourmand  بالدائرة الرابعة عشرة بباريس بالمركز الأول.

وفي العام 2008 أيضاً حاز الخباز التونسي أنيس بوعبسة بالدائرة الثامنة عشرة السبق في هذا المجال كأول عربي وتونسي يفوز بجائزة "الباغيت" الكبرى.

وتوج الفرنسي من أصل تونسي سامي بوعتور بجائزة أفضل صانع خبز تقليدي في باريس، متفوقاً على أكثر من مئتي مشارك. وحصل بوعتور على مبلغ أربعة آلاف يورو وميدالية، سلمتها له عمدة بلدية باريس آن هيدالغو السبت الماضي.

وتنظم مدينة باريس هذه الجائزة منذ العام 1994، وتعتمد على لجان تحكيم تتألف من كبار الخبازين والصحفيين المختصين في المخابز والمطابخ، إلى جانب آراء وتعليقات الناس من خلال شبكة الإنترنت.