ستصدمك القصة: جاءها المخاض وهي وحدها في إسطنبول.. أميركية تروي كيف ولَّدت نفسها في غرفة الفندق!

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/26 الساعة 13:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/26 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش

اضطرت امرأة للاستعانة بمقاطع فيديو على يوتيوب لتعلُّمِ "كيفية توليد نفسها"، عندما جاءها المخاض وهي وحدها بغرفة فندقٍ تركي.

وكانت تيا فريمان مسافرةً من الولايات المتحدة إلى ألمانيا لقضاء عُطلةٍ، عندما بدأت تعاني آلام الولادة أثناء مرورها بمدينة إسطنبول التركية، لتتوقَّف هناك بشكلٍ مؤقتٍ في شهر مارس/آذار 2018.

اعتقدت السيدة، البالغة من العمر 22 عاماً، والتي كانت في "حالة إنكار" عندما أُخبِرَت بحملها بعد مرور 6 أشهرٍ على بدايته، أنها أُصيبَت بتسمُّمٍ بسبب الوجبة التي تناولتها في الطائرة.

ولم تدرك أنها على وشك المخاض إلا أثناء مرورها من بوابة الجمارك بالمطار.

وكشفت تيا، المُتخصِّصة بالكمبيوتر في القوات الجوية الأميركية، عن قصتها المدهشة عبر تغريداتٍ متتالية على موقع تويتر، قام مستخدمون بمشاركتها آلاف المرات.

ومع إصرارها على ألا تلد في المطار، قامت تيا بذلك في غرفتها بالفندق، وبدأت بالبحث على يوتيوب عن أفضل طريقةٍ تُمكِّنها من توليد نفسها.

ملأت تيا حوض الاستحمام بالماء الدافئ وأحضرت منشفتين، واحدةً لتعضَّ عليها، والأخرى لتلف بها الطفل، وبدأت في دفع الطفل للخارج عندما بدأ حدوث طلق الولادة كلَّ دقيقة.

وبعد 5 أو 6 دفعات، "اندفع الطفل خارجاً" و"طفا على الفور على سطح الماء".

وبعد أن تأكَّدَت من جنس مولودها الجديد، كان عليها البحث على موقع جوجل عن كيفية قطع الحبل السُرِّيّ دون أية أدوات غير السكين.

واستخدمت رباطَ حذاءٍ مُعقَّمٍ كمشبكٍ للحبل السرِّيّ، وتمكَّنَت من قطع الحبل السري قبل أن يتمكن منها الإعياء.

وبعد أن قامت بتنظيف الحمام "الذي كان أشبه بمشهدٍ من فيلم رعب"، أرضعت طفلها ثم خلدت إلى النوم.

وعندما استيقظت في اليوم التالي توجَّهَت إلى المطار لتعرف كيفية مغادرة البلاد مع طفلٍ حديث الولادة.

وبعد أن أقنعت الشرطة المحلية وطاقم الخطوط الجوية التركية بقصتها، تسرَّب الخبر إلى وسائل الإعلام المحلية وأصبحت عنواناً رئيسياً في الأخبار بالبلاد.

واصطُحبت تيا في نهاية الأمر إلى القنصلية الأميركية في إسطنبول، حيث قدَّمَت طلبَ استخراجِ شهادة ميلادٍ وجواز سفرٍ لابنها، الذي منحته اسم زافيير أتا فريمان.

وبعد أن اصطُحبت إلى المستشفى – بعد نحو 24 ساعةً من الولادة – أُخبِرَت بأن كلَّ شيءٍ على ما يُرام، وقضت بعد ذلك أسبوعين إضافيَّين في إسطنبول على نفقة الخطوط الجوية التركية بشكلٍ كاملٍ.

وعادت تيا إلى مدينتها الأم، ناشفيل بولاية تينيسي الأميركية، نهاية شهر مارس/آذار 2018.

وقالت تيا، مُتحدِّثةً إلى صحيفة The Independent البريطانية: "إنَّ أسرتي في حالةٍ من الذهول التام".

وقالت، "لم يكن أحدٌ منهم على علمٍ بشيءٍ، ولكنهم جميعاً مذهولون للغاية، فهذا هو الحفيد الأول لوالديّ، وهو خامس جيلٍ على قيد الحياة في عائلة أمي".

وأضافت، "بمجرد عودتي، جاء الجميع لزيارتي حاملين الهدايا، ومُدلِّلين كزافيير، وكانوا قد علموا بولادتي بعد 4 أيامٍ من إقامتي في اسطنبول؛ لذا كانوا يتصلون بي بالطبع كل يوم، راغبين في التحدُّث إليه ورؤية صوره ومقاطع فيديو له، وللاطمئنان على أننا بخير".

وقالت تيا، مستدعيةً ما حدث في ولادتها، إنه رغم الخطر الذي أحاق بها، "ربما لن أرغب في تغيير شيءٍ".

وتابَعَت: "لقد تعلَّمت كثيراً من هذه التجربة؛ تعلَّمت أن أُحسِن التصرُّف وأن أظل هادئةً تحت الضغط، لقد استطعت أن أتولَّى شؤون صغيري من بداية أنفاسه الأولى".

وأضافت: "إنَّني ممتنةٌ؛ لأن كلَّ شيءٍ كان على ما يرام، وأنَّني كنتُ قادرةً على ولادة طفلٍ سليم. أعرف أن الحظ لا يحظَى به كلُّ أحدٍ، ولكنَّني أُقدّر هذه التجربة، وآمُل أن يفكر طفلي بهذه القصة المثيرة عندما يكبر".

وإجابةً عن سؤال لماذا لِم تذهبي إلى المستشفى؟ قالت: "لا يتكلَّم الكثير من الناس الإنكليزية في تركيا، ولم أكن على علمٍ برقم الطوارئ، ولا إذا ما كان تأميني الصحي سيكون سارياً على هذه المسافة البعيدة؛ ولذا قرَّرت أن أقوم بالأمر بنفسي".

وبشأن ردود الفعل الهائلة على الشبكات الاجتماعية، قالت تيا: "توقَّعتُ أن يُجَنَّ جنون أصدقائي عندما يقرأون ذلك، ولكنِّي لم أتوقَّع أن يأخذ الأمر كل هذا الحجم الذي أخذه. وعلى الرغم من أنه ربما كان عليّ توقُّع ذلك، فقد رأيت أن كل شخصٍ يقرأ القصة لا يكاد يُصدِّقها".

وعلى الرغم من مرور ولادة تاي بنجاح، تحثُّ "الكلية الملكية للقابلات" بإنكلترا "النساء بقوةٍ" على ألا يقمنَ بتوليد أنفسهنَّ.

وصرَّحَت المُتحدِّثة باسم الكلية الملكية للقابلات، لصحيفة The Independent، "بينما تُقر الكلية الملكية للقابلات بحق كل امرأةٍ في الولادة دون مساعدةٍ احترافية، هناك مخاطر مُحتَمَلة على كلٍّ من الأم والطفل؛ ولذا تُحذِّر الكلية الملكية للقابلات بقوةٍ من توليد النساء لأنفسهن، دون دعمٍ مُتخصِّصٍ أو مساعدةٍ طبيةٍ ماهرة".

وأضافت: "إنَّنا في الكلية الملكية للقابلات نؤمن بتطوير الخدمات الخاصة بالأمومة، مما يتيح للنساء وللقابلات التعرُّف بعضهنَّ على بعض، ويتيح للمرأة الثقة بالقابلة التي ستساعدها، مما يُقلِّل عدد النساء اللَّاتي يخترن الولادة دون وجود قابلة".

تحميل المزيد